العد التنازلي أنكسر المرق وأتشتت الرصاص (3)

 


 

سيد الحسن
2 December, 2012

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بمرور الأيام تزداد (طقطقة المرق )  حيث تتباعد المواقف يوما بيوم بين أجنحة المؤتمر الوطنى  الحاكم خاصة ما يتعلق بما يسمى (المحاولة التخريبية ) أحيانا و(محاولة أنقلابية ) أحيانا أخرى , متزامنا مع الوضع الأقتصادى والذى يزداد  ترديا يوما بيوم . لقد تسارع سيناريو المقدمة للفتنة والتى تترك الحليم منهم حيران حسب نص الحديث القدسى الذى ورد فى عاقبة المتاجرة بالدين فى تفسير بن كثير. زيادة (طقطقات المرق) تتمثل فى :

(1)     حسب ما نقلت صحيفة السودانى :مطالبة د. بابكر محمد توم   (عضو اللجنة الأقتصادية بالبرلمان وأحد كوادر الحزب الحاكم) رئيس البرلمان تمليك النواب تقرير المراجع العام حول أداء المصارف واعتبر إحجامه عن النواب تسترا على تلك التجاوزات . مما يضع أعضاء البرلمان فى منصة المطالبة بأقالة رئيس البرلمان ورفع الحصانة عنه لمحاكمته بتهمة (التستر على التجاوزات على المال العام)  والتى تعتبر كل القوانين والأعراف أن (التستر على تجاوزات فى المال العام) أذا تم أثباته بالأدلة أمام المحاكم مشاركة فى الجرم ولو بصورة غير مباشرة. ولا أعتبر أن شخص يحمل شهادة الدكتوراه مثل بابكر على التوم لا يستند على أدلة قوية تدعم ما صرح به فى مطالبته.

(2)     ضبابية التصريحات الحكومية فى توضيح الحقائق وتسليط أجهزة الأعلام القومية  بأنصرافيات مثل برامج الفضائية (بيننا وبينكم)  (وبيتنا) والتى ما أن تدير قناة الفضائية الا وتجدها أمامك , وأحيانا أخرى يشرفنا  السيد وزير الصحة بالحديث عن أمراض النساء والولادة والفرق بينهما , بديلا لحشده كل طاقته وطاقة وزراته وكليته العلمية  لتوجيه المواطن التوجيه العلمى الصحيح للتعامل مع وباء الحمى الصفراء وأوبئة آخرى مثل السرطانات والفشل الكلوى, وتوضيح كيفية الوقاية وتقليل الأصابات.

(3)     تزايد الأحتجاجات  من قواعد المؤتمر الوطنى , مثالا لا حصرا – مطالبة البعض  بالعفو عن متهمى المحاولة الأنقلابية وتهديد البعض الآخر  فى حالة محاكمة المتهمين. ومثالا آخر  مطالبة وفد أتحاد العمال وزير المالية برفع الحد الأدنى للأجور من 156 الى  425 جنيها أى بنسبة 300% - مما يؤكد أن (المرق الأقتصادى) أول  من ينكسر والذى سوف تتبعه لا محالة بقية (المروق) .

(4)     المطالبة بتمليك المواطن الحقائق عن المحاولة الأنقلابية أو التخريبية  تصدر من قمة الهرم التنفيذى من أمثال نافع على نافع وعلى عثمان . وكأن ملف  المحاولة بيد  حكومة دولة أخرى غير حكومة السودان.

(5)     تنبيه أحد علماء السلطان وفى مسجد النور لأعضاء الحكومة وبحضور السيد الرئيس (أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا) و(أن الشعب له حق فى الوطن ومن حقه أن يبدى رايه فى القضايا السياسية والأقتصادية والأجتماعية)  حسبما نقل  عن صحيفة السودانى.د.عصام أحمد البشير أن كوادر المؤتمر الوطنى الأعلامية قد منعت من الكتابة وصودرت صحفها عندما تخطوا الحدود الحمراء فى أنتقاد الحكومة . ناهيك عن بقية المواطنين من (شذاذ الآفاق) كما ذكر السيد الرئيس يوما , أو (معارضى الكيبورد) كما ذكر يوما د.نافع, أو (الشحاتين) كما ذكر يوما د.مصطفى عثمان أسماعيل والذى لم نسمع له صوتا فى هذه الأيام لا فى مؤتمر الحركة الأسلامية أو المحاولة التخريبية, لعل الداعى خير من هذا الصمت؟

(6)     السيد رئيس جهاز الأمن والمخابرات  أو الناطق الرسمى بأسم الجهاز الواجب عليه أن لا يبرح مقر مكتبه او صالة المؤتمرات الصحفية والتصريحات  فى  مبنى رئاسة جهازه فى هذا الوقت العصيب . أين رئيس الجهاز أو متحدثه الرسمى؟ أن رئيس الجهاز لقد ذهب فورا بعد المحاولة لتنوير الحكومة التشادية وعاد  لتنوير بعضا من ما يسمى المجاهدين ومعه الأمين العام للحركة الأسلامية الجديد وكأن الشعب السودانى المقصود فى خطبة  د. عصام أحمد البشير ممثلا فى هذه الفئة والتى لا تتعدى الألف فرد. وأن مخرجات اللقاء كانت التهديد والوعيد من المجاهدين للحكومة أن تطاولت وحاكمت متهمى المحاولة .

(7)     بداية القفز بالزانة من مركب المؤتمر الوطنى لكوادر أعتمد عليها الحزب كثيرا فى قهر المواطن السودانى, مما يكشف ظهر الحزب الحاكم  ويضعه فى أضعف حالاته (مثالا لا حصرا مجموعة المحاولة التخريبية أو الأنقلابية أذا تمعنا جيدا فى من هم المتهمين) .  حالة الضعف قد تضطر الرئاسة أن تركز على مجموعتها العسكرية وأن تستدعى  حتى المبتعثين للتمثيل الدبلوماسى  للوقوف معها ضد الجناح المدنى المناوىء والذى يساند بعضه  ولو سرا المحاولة الأنقلابية مساندة أعتمدت على القبلية والجهوية.
والقبلية والجهوية هى نفسها التى أعتمدها المؤتمر الوطنى  لترسيخ حكمه وتشتيت المعارضين , والان أنقلب السحر  على الساحر ونفس القبلية والجهوية هى التى سوف تأكل النظام والحزب الحاكم بعد أن نخرت فيه كثيرا نخر السوس  لعصا سيدنا سليمان.


اللهم أنا نسألك اللطف  والتخفيف.

سيد الحسن [elhassansayed@hotmail.com]

 

آراء