تأمُلات
kamalalhidai@hotmail.com
مع بداية كل موسم يدور حديث تهليلي حول اللاعبين والمدربين الجدد، ثم في نهاية الموسم تنادي نفس الأصوات بتغيير اللاعبين والمدربين الذين تم التعاقد معهم.
§ ولو حدث هذا الأمر مرة أو مرتين لكان معقولاً.
§ لكنه أمر يتكرر كل عام، لهذا فالغاية باتت واضحة وضوح الشمس لمن يريد أن يفهم.
§ تكسب في بداية الموسم عبر الترويج للمحترفين ( ذوي الوزن الثقيل).
§ ثم تكسب أيضاً في نهاية الموسم بإدعاء الحرص على مصلحة النادي والسعي لتغيير واقعه البائس، مع أن هذا الواقع البائس هو من صنع من يزعمون أنهم يحاولون تغييره وليس سواهم.
§ في بداية هذا الموسم تعاقد المريخ مع المدرب البرازيلي ريكاردو، ليسكب البعض حبراً غزيراً حول قدرته على جلب البطولات للمريخ.
§ وذهب البعض لأكثر من ذلك حين وصفوه بالمدرب العالمي بعد أول فوز تحقق.
§ لكنهم تراجعوا مرة ثانية ووصفوه بالفشل مع أول هزيمة.
§ ومع انتهاء الموسم وخروج الفريق خالي الوفاض اشتدت الهجمة على ريكاردو وسعى البعض لدفع المجلس للتخلص منه والتعاقد مع مدرب جديد.
§ مشهد مكرر وقد بات رتيباً لأبعد الحدود، لكن لا أحد من هؤلاء الإداريين يريد أن يتعلم من أخطاء الماضي.
§ لا يعقل أن نصف كل المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على المريخ في العشر سنوات الماضية بالفشل.
§ قائمة من تعاقد معهم المريخ خلال السنوات الأخيرة تطول، لكنني أذكر منهم في هذه العجالة محمد عمر، أحمد سعد، اوتوفيستر، كروجر، برانكو، والآن ريكاردو.
§ ريكاردو عمل في الهلال لخمس سنوات وهو لم يكن بطيخة مقفولة، وبالرغم من ذلك هناك من تذبذبوا طوال هذا الموسم بين الإشادة به تارة ونقده بصورة لاذعة تارة أخرى.
§ والآن هناك من يوهمون المريخاب بأن التعاقد مع الكوكي يمثل الحل الناجح.
§ مع أن الواقع يقول أن مشكلة المريخ ليست في ريكاردو فقط.
§ و لا أعتقد أنه يمكن اختزال المشكلة في نوعية اللاعبين أيضاً، كما نُقل عن سكرتير النادي.
§ لكن المشكلة والقاسم المشترك في الخروج المتكرر لفريق الكرة في المريخ هو مجلس الإدارة نفسه.
§ العجيب أنهم جربوا كل شيء، إلا أمراً واحداً هو التراجع عن موالاة الوالي كرئيس طوالي.
§ غادر مدربون وجاء آخرون وتعاقدوا مع محترفين محليين وأجانب مكان آخرين ولم يتغير الحال.
§ إذاً المشكلة في الوالي ومجلسه وليس في غيرهم.
§ فلماذا دفن الرؤوس في الرمال!
§ أعلم أن الوالي صرف على المريخ صرف من لا يخشى الفقر، وهو فعلاً لا يخشاه، لكن!
§ منذ أكثر من خمس سنوات ترسخت لدي قناعة بأن الوالي الناجح جداً في ثورة المنشآت بالنادي الأحمر، لن يتمكن من صناعة فريق كرة قدم يرضى تطلعات المريخاب.
§ فليس بالمال وحده تُصنع أندية البطولات.
§ ولو كان الأمر كذلك لكانت البرازيل (طيش) العالم في كرة القدم.
§ ولو أن الأمر كذلك لما حقق المريخ نفسه كأس مانديلا، فحينها لم يكن هناك صرف خرافي ولا لاعبين يسجلون بملايين الدولارات.
§ لذلك فمن يقول أن التعاقد مع الكوكي( الذي علمت اليوم وبعد كتابة هذا المقال بأنه قد تم فعلاً) هو ما سيحل المشكلة لا يفعل سوى تسويق نوع جديد من المخدر لجماهير المريخ.
§ صحيح أن الكوكي حقق نجاحاً ملحوظاً مع أهلي شندي.
§ لكن واهم من يظن أن الكوكي سيصيب نفس النجاح بتعاقده مع أحد ناديي القمة في بلدنا.
§ فشتان ما بين هذه الناديين وأي من الأندية الأخرى.
§ هنا في الهلال والمريخ يتعرض المدرب لضغوط جماهيرية هائلة وضغط إعلامي أشد.
§ هنا يتدخل بعض كتاب الأعمدة في عمل المجالس والمدربين.
§ هنا يتهافت بعض الإعلاميين ليصنعون نجوماً يتكسبون من ورائهم، وبعد ذلك يحيطون بهم إحاطة السوار بالمعصم ليحددون لهم كيفية إدارة علاقتهم بإدارات أنديتهم.
§ كما أن نفسية اللاعب الذي تؤثر فيه صحافة الناديين الكبيرين تلعب دوراً سلبياً كبيراً في علاقته بمدربه ومدى استعداد هذا اللاعب لتنفيذ تعليمات المدرب.
§ الظروف في الناديين الكبيرين مختلفة جداً عنها في الأندية الأخرى.
§ كما أن مجالس الإدارات في الناديين الكبيرين التي تأتمر بأمر بعض الصحفيين لا تتيح للمدرب مطلق الحرية في التعامل مع الشأن الفني.
§ قبل أيام تابعت حلقة تلفزيونية على قناة النيلين استضيف خلالها المدرب أحمد عبد الله.
§ استوقفتني عبارة محددة للكوتش هي أن الناديين الكبيرين ينفقان سنوياً أموالاً طائلة في اللاعبين والمدربين دون أن يحققا انجازاً وفي نفس الوقت بدون أن يبنيا فريقي المستقبل.
§ وأضاف أنه عليهما أن يختارا بين البناء أو البطولات الخارجية، وطالما أنهما جربا طريق الانجاز السريع وفشلا فيه مرات ومرات فمن الأفضل لهما أن يسعيا لبناء فريقي المستقبل.
§ ورأيي أنها نظرة سليمة للأمور.
§ الناديان الكبيران يحتاجان للكف عن التهافت و( العبط ) الذي يمارسانه سنوياً في تسجيل اللاعبين الجدد والتعاقد مع المدربين دون أن يحققا إنجازاً خارجياً يستحق كل هذا الصرف والضجيج.
§ لا يعقل أن يطالب البعض مجلس الهلال كل صباح بضرورة تجديد عقد سادومبا الذي يكلف النادي مبلغاً خرافياً، رغم أن أداء سادومبا في المراحل الهامة من آخر ثلاث بطولات قارية كان صفراً.
§ فقصة سادومبا ليس كما يحاول البعض تصويرها بأنه تخوين من إعلام البرير.
§ أنا شخصياً ورغم أن قلمي حر ولا علاقة له بأي إداري سابق، حالي أو قادم، إلا أنني كتبت عن فشل سادومبا في المباريات الهامة والحاسمة للهلال قبل سنوات من الآن.
§ لاعب يكلف ناديه مثل هذا المبلغ ليحرز الأهداف في أمل عطبرة وأهلي مدني أو في المراحل الأولى من البطولات القارية مع الخروج عن الشبكة كلياً كلما تقدم الفريق فيها غير جدير بأن يسعى الهلال لتجديد عقده.
§ في الوقت الذي ينادون فيه بتجديد عقد سادومبا يتجاهلون تجديد عقد عمر بخيت لأنه مهذب وقليل الكلام.
§ وبالرغم من أن أداء عمر بخيت ليس كما كان، لكن من غير المعقول أن يعرض عليه مجلس الهلال نصف ما تم دفعه لمهند عند تجديد عقده.
§ الدور الذي يقوم به عمر بخيت في الهلال أكبر من دور مهند رغم عدم اقتناعي بهذه المبالغ الكبيرة التي تُدفع للاعبين لم يحققوا حتى يومنا هذا إنجازات خارجية تذكر.
§ لكن طالما أن المجلس دفع لمهند، فلابد أن يدفع لعمر أيضاً بنفس السخاء وإلا فمن حقه أن يبحث عن تأمين مستقبله في المكان الذي يريده ما دام لدينا جهات يمكن أن تدفع بلا حساب.
§ ولا أدري كيف يفكر أعضاء مجلس الهلال، فهم لا يقدمون للاعبهم عمر بخيت عرضاً يرضيه، وفي نفس الوقت يتحدثون عن تجديد عقد غارزيتو ورغبتهم في تنفيذ طلباته المتمثلة في تسجيل نحو ثلاثة محترفين أجانب!
§ كم عدد الناجحين ممن رشحهم غارزيتو من قبل؟!
§ مجالس لا تملك الفكر والخطط ولا تعرف كيف تناقش أحوال أنديتها وتتشاور مع مدربيها بالصورة المثلى لن تقدم لكرة القدم السودانية إضافة تذكر.
§ أثناء اللقاء التلفزيوني قال الكوتش أحمد عبد الله أن مجلس المريخ قد شكل لجنة فنية للتسجيلات وأشاد بالخطوة باعتبار أنها المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل هكذا لجنة.
§ وهو طبعاً حديث غير صحيح.
§ فقد تم تشكيل مثل هذه اللجان أكثر من مرة في الهلال وعلى ما أظن في المريخ نفسه، لكن المؤسف أنها تظل أسماء بلا مهام.
§ وفي النهاية تتم التسجيلات عبر أعمدة بعض الصحفيين، أو يحضر بعض المدربين الأجانب معهم بعض اللاعبين.
§ جميل أن يترك الخبز لخبازه بإفساح المجال للمدرب لاختيار من يراهم الأجدر فنياً.
§ لكن ذلك يتطلب وقوف فنيين آخرين من النادي على مستويات من يرشحهم المدرب.
§ كما يتطلب الأمر محاسبة في نهاية الموسم، فهل سمعتم بمحاسبة أي مدرب في أنديتنا على أي مقلب شربه النادي بسببه؟!
§ منذ لحظات علمت بأن الوالي قد قدم استقالته رئاسة المريخ بصورة رسمية وظني أنها خطوة يمكن أن تحدث بعض التغييرات في المريخ إن جد البقية ولم نسمع بعودة جمال بعد أشهر أو ربما أسابيع.