لماذا لم يحرك الفيلم الأمريكي المسيء للرسول (صلعم) حراكأ في الخرطوم ؟

 


 

ثروت قاسم
12 September, 2012

 




شاهد فيديو عن الفيلم الامريكي وتقرير عن مقتل السفير الامريكي في ليبيا ! ماهي طلبات اوباما لقادة الحركة الشعبية الشمالية ؟ الجنرال المنشق دبجو يكون حركته المستقلة ! 
ثروت قاسم
Tharwat20042004@yahoo.com

1 -  الفيلم الامريكي المسئ للرسول ( صلعم ) ؟
أنتج منتج  أمريكي – أسرائيلي  ، بالتعاون مع أقباط مصريين في امريكا  ،  فيلمأ مسيئا للإسلام وللرسول (صلعم )  ! وتم استنساخ فيديو من الفيلم ظهر علي الفيسبوك والتويتر !
في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 ، قامت مظاهرات أحتجاجية  أمام السفارة الأمريكية في القاهرة ، وقام المتظاهرون بتسلق حيطان السفارة العالية ، وتمزيق العلم الأمريكي ، تعبيرأ عن سخطهم وغضبهم  ! وتكرر نفس المشهد في نفس اليوم  امام القنصلية الأمريكية في بنغازي في ليبيا ، حيث قتلت الجماهير الثائرة (حركة  أنصار الشريعة )  السفير الأمريكي  في ليبيا ، وثلاثة عناصر  من جنود المارينز  يعملون  في  القنصلية !
نظام البشير يدعي ، جورأ وبهتانأ ، أنه حامي حمي الإسلام بمشروعه الحضاري ، الذي وفاه الأجل ،  وصار نسيأ منسيأ ! ولكن رغم أدعاءات نظام البشير الفارغة  برفع راية الاسلام ، لم تقل الخرطوم بغم ، استهجانأ للفيلم الامريكي ؛ ولم نر أي أثر لاي مظاهرات انقاذية  في الخرطوم ، كما رأينا في القاهرة وبنغازي !
ومعلوم أن نظام البشير لا يسمح الأ بالمظاهرات الأنقاذية !
يمكن ذكر سببين لحالة اللامبالاة ، وعدم خروج مظاهرات  في الخرطوم تستنكر الفيلم الأمريكي المسئ للرسول ( صلعم ) :
+ السبب الأول أن نظام البشير في أضعف حالاته حاليأ ،  ولا يبغي استثارة غضب ادارة اوباما ، خصوصأ ومفاوضات أديس أبابا متعثرة !  وربما  دفعت  المظاهرات ضد امريكا في الخرطوم ادارة اوباما لأتخاذ أجراءات عقابية ضد نظام البشير ، عندما يجتمع مجلس الامن يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، لتقييم منتوجات مفاوضات أديس ابابا حول قراره 2046 !
ربما كان الخوف من عصا أمريكا هو السبب في عدم تسيير نظام البشير مظاهرات في الخرطوم أحتجاجأ علي الفيلم الأمريكي !
+ السبب الثاني ربما كان خوف نظام الإنقاذ أن  تستغل قوي الأجماع الوطني والمنظمات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني  الفرصة ،وتحول المظاهرات ضد الفيلم الامريكي ، الي مظاهرات ضد نظام البشير ؟ وتكون هذه المظاهرات القداحة التي تفجر الحريقة في كومة قش نظام البشير اليابسة ؟
والباب البجيب الريح ، سدو وأستريح ، أو كما يقول سادة الأنقاذ !
وهناك احتمال ثالث ان سادة الانقاذ ربما لم يسمعوا بالفيلم الامريكي بعد ، وكذلك قبائل  السابلة في شوارع الخرطوم ؟
يمكنك مشاهدة مقاطع من الفيلم الذي يحقر  شخصية الرسول ( صلعم )  ، في ملبسه وكلامه وتصرفاته  ، وقراءة تقرير كامل عن الفيلم  وتداعيات ظهوره في القاهرة وبنغازي  ،  علي الرابط أدناه :
http://thelede.blogs.nytimes.com/2012/09/11/obscure-film-mocking-muslim-prophet-sparks-anti-u-s-protests-in-egypt-and-libya/?ref=middleeast


وتقرير عن مقتل السفير الامريكي في ليبيا  علي الرابط أدناه :

http://maktoob.news.yahoo.com

2- الحركة الشعبية الشمالية ؟

وصلت المفاوضات في اديس ابابا بين الحركة الشعبية الشمالية ونظام البشير الي طريق مسدود ! يرفض الطرفان التفاوض المباشر مع بعضهما البعض  ، ويصران علي التفاوض غير المباشر عبر الوسيط  مبيكي ! كما نكص  نظام البشير عن موافقته علي توزيع الاغاثات الانسانية بواسطة منظمات الأغاثة الدولية  ، خوفأ من وقوعها في أيادي قوات الحركة الشعبية الشمالية  ، وأصر علي تجميعها في الدمازين وكادوقلي ، وتوزيعها بواسطة عناصره الأنقاذية ، يعطي من يشاء ، ويمنع عمن يشاء من النازحين المغلوبين علي أمرهم ، والذين يموتون من الجوع ، والمرض بالعشرات كل يوم ، خصوصأ الأطفال ، لرفض نظام البشير تمرير الأمصال الواقية  ( خصوصأ ضد الحصبة ) لمعسكرات النازحين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان !

أصرت الحركة الشعبية الشمالية علي تضمين معارضين من تحالف كاودا الثوري  ( حركات دارفور الحاملة السلاح ) ومن قوي الأجماع الوطني في وفد الحركة المفاوض ، والتفاوض مع  وفد نظام البشير حول التحول الديمقراطي ، وتغيير نظام البشير ، بدلأ من حصر التفاوض حول ولايتي النيل الأزرق ودارفور ؟

الامر الذي رفضه نظام البشير جملة وتفصيلأ !

ومن ثم وصول طرفي التفاوض الي طريق مسدود !

أستدعت أدارة أوباما القادة مالك عقار ، عبدالعزيز الحلو ، ياسر عرمان  لواشنطون للتشاور والمناصحة !

أستبق وصول القادة الثلاثة الي واشنطون ، تصريح من السفير دان سميث  ،  كبير المستشارين الأمريكيين لدارفور ( الثلاثاء  11 سبتمبر 2012 ) ، طلب فيه من قادة حركات دارفور الحاملة للسلاح نبذ العنف ، والأنضمام الي أتفاقية البشير – السيسي ( الدوحة  -   يوليو 2011 ) ، رغم أن الأتفاقية في غرفة العناية المركزة ، وتعاني من سكرات الموت ! كما أكد السفير  سميث التزام أدارة اوباما  بدفع مبلغ مليار دولار لنظام البشير  ، كرشوة ،  مقابل التزامه  باستكمال حلقات السلام  ، مع دولة جنوب السودان ، وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وفي  دارفور !

أجمع المراقبون علي ان أستدعاء القادة الثلاثة الي واشنطون نذير شؤم ، وقطعأ ليس فال خير  للحركة الشعبية الشمالية وحلفائها في تحالف كاودا الثوري ، وقوي الأجماع الوطني !

في كلمة كما في مية ، سوف تطلب أدارة اوباما من قادة الحركة الشعبية الشمالية ، وبالواضح الفاضح ، الموافقة علي  وتفعيل ثلاثة أمور ، كما يلي   :

أولأ :

نبذ العنف والقاء السلاح  والدخول في مفاوضات سياسية مع نظام البشير ، وصولأ الي أتفاقية  ، مضمونة أمريكيأ ، ومبنية علي اتفاقية  عقار – نافع  ( أديس ابابا – يونيو 2011 )  التي مزقها الرئيس البشير  ، بعد أقل من 24 ساعة علي توقيعها !

سوف تصر ادارة اوباما ان تكون أتفاقية البشير – السيسي  للسلام في دارفور ( الدوحة  -   يوليو 2011 ) ، النموذج  الذي يجب  تطبيقه  للسلام  في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية !

ثانيأ :
سوف تطلب ادارة اوباما من قادة الحركة الشعبية الشمالية فك الأرتباط  وعدم التنسيق مع حركات دارفور الحاملة للسلاح ، وكذلك مع قوي الأجماع الوطني ... ده بره وده بره !
ترجمة هذا الكلام بعربي كاودا ، هو تفكيك تحالف كاودا الثوري ، وتفريقه أيدي سبأ ؟

ثالثأ :

سوف تضمن ادارة اوباما ان يكون عقار واليأ لولاية جنوب النيل الأزرق ، والحلو واليأ لولاية جنوب كردفان ، وأن يتم تسكين عرمان في وظيفة مناسبة ، وتتم تصفية قضايا شعوب النوبة وشعوب الأنقسنا ، كما تمت تصفية قضايا شعوب دارفور بأتفاقية البشير -  السيسي ، سيئة السمعة !

3- مبدأ القس فرانكلين جراهام !

الأنتخابات الرئاسية الأمريكية علي مرمي 54 يوما ( الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ) ، وكل قرار لادارة اوباما ، مهما صغر شأنه ، يكون متأثرأ بحشد  اصوات الناخبين للتصويت لاوباما ! وكما ذكرنا اكثر من مرة من قبل أن القس فرانكلين جراهام يحمل في مخلايته 7 مليون صوت أنتخابي ، مضمونة قبض أيد ؛  وسوف تصوت كلها  يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ، وحسب تعليمات القس ! كما تعرف ، يا هذا ،  يموت اوباما  ويحي  في سبيل الحصول علي صوت واحد منها لصالحه !

سوف تنفذ ادارة اوباما مبدأ القس حرفيأ ، طمعأ في أصواته الأنتخابية ، ويمكن للسودان ، وأهل  بلاد  السودان ،  أن يذهبوا  ( للجنة )  في سبيل ذلك !

ولكن ماهو مبدأ القس في كلمتين ؟

يعتمد مبدأ القس علي تجزئة المشكلة الكبري الصماء  المترابطة الي ذرات ومشكلات صغيرة ومعزولة بعضها عن بعض كالشياه القاصية  ، وحل كل مشكلة علي حدة ، عملأ بمقولة المهلب بن ابي صفرة :

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً  . .

وإذا افترقن تكسرت أفرادا

كون القس دولة داخل دولة  جنوب السودان ، وصار لمنظمته التبشيرية طائراتها الخاصة ، ومكاتبها المنتشرة في كل ركن  من   ربوع دولة جنوب السودان !

يقول القس في شرح مبدأه :

نسعي لأستدامة الأمن والاستقرار في دولة من كلم الناس في المهد صبيأ ! جنوب السودان وشماله كالتؤام السيامي ، اذا اصابت أحدهما حمي تداعي له التؤام الثاني بالسهر والحمي ! أذن أستدامة الأستقرار في الجنوب يجب أن يسبقها أستدامة الأستقرار في الشمال ! ولا يوجد من يمكن أن نراهن عليه لتحقيق الأستقرار في الشمال سوي الديك تا تور البشير ... القوي داخليأ والرهينة في أيادينا كالميت بين يدي غاسليه بفضل أمر القبض السحري  !
أذن فكك ، يا اوباما ، مشكلة نظام البشير  الي مكوناتها الأولية ... ضد دولة الجنوب ، ضد دارفور ، ضد ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وضد  التجمع الوطني الديمقراطي ! ركز ، يا أوباما ، علي حل كل مشكلة من المشاكل الثلاثة الأولي ، علي حدة ! أما المشكلة الرابعة فلا داعي لمعالجتها ، لان الديك تا تور ولدنا المطيع ، وقبائل التجمع الوطني الديمقراطي سجمانة ورمدانة !

أنتهي شرح القس  لمبدأه !

بدأ اوباما في تفعيل مبدأ القس ، بأعتماده أستراتيجية  أدارة  اوباما في السودان في نوفمبر 2010 !

وزيارة قادة الحركة الشعبية الشمالية  لواشنطون ،  لا تعدو ان تكون حلقة من حلقات سلسلة مبدأ القس !

وكل قس وانتم بخير !

4 – حركة العدل والمساواة ؟


تناولنا في مقالة سابقة  الجنرال بخيت دبجو ، قائد قوات جيش حركة العدل والمساوة السابق ، والذي أنشق عن حركته الأم  في يوم الأربعاء اول أغسطس 2012 ، وأخذ معه الجمل بما حمل !
عقد الجنرال دبجو مؤتمرأ أستثنائيأ  لعناصره المنشقة (  قرية فوراوية في غرب دارفور – السبت 8 والاحد 9 سبتمبر 2012 ) ، وكون مجلسأ عسكريأ أنتقاليأ  مؤقتأ ، برئاسة الجنرال محمد بشر احمد السلطان عبدالرحمن ، لحين أنعقاد المؤتمر العام لحركة الجنرال دبجو في ظرف 45 يومأ !

يمكن تلخيص أهم تداعيات أنشقاق الجنرال دبجو في ثلاثة نقاط :

اولأ :
أنشقاق الجنرال دبجو سوف يضعف حركة العدل والمساواة عسكريأ ، وبالتالي سوف يضعف تحالف كاودا الثوري ، كما سوف يضعف العمل الثوري الدارفوري لحل مشكلة دارفور ، ويضعف تفعيل  التحول الديمقراطي في عموم السودان !

ثانيأ :

فشلت جميع الوساطات الخيرة لأرجاع الجنرال  دبجو وعناصره المنشقة  لحركته الأم ، وأنكسر صحن صيني حركة العدل والمساواة !

ثالثأ :

لم ينضم عمالقة حركة العدل والمساواة من  أمثال سعادة المهندس ابوبكر حامد نور، وسعادة الجنرال سليمان صندل ، وسعادة القائد محجوب حسين وغيرهم من العمالقة الي حركة الجنرال دبجو الأنشقاقية ، مما يبرهن علي أن الحركة الأم لا زالت متماسكة ، تحت القيادة الرشيدة للرئيس جبريل أبراهيم ! كما رفض الجنرال المنشق عبدالقادر تور الخلا الأنضمام لحركة الجنرال دبجو ، وقرر أن يكون حركته المستقلة والمنفصلة !

أنشقاقات أمبيية في جسم حركات دارفور الحاملة للسلاح ، تصب كلها في مصلحة نظام البشير ، وضد مصلحة بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان !

 

آراء