مع غندور..أحاديث في الممنوع!!

 


 

 



diaabilalr@gmail.com
قبل أيام وعلى هامش جلسة نقاش أقيمت بمباني (السوداني) حول قرار مجلس الأمن وخارطة طريق العلاقة بين الشمال والجنوب، دار حوار جانبي حول الصحافة ودورها، بيننا ودكتور إبراهيم غندور مسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني والمسؤول السابق عن أمانة الإعلام.
غندور من القيادات التي تحظى باحترام واسع داخل الوسط الصحفي ، فهو سياسي يجيد الاستماع وبارع في الحديث وينتقي من الكلمات ما يتناسب والمواقف ولا يؤذي سامعاً ولايجرح مخالفاً في الرأي،ومع هذا وذاك يحكم السيطرة على فكرته الأساسية.
رغم أن بروف غندور أشاد بدور الصحافة السودانية أثناء متابعة وتغطية أحداث هجليج إلا أن الرجل كعدد من قيادات المؤتمر الوطني في أنفسهم شيء من حتى اتجاه الصحافة وما تكتب وما تثير من مواضيع وقضايا تصيبهم بنوبات
(عطاس) بعضها حاد!!
ورغم أن (العطاس) يشعر (العاطس) بنوع من الحرج المخفف مع الحضور وقد يثير اشمئزاز البعض إلا أنه أمر إيجابي وصحي فهو أحد الوسائل الدفاعية الدماغية المهمة لتخليص المجرى التنفسي من الشوائب!
وفي أيام الديمقراطية الثالثة لم يجد رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي وصفاً أفضل لمواقف وزير التجارة الدكتور أبو حريرة سوى أن الرجل وجد في الجو شطة فعطس!!
قلت لدكتور غندور إن الصحافة جزء أساسي في الجهاز المناعي للدولة فمن واجبها حماية الحكومات والمجتمعات من الفيروسات التي تتسلل إلى أجسادها عبر الكشف والمحاربة بمضادات النقد!
المفسدون أخطر على الدول من الغزاة فهم عادة ما يحاولون مخادعة الجهاز المناعي بارتداء ثياب الموالاة.
بعض أصحاب الأمزجة الشمولية يريدون للحكومة أن ترتد عن الحريات التي أتاحتها ما بين دم وفرث.ش يريدونها أن تعود للمربع الأول بعينين يتطاير منهما الشرر وترتدي زيها القديم وتضع سكينها على (الضراع)..!
ستفقد الحكومة كثيراً إذا اضطرتها الخصومات السياسية ودخان هجليج أن تتراجع عن مساحات الحرية التي تحققت بعد قانون التوالي 1998 إلى اتفاق نيفاشا2005.

رغم خلافنا مع بعض كتاب الرأي الذين تم إيقافهم عن الكتابة بصحف الخرطوم فمن الظلم والعدوان أن يمنعوا من ممارسة حقهم في الكتابة والتعبير والتنفس عبر مسام الصحف.
القوانين وحدها يجب أن تمنح وتمنع لا التقديرات السياسية و الإجراءات الأمنية. والتاريخ يعيد في كل مرة ذات الدرس القديم: (ما تفعله اليوم مبرر لما سيفعل بك غداً)!
الرأي يجب أن يواجه بالرأي لا بإغلاق الأفواه والتجاوزات تقابل بالقانون لا بالإجراءات الاستثنائية والكلمة يرد عليها بالكلمة لا بالحذاء!
كل التجارب التي استعانت بالأساليب القديمة في مواجهة الرأي المخالف أصابتها هفوات المشارط الصدئة بداء التتنس!
من مصلحة الممارسة السياسية أن تظل الأقلام المعارضة موجودة بصحف الخرطوم ومحكومة بالقوانين ومزاج الشارع العام حتى لا تتحول لكائنات إسفيرية لا تحتكم لقانون سوى رغبات العدوان التي لا تفرق بين أذى الوطن وضرر النظام.
لا تضاد بين حماية الحدود من الغزاة وحماية الحريات من الانتهاك!
هي المأساة ذاتها إذا أصبحت الشعوب لا تملك إلا أن تختار بين الغزاة والطغاة..! انتصار هجليج سيتحول لهزيمة إذا جاء على حساب حرية التعبير وتراجع هامش الحريات.
\\\\\\\\\\\\\\

 

آراء