جيمس قاي..أكثر من سؤال!!

 


 

 


diaabilalr@gmail.com
كان أولى للجهات المختصة أن تصدر بيانا توضح فيه حيثيات اقتحام منزل جيمس قاي القائد العسكري لثوار الجنوب بالفتيحاب، وألا تترك ذلك للاجتهادات الصحفية وشائعات المجالس والمدن.
منذ أن استيقظ أهالي منطقة الفتيحاب المربعات مربع (15) على صوت كميات من الذخائر تنطلق في الهواء مما سبب لهم الذعر والهلع، وإلى هذه اللحظة، لم يرد تفسير أو تبرير رسمي لعملية الاقتحام؛ هل ما تم نتاج شكوى الأهالي من محاكم السلاطين التي تعقدها قوات قاي في الفتيحاب، أم أن ذلك مترتب أولي على تنفيذ اتفاق شيراتون أديس أببا في جانبه الأمني؟!
إذا اعتمدنا التفسير الأول، وهو أن سكان المنطقة ضاقوا ذرعاً بتحركات قوات جيمس قاي وأن السلطات استجابت لشكواهم فاتخذت قرار إنهاء وجود القوات بالفتيحاب، فقد جاءت تلك العملية على سبيل الصدفة متزامنة مع اتفاق الشيراتون!
رغم وجود صعاب منطقية تحول دون تسويق هذه الرواية، ألا تطرح تلك الرواية مجموعة من الأسئلة المقلقة؟، أولها كيف سمحت السلطات الأمنية بوجود مجموعات مسلحة تسليحاً حربياً وسط المواطنين الأبرياء العزل ، والغريب جداً أن هذه القوات تتبع لدولة أجنبية؟!!
دع ذلك جانباً، ألم تعلن وزارة الداخلية في عهد الوزير السابق دكتور الزبير بشير طه خلو الخرطوم تماماً من كل الفصائل المسلحة التي حددت ب48 فصيلا؟!
طيب، إذا كان ما تم بداية تنفيذ اتفاق شيراتون في جانبه الأمني، ألم يكن بالإمكان اختيار طرق وأساليب أفضل أقل تكلفة سياسية وأمنية وإعلامية وأخلاقية؟!
التكلفة السياسية للخطوة أنك تقدم اعترافاً عملياً بإيواء معارضة مسلحة ضد دولة أخرى، وهذا كرت قابل للاستخدام ضدك حال توتر العلاقة وتجدد الاتهامات والعودة مرة أخرى للوحل، لا قدر الله!
والتكلفة الأمنية، أنك قمت بحرق كرت في يدك ضد عدو لا يزال يحتفظ بكثير من الكروت المشابهة ضدك، فأنت تقدم السبت دون أن تضمن مجيء الأحد وهنري كسنجر أشهر وزراء الخارجية الامريكية يقول خلف أذن السادات بعد التوقيع على كامب ديفيد: (أمريكا لا تشتري بضاعة أهديت إليها)!!
والتكلفة الإعلامية أنك قمت بفعل عالي الصوت في وضح النهار، دون نص مصاحب يفسر ويبرر. ستصبح واهماً إذا كان اختيارك الاحتماء بالصمت، وإذا مضى بك حسن الظن في اتجاه توقع أن تملأ الأماكن الشاغرة بما يحقق مصلحتك!!
والتكلفة الأخلاقية الأخطر تقوم على إعطاء انطباع بأنك لا تمانع في بيع الحلفاء وقتما توفر الثمن المقابل!!
ما حدث بالفتيحاب خفة غير مطلوبة في هذا الوقت وعدم حصافة قد يضطرنا للبيع على طريقة (الكسر) في الأيام القادمة!
diaa bilal [diaabilalr@gmail.com]

 

آراء