آن للإسلام ان يخترق الحدود بعد ان كسر القيود ليصل لكل موجود(2)
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
5 September, 2012
5 September, 2012
ذكرنا في المقال السابق ان بشارات الاسلام وقدومه قد بدت وعلامات ظهوره قد لاحت وتهيأ له الجو وعبدت الطرق ليصل لكل البشرية ويعم البسيطة بعد ان انزاحت من امامه العوائق من حكام وغيرهم وبفضل الوسائط الاعلامية المتعددة و المتسهلة وكأنها لم تأت الا لبثه ولم تسخر الا لنشره بكل خصائصها ووظائفها وتعدد انواعها ونذكر منها على سبيل المثال هذا الهاتف الجوال الذي يحمله الصغير والكبير والمرأة والرجل والحاضر والباد ويستعمله الامي والمتعلم وبما يحمله هذا الجوال من معلومات متنوعة وبكل اللغات تكون حجة الاسلام وصلت محمولة لكل انسان وفي جيبه مستهدفة قلبه وعقله ولها القدرة والجدارة على ذلك ،فبدأ الاسلام مسيرته مستهدفا النخب وعلية القوم في المجتمعات والذين كانوا اكثر صداما واعتراضا على الرسل والرسالات على مر التاريخ لكنهم اقبلوا على الاسلام جماعات و افراد لأنهم وجدوا فيه ما لم يجدوا في غيره من الاديان الاخرى والتي كانت رسالات مخصوصة لاقوام مخصوصين في زمن مخصوص وليس من المعنيين بها اهل هذا الزمان كما اشارت الى ذلك النصوص الواردة في تلك الديانات ولأن الاسلام دين المنطق والعقل والمعاصرة والمواكبة ودين العلماء والباحثين فاعتنقوه وصاروا هم الدعاة اليه والمدافعين عنه و الاسلام وهو سائر في مسيرته القاصدة اصبح لا يعبأ لمن يقف امامه ليصد عنه ولا لمن يريد شل حركته بعد أن ضم الى صفه هؤلاء النخب فأصبحوا مجيبين عنه مبرئين له من كل عيب وأنهم لم يكتفوا باعتناقه وينكفئوا على انفسهم بل صاروا دعاة منادين الناس اليه وذلك بسبب ما وجدوه من مقنعات في هذا الدين وفي كل المجالات العلمية والفكرية وأنه له في كل شي آية تدل على أنه الدين الحق وأن الله هو الواحد الاحد و الاله الذي يستحق ان يعبد و الاسلام وهو يتقدم بخطى حثيثة نحو اعتلاء مكانته الموعودة لم يكترث لما يواجهه من تحديات ولم يلتفت الى تخزيل الذين قعدوا به و اقعدوه وتخلفوا عنه من ابنائه بسبب تدينهم الموروث وفهمهم المحدود لمقاصد الدين وأكثرهم فهم الدين بأنه يبدأ بتكبيرة الاحرام وينتهي بالسلام دون تدبر ولا تفكر ولا هم بالدعوة ناسين أن للاسلام غايات من وسائلها العبادات وله مقاصد دعوية وأرض الله الواسعة هدفها ولم تكن ساحاته محلا للمعارك والجدل و اثارة المسائل الخلافية والتي قتلها الاقدمون بحثا ووصلوا فيها لخير مقولة (فلنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه )لكن لازال البعض يصرون على ما يفرق الامة ويفت في عضدها ويضعفها فأقعدوا الدعوة و أضروا بالاسلام واستعدوا عليهم من له غرض في حرب الاسلام و الاساءة اليه فحاصروا الاسلام في هذه الدوائر الضيقة وذهب بعضهم الى ابعد من ذلك من حيث يدري او لا يدري ان يدفن الاسلام تحت حطام القباب التي هدموها ومن بين ركام المباني التي فجروها ظنا منهم انهم يحسنون صنعا واعتقادا منهم ان الدعوة تنطلق من على انقاض القباب و المباني المدمرة لكنهم نسوا ان الاسلام محفوظ من التبديل والتغيير وله مناعة ذاتية خصه بها الله ظل يقاوم بها طيلة اربعة عشر قرنا من الزمان لكل من يمد يده له بسوء ، ومنذ ان قال تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)فنقول لهؤلاء اشتغلوا بما كلفتم به وهو التطبيق والتبليغ واتركوا ما تكفل به الله الى الله وهو حفظ هذا الدين حتى يصل لكل انسان غير مغير ولا مبدل ونقول للذين يهدمون القباب لو كان هدم القباب من اولويات الدين والدعوة الى الله لكانت قبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اولى بالهدم ولكان من اوجب الواجبات على الصحابة من بعد النبي ان يفعلوا ذلك لكنهم لم يفعلوا ولا زالت القبة موجودة وتزار وكذلك نقول لهم لو كانت من وسائل الدعوة الى الله التفجير والتكفير والعنف لما اعتنق الاسلام احد ولما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ) ولما قال الله تعالى(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ) اخرجوا الاسلام من هذه الدوائر الضيقة هداكم الله وانتشلوه من هذه الحفر المظلمة الى ساحات الدعوة الواسعة فعليكم البلاغ وعلى الله الهداية وهذا في قوله تعالى(عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم)(انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)اخرجو الاسلام وعرفوا به من لا يعرفه وذكروا من يعرفه بمحاسنه المنسية عرفوهم ان الاسلام جاء ليعالج علة كل شي وهو في كل شي وله وجوده في كل شي فالاسلام في الجامع وفي الشارع وفي المتاجر والمزارع وفي المحاكم والمآتم وفي الاتراح و الافراح وفي الاكل والشرب والصحو والنوم وفي الدخول والخروج من المرحاض وفي مضاجعة النساء وفي الاحسان اليهن وفي تربية الاطفال والاهتمام بالحيوان وفي المزاح و الغناء والصحة والبيئة وفي الزواج والطلاق والسفر والحضر وفي الرياضة والسياسة هذا هو الاسلام وهذا هو كتابه (ما فرطنا في الكتاب من شيء)هذا هو الاسلام وهكذا فهمه الذين بحثوا فاقتنعوا ثم اعتنقوا من الغربيين والدول الاخرى والذين اسلموا وآمنوا، آمنوا من داخل دور العلم وعبر المعامل والمختبرات وشتان ما بين اسلام الوارث والباحث تعالوا واسمعوا ما قال هؤلاء الذين اسلموا منهم والذين في طريقهم الى الاسلام والذين لم يسلموا فهذا حديث اليهودي جولر الملحد يقول ان المسيحية بحكم نشأتها لم تستطع الصمود في وجه التطورات الاجتماعية وبدأت تموت في اواسط القرن التاسع عشر فتوقف تواجدها بمثابة دين قائد باستطاعته ان يجمع الناس وان يحرك الوجدان اما الاسلام منذ ظهوره والحديث لليهودي تم بناءه بحيث يكون قادرا على الصمود وهو ذي عقيدة قوية تستطيع ان تتحمل حالات التغيير في العالم فكان له قائد حقيقي اوحي اليه وليس كالمسيحية فهي توجد بها اختلافات حتى المسيحيون نفسهم يثيرونها فيما بينهم وواضح من القرآن نفسه ان تعاليمه وضعت لتكون قادرة على الصمود وفي الحالات الصعبة وفي الوقت الذي لم يبقى من المسيحية غير المباني الاثرية فكما لم يبقى من اليهودية أي شيء فالاسلام في مجمله دين المستقبل لان هذا الدين صحيح بما يكفي ويقود الناس في الاتجاه الصحيح وقال المبشر الهندي بشير احمد شاه بحثت عن الحجج والبراهين التي تثبت ان القرآن كتاب الله تعالى فوجدت القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يعترف بكافة الاديان السماوية الاخرى بينما نجد انها جميعا يرفض بعضها بعضا وهذه حقيقة احدى مميزات وخصائص القرآن الكريم وكذلك قول الصحفي النمساوي ويليام يقول ان الاسلام في الحقيقة هو اقرب للانسان وهو يخاطب عقل الانسان بل هو في الحقيقة اقرب اليه من حبل الوريد وتقول الباحثة الانجليزية التي كان لها بحث كامل عن القرآن هناك وجود للاشخاص جميعا في القرآن وهذا غير موجود في الانجيل وحتى على مستوى الدرجة الثانية والثالثة من المخاطبة كانت كلها للذكور بينما في القرآن فالمرأة مذكورة مثل قول(المؤمنين والمؤمنات)و اخيرا نختم حديثنا بقول وزيرة الخارجية الاميريكية هيلاري كلينتون خلال كلمتها التي القتها في منتدى المستقبل 3 تشرين الثاني نوفمبر 2009 م في مراكش بالمغرب فقد قالت للمسلمين انتم تجهلون تاريخكم فقد كان العالم الاسلامي هو الذي فتح الطريق للعلوم والطب والعالم الاسلامي هو الذي مهد السبيل لكثير من التكنولوجيا والعلوم التي نعتبرها الان تحصيل حاصل والمرجع في ذلك كله موقع اليوتيوب على الشبكة العنكبوتية بتحريك فهرس البحث بعبارة مقاطع فيديو عن الاسلام ، هذا ما قاله هؤلاء عن الاسلام والفضل ما شهدت به الاعداء ومن عجب ان هؤلاء يدخلون في دين الله افواجا وهناك في نفس الوقت من يرتد عن الاسلام من غير هدى ولا كتاب منير من الافارقة وغيرهم وهناك بعض الاصوات الرافضة لاسلمة الحياة من الليبراليين والعلمانيين وغيرهم في الدول الاسلامية ونقول لهؤلاء ماذا انتم فاعلون بعد اقبال السادة على الاسلام ماذا انتم فاعلون وقد تقدم السادة الصفوف اني اخشى عليكم ان لا تجدوا مقعدا حتى في المقاعد الخلفية وقد بدأ تمايز الصفوف ما بين الحق والباطل (ان الباطل كان زهوقا)
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]