علاج المسؤولين والأزمة الأقتصادية

 


 

سيد الحسن
7 November, 2012

 




بسم  الله الرحمن الرحيم

على صفحة الموقع الرسمى للملك عبد الله الثانى بن الحسين ملك الأردن وفى نبذة عن حياة المرحوم الملك حسين  ملك الأردن أقتبس منها التالى:

(على مدى سبعة وأربعين عاما من قيادة جلالته فقد شهد الأردن تقدما ملموسا في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكان جلالته يرحمه الله يركز على الارتفاع بالمستوى المعيشي للمواطن الأردني وقد رفع جلالته شعار (الإنسان أغلى ما نملك) ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية والتأكيد على ضرورة توزيع مكتسبات التنمية لتشمل كل المناطق وجميع فئات الشعب الأردني.) أنتهى الأقتباس.

وتحقيقا لمبدأ الأقوال تتبعها الأفعال ركز الملك حسين عليه رحمة الله  من ضمن ما ركز عليه تطوير الخدمات العلاجية حتى بلغ معدل عدد الأطباء المتوفر في الأردن لكل 10000 نسمة 19.8 طبيب حيث يتعدى الأردن بهذه النسبة العديد من الدول المتقدمة (المملكة المتحدة على سبيل المثال  15.1 طبيب لكل 10000 نسمة) .
أذا قارنا الموارد الأقتصادية الأردنية بموارد السودان نجد الفارق كبير جدا ومن الصعب المقارنة. الزراعة مثالا : مساحات زراعية صالحة للزراعة محدودة جدا بالأردن تكاد تكون أقل من 20% من المساحات المتوفرة بالسودان وصالحة للزراعة, مع تنوع المناخ فى السودان وهذا مفقود تماما فى الأردن , وتوفر المياه بالسودان. بالرغم من ذلك نجد أن المنتجات الزراعية الطازجة والمبردة  الأردنية غزت ومنذ أمد بعيد كل أسواق الخليج  وبالمركبات المقطورة (الترلات) المبردة حتى أصبح مرور هذه المركبات وبلوحات مرور أردنية أمرا مألوفا فى معظم مدن الخليج. وأصبح عرض الخضروات والفواكه المستوردة  يتم حتى فى الأسواق الشعبية (السوق المحلى وسوق لفة الكلاكلة مثالا) .

شعار جلالة الملك حسين (عليه الرحمة)  (الأنسان اغلى ما نملك)  جعل المملكة الأردنية تهتم بتطوير الخدمات العلاجية حتى أصبح الأردن قبلة المرضى طالبى العلاج من الدول المجاورة , حيث تقول بعض الأحصاءات أن رقم  المرضى طالبى العلاج بالأردن تخطى حاجز الـ 100 ألف مريض فى العام , نسبة كبيرة منهم من الشيوخ المقتدرين والأمراء والرؤساء والوزراء ومسؤولى الدول العربية .

فى حوار مع الزبير أحمد الحسن بصفته رئيس القطاع الأقتصادى أجرى  الصحفى سنهورى عيسى  حوار معه نشر بالصفحة الأقتصادية الرأى العام الصادرة بتاريخ  30 يناير 2011 . وفى  أجابته لسؤال الصحفى سنهورى عيسى  عن بدائل سد  العجز الناتج من فقدان عائدات البترول بعد 6 أشهر (فى يوليو 2011 )من تاريخ الحوار .
أكد السيد رئيس القطاع الأقتصادى  جاهزية حزبه ببدائل لسد العجز.
أجابة السيد الزبير منقولة بالنص من صحيفة الرأى العام المذكورة:
(هنالك عدة بدائل لتعويض الفاقد من ايرادات النفط فى مقدمتها مزيد من انتاج النفط بالشمال،ومراجعة برنامج النهضة الزراعية واهدافه التفصلية والتركيزعلى زيادة انتاج الحبوب الزيتية،والتوسع فى انتاج السكربانفاذ العديد من المشروعات ضمن خطة السكرالقومية التى بدأ العمل فى تنفيذها باقامة مشروع سكرالنيل الابيض، وقفا، ومشكور، والنيل الازرق، وتطوير قطاع الثروة الحيوانية وصادراته، والتوسع فى مجال المعادن بالتنقيب عن الذهب والحديد والنحاس عبرالتنقيب الاهلى والترخيص للشركات فى مناطق الانتاج الكبير والاحتياطى، وتصديرالخدمات خاصة الخدمات الصحية والتعليمية والخبرات الفنية فى مجال النفط لدول الجوار او جنوب السودان - على غرار- ما يحدث فى الاردن من تصدير للخدمات الصحية، بجانب تشجيع صادرات الصمغ العربى،والتوسع فى انتاج القطن الذى تشهد اسعاره عالمياً الآن ارتفاعاً ملحوظاً ويتوقع ان يتواصل الارتفاع خلال السنوات الثلاث المقبلة.)
أنتهى النقل

بأخلاقنا السودانية وديننا السمح نسأل الله أن يشفى المرضى ويبلغهم العافية ويرحم الموتى ولا شماتة فى المرض والموت.
تردد حسب التصريحات المنقولة عن القصر الجمهورى أن السيد الرئيس سافر فجأة لأجراء عملية صغيرة بالمملكة العربية السعودية وسوف يخرج من المستشفى بعد ساعات حسب نص بيان القصر. كما تردد أن هناك عينات تم أرسالها لألمانيا للفصح والتحليل, كما صرح مسؤول آخر أن السيد الرئيس أجريت له عملية فى الدوحة فى شهر رمضان الماضى  وعلى يد طبيب أمريكى حسبما ورد فى الصحف الأسفيرية.
سيادة الرئيس من المفترض أن يكون قدوة للعلاج بالداخل حيث أن حزبه قد أعلن على لسان رئيس القطاع الأقتصادى على أن عائدات تصدير الخدمات العلاجية (علاج الأجانب بالسودان اسوة بالأردن) سوف تكون من ضمن بدائل سد العجز الناتج عن فقدان عائدات البترول. القدوة مطلوبة للمواطن السودانى طالب العلاج  حتى  لا يهدر الموارد من العمللات الصعبة للعلاج بالخارج وكذلك الباحثين عن العلاج خارج دولهم من الدول المجاورة حتى نحقق  منها عائدات عملات صعبة.
رمز سيادة السودان رئيس الجمهورية يجب أن يتم علاجه  على أيدى وطنية أمينة , وليست دول الكفر والضلال كما يسميها كوادر المؤتمر الوطنى والذى يدنو عذابها مرة ويتم تحديها مرات وأحيانا الأساءة اليها بأنها تحت الجزمة.
الموصوف بالكفر والضلال والموعود بدنو عذابه يمكنه أن يقوم بعملية للسيد الرئيس وتزوير نتائج فحوصاته بما يتماشى مع سياسات دولهم من كفر وضلال وأستهداف للسودان. لا يمر يوم ألا ونسمع مسؤولا أو كادرا قياديا بالحزب الحاكم بأن السودان مستهدف من دول الكفر والضلال والغرب , ونقدم لهم على طبق من فضة رمز سيادة بلدنا ليعوثوا فيها بما يتماشى مع توجهات سياسات دولهم. ومعلوم أن من أهم وسائل العلاج  ثقة المريض فى طبيبه . فكيف نثق فى طبيب  صنفناه بالأمس القريب بأنه يستهدفنا وتوعدناه بدنو عذابه؟
علاج الوزراء ومسوؤلى الدولة وكوادر المؤتمر الوطنى بالخارج  من أكبر منهكات أقتصادنا الذى بلغ درجة  لا نحسد عليها بلغت عجز الدول عن توفير الرادارات والدفاعات الأرضية للضربات الجوية  ذلك بأعتراف أعلى المسؤولين فى وزارة الدفاع والبرلمان, والدليل نجده  أذا تبرع السيد وزير المالية وأتانا بأجابة بشفافية كاملة عن مدة العلاج والتكلفة لبعض المرضى (نسأل الله لهم الشفاء والعافية وأن يتغمد من توفاه برحمته) الآتية أسمائهم فى خلال الأعوام السابقة:
(1)     علاج السيد رئيس الجمهورية بالدوحة والرياض
(2)     علاج السيد نائب الرئيس بتركيا والأردن
(3)     علاج المرحوم مستشار الرئيس للتأصيل عليه رحمة الله بأنجلترا وألمانيا
(4)     علاج السيد وزير الخارجية وعلاجه بالخارج من الغضروف
(5)     علاج أذن بن وزير المالية فى أمريكا
(6)     علاج محمد طاهر أيلا  بالخارج
المذكورين أعلاه ومرضهم ما تناقلته وسائل الأعلام علما بأن هناك أسر وأصدقاء وزراء ومسؤولين  بأعداد يصعب الحصول على رقمها الحقيقى يتعالجون بالخارج ومن المال العام . فى وقت أفترش مرضى الكلى طريق الأسفلت أمام مستشفى الخرطوم فى تظاهرة  أحتجاجا على أنعدام محاليل الغسيل, نتوارى خجلا من الأجابة أذا سألنا كمواطنين سودانيين أى أجنبى عن سبب التظاهرة.
ملخص ما ورد أعلاه مقارنة بشعار الملك حسين (الإنسان أغلى ما نملك), يتضح أن  فخامة دولتنا سلكت شعار مضاد وهو (أنفس المسؤولين أغلى ما نملك وأنساننا أرخص ما نملك)  وهو ما يطبق على أرض الواقع .

اللهم أنا نسألك التخفيف
[elhassansayed@hotmail.com]
//////////////

 

آراء