حديث عن الإسلام والمسلمين في المانيا
ما إن أعلنت حوادث اغتيال سبعين شخصا في النرويج إلا وسارع الإعلام الألماني في التنبؤ عن خلفية القاتل وإطلاق الأحكام المسبقة جزافا كما فعلت القناة الألمانية الثانية إذ صرحت بأنها جرائم خطط لها الإرهاب الإسلامي . كيف يتسنى للسياسة والمجتمع الألماني العيش سلميا والتعامل مع الأجانب المسلمين ودمجهم من ثم ومثل هذه الاتهامات لا تزال تعتم صورة الأجانب المسلمين في الذهنية الألمانية . نناقش في هذا المقال موضوعات عدة "الاندماج الإسلام / الإسلاميون والنازية في ألمانيا " انطلاقا من تقاطعها في محك "عريض" يعكس وضع الأجانب وتعامل السياسة والمجتمع الألماني معهم سلبيا أو إيجابيا .
جاء في تقرير مكتب مكافحة الجرائم الألماني بأن عدد السلفيين "المتطرفين"تجاوز 3000 الأمر الذي أزعج وأقلق المنظمات الإسلامية بألمانيا. تسعى كل من المنظمات والدوائر الدينية بألمانيا لخلق حالة "توازن" لتفعيل الدين الإسلامي لصالح اندماج الأجانب المسلمين المقيمين بألمانيا . بالتمعن في ظواهر الاعتداء على الشرطة الألمانية من قبل السلفيين بعد حوادث توزيع المصاحف مجانا نجد أن اعتبار اليمينيين" نيونازي" قد وجد تعزيزا لوجده من قبل الالمان وسياسة حزبه "ان بي دي " الداعي إلى كره للأجانب والمطالبة بتقليص / إيقاف هجرتهم إلى ألمانيا لكونهم عبأ على ميزانية الدولة ومنافسين لهم في سوق العمل ومهددين لامن الالمان بشعارات وتفعيل الجهاد ضدهم.
يقول متحدث حزب اليسار الألماني بأنه قد توفرت أدلة كافية لإيقاف نشاط أل أن بي دي " السياسي بعد أن فشلت محاولة إيقافه عام 2003 . قدم ملف الطعن في هذا الحزب إلى المحكمة الدستورية وكان أبرز نقاط الطعن متمثلة في احتمالات التورط في حوادث القتل المنظمة ضد الاجانب بالمانيا ومعاداة هذا الحزب للسامية واتهامه بالعنصرية ضد اليهود الأجانب . ما يهمنا هنا هو موقف وقرار المحكمة الدستورية من اتخاذ قرار لإيقاف نشاط هذا الحزب ومن ناحية أخرى ردود الفعل عن إصدار حكم برفض الطعن مما يعني تأكيد نشاط هذا الحزب اليميني المتطرف كما حدث عام 2003 أما في حالة الموافقة على إيقاف نشاطه فقد تقود الموافقة فلى ايقاف نشاطه إلى تحركه سريا في خلايا إرهابية منظمة كخلية "أن أس أو".
في محاضرة قيمة ببرلين حول الإسلام والتيارات الإسلامية والنازية تحدث أربعة صحفيين المان من صحيفة تاتس وفرانكفورت رند شاو جاء في طرحهم بأن نشاطهم كصحفيين لامس أرض الواقع الألماني اذ بدأوا التحقيق في جرائم النيونازي ضد الاجانب . ذكر أحدهم بأن نشاطه كصحفي وجه بعصعوبات شديدة لجمع معلومات عن خلبة( أن أس و ) سوى في غرب ألمانيا أو شرقها أو حتى في ميونيخ مكتب "أيدا" . خلص كل منهم إلى أن هناك تغيب مقصود للمعلومات من قبل كل المكاتب المعنية بالأمن ومكافحة الجرائم وحماية الدستور .أما النقطة المهمة الثانية التي أثيرت في حوار مفتوح هي قضية التحول الديموغرافي " وحاجة ألمانيا إلى الأجانب لسد’ النقص السكاني وتقبلها بتحفظ شديد للإسلام ". ذكر أحد المشاركين الالمان المعنيين بشؤون الأجانب في حي نوكولون بأن مقارنة أجريت بين دول الأوروبية حول استعداد تقبلها للإسلام فبرزت ألمانيا وهولندا في صدارة الدول الكارهة للإسلام باعتباره دين مثير للعداء ". أما على صعيد اهتمام الألمان بفهم الدين الإسلامي فقد صرح أحد الصحفيين بأن معظم المتقدمين الالمان يرون ان القران نفسه هو المعضلة " كآيات ضرب النساء" .
إننا وإذ نناقش ونحضلا مثل هذه الحوارات والأمسيات الفعالة نفتقد الحضور العربي كأنه غير معني بالأمر في حين أنه في صلب الموضوع !!!!! يظل السؤال قائم كيف يمكن إيصال تفسير معقول للقرآن للألمان أي الخروج بالتفسير التقليدي إلى تفسير حداثوي كما فعل الإمام محمد عبده . انتقد صحفي مشارك في هذه الأمسية عدم دعوة النخبة ذات الرأي الآخر المختلف المدافع عن الاسلام وتفعيله السليم في اوروبا في اللقاءات التلفزيونية والإذاعية.اي اختيار شخصيات معينة تناسب التوجه الالماني لاتمثل بالضرورة اراء معظم المسلمين بالمانيا . قال احد الصحفثن في هذه الامسية
(الإعلام الألماني لا يرغب في الواقع في آراء واتجاهات إسلامية تخالف توجهات السياسة الالمانية في الغالب الأعم باعتبار الإعلام الة ووسيلة لعكس وتأكيد السياسة الألمانية _الاعلام الموجه .
أرشيف المعلومات :
جاء في تقرير لمكتب حماية الدستور بأنه منذ عام 2003 قد كثرت حملات استقطاب الشباب المسيحيين من قبلل فئات لسلفيين الداعية إلى الجهاد وتطبيق الشريعة الاسلامية وإقامة مجتمعات موازية .خص التقرير أسماء بعض الشخوص / المسلمين الألمان ك بيري فوغل وكذلك تنظيم دعوة إلى الجنة" الذي حل عام 2011 .يقول التقرير أن نجاح واتساع حملات تجنيد واستقطاب الشباب المسلمين استند إلى إستراتيجية استقطاب بوسائل ك خطب تحفيزية ولقاءات دورية منتظمة في المساجد أو على شاشة الانترنت .يحس هؤلاء الشباب المستقكبين بالأمن والانتماء إلى عالم جديد يقدمه السلفيون لهم كنقيض للواقع المعاش الذي يصوره لهم كعالم معتم ولاإنساني ومجحف . جاء إيقاف مثل هذه التنظيمات البليغة بألمانيا بعد مراقبتها لفترات طويلة واستند في إغلاقها على مناكفتها لمواد الدستور الألماني كدعوتها لتغير نظام الدولة العلماني إلى حكم بالشريعة وكذلك نشر خطب الحقد والحماس وكره اليهود وهو ما يتنافى مع مساعي السياسة الألمانية لتقارب المجتمعات ومناهضة العنصرية .ففي 2012 تنصب الخطيب إبراهيم أبو ناجي حملة دعوة نشر الإسلام في ألمانيا والترويج فيها بتوزيع آلاف المصاحف مجانا . هذا كما اكتشف بعد هذه الحادثة سبع اتحادات إسلامية جديدة في ولايات عدة بألمانيا تعمل تحت شعار (إسلام جديد ) ,وكرد فعل صرح فردريش وزير داخلية ألمانيا بأن هذه التجمعات ممولة من الخارج وتعمل لصالح الممولين ولا تقبل الحوار الديمقراطي لمناقشة الرأي والرأي الآخر المختلف ,.وكما يبدو فإن أسباب خطر هذه التجمعات عديدة كسعيها إلى تكوين مجتمعات موازية " في ألمانيا.يكاد يكون هذا التوجه هو أكثر ما يزعج السياسة الألمانية فيما تطل الصوفية _منذ عام 1912 _ والطرق التابعة لها في ألمانيا كالأحمدية والبرهانية نموذجا مفصلا للألمان والسياسة الألمانية . استطاعت هذه الطريقة جذب الألمان إليها واعتناق الكثير منهم للإسلام . تتراوح استاتيكيات / إحصائيات تعداد المعتنقين الإسلام من الألمان بين 1100 و 1200 في العام كما في علم 2001 علما بان تعداد المسبمين الجدد لا يتجاوز 300 في العام الواحد .ثمة أسباب عدة لاعتناق هؤلاء للاسلام بدءا بأسباب عائلية كأن يكون الألمان راغبين في الارتباط الأسري / الزواج بمسلمين أو العكس أو لتوفر صورة سلمية متسامحة للإسلام تدعو لاحترام المرأة وحرية الرأي والاعتقاد وحظر العنف او الرغبة في الخلاص من الاكتئاب الاجتماعي وغيرها .
ذكرت الصحيفة الإسلامية"المؤسسة عام 1945 في مدينة فايمر بأن الدور الأساسي لها كصحيفة هو أن تكون صحيفة للمسلمين وغير المسيحيين إيجابيا جدير بالذكر مؤسسها "أندرياس أبوبكر" ألماني اعتنق الإسلام لقناعته الشخصية بشمولية رسالة الإسلام .
هذا كما أن تصريح فولف رئيس ألمانيا السابق بأن الإسلام جزء من ألمانيا "منح الألمان الثقة في الإسلام وضرورة اكتشافه من جديد . إلى جانب تصريح فولف هذا تطل شخصيات سياسية مسلمة ك أوزديمير رئيس حزب الخضر وعددا من أعضاء حزب الخضر الأتراك ك ميمت كليك وايدان اوسفوس بحزب أل أس ب يدي / الحزب الاشتراكي الألماني وكنان من
حزب اليسار أو سركان تورد/ الحزب الليبرالي "أف دي بي " .لقد أدرك فولف رئيس ألمانيا السابق تأثير وقوة الإسلام في ألمانيا فنجده مثلا قد عين لأول مرة وزيرة أجنبية /تركية مسلمة في وزارة ولاية نيدر ساكسن ورقيت فيما بعد 27/4/2010 لتصبح وزيرة للأسرة والصحة والاندماج . أما في ولاية بادن فوتس ببرغ / ثاني أتري ولايات ألمانيا فعين كلنت رئيس وزراء هذه الولاية ,بلكايا أوني " التركية وزيرة للاندماج وفي ولاية نورهاين فنست أكبر ولايات ألمانيا " نجد كاسيكين" التركية الأصل وزير دولة للاندماج . ما يهمنا هنا في سجل المعلومات " هو عكس التداخل بين الألمان والأجانب على صعيدي الشارع العام / الدين والمجتمع وكذلك على الصعيد السياسي , لا تمثل هذه التقاطعات والحالات صورة كاملة لوضع الأجانب في ألمانيا فهناك نقص , ونقد وظواهر سلبية يجب التطرق إليها كما في التالي
في نقد الإسلام – المسلمين بألمانيا :
يظل هذا العنوان ملتبس لأن المعني في الواقع أنتفاد جزء من المسلمين بالمانيا لعكسهمم صورة مهترئة ومعتمة للإسلام .
انتقد كثير من المسلمين وكذالك المرتدين عن الاسلام الاسلم بالمانيا الاانهم في الواقع انتقدوا تصرفات وسلوكيات المسلمين وابداء اراء باسم الاسلام وهي لاتنتمي اليه اطلاقا .
تمثل تكلا كليك," التركية الأصل ولاميا كادور الكاتبة / قصص أطفال والباحثة التربوية أكثر النساء الناقدات للإسلام / المسلمين في ألمانيا . فالأولى تكلا كليك انتقدت في أكثر من صحيفة ولقاءات مرتبة الإسلام والمسلمين في ظواهر عدة كالعنف ضد النساء وإكراههن على التزوج بأقربائهن استجابة لرغبة الآباء هذا كما علا صوتها بعد جرائم الشرف كالتي حدثت عام 2009 , أما لاميا فقد ركزت في احتجاجها على نقد الحجاب والسلفيين كفكر مناهض للحرية لاسيما حرية المرأة . يمتد نقد الإسلام إلى التهديد بالقتل كما حدث ل أحمد عبد الصمد المصري الأصل " الذي طالب بالوقوف ضد تطبيق الشريعة وتفعيل حركة "التنوير" في الإسلام بألمانيا . كما جدرت الإشارة سابقا فإن النقود والاتهامات السابقة الموجهة ضد الإسلام هي في الواقع ضد العادات والتقاليد الممارسة من قبل المسلمين كالإكراه على الزواج وجرائم الشرف .
ففي عام 2007 أسس المرتدون عن الإسلام اتحاد _مجلس الذي انتقد بادئ ذي بدء وبشدة انتقاء حرية الرأي في الإسلام والعقوبات الشرعية وتطبيق الشريعة وأشاد في المقابل برسل ودعاة العلمانية الإنسانية المسلمين .
يقول ناقد اجتماعي ألماني بأن ألمانيا تخاف الأسلمة لأنها دولة مسيحية في بنيتها الاجتماعية والسياسية والثقافية منذ ظهور المسيحية وأن الحجاب مثلا يمثل شعار لاعلان الحروب الصليبية من جديد ويواصل قائلا : ليس مخيفا أن يقيم المسلمين صلواتهم ويستجيبون لشعائرهم وإنما الخوف من احتوائهم في السياسة الألمانية وإظهار الإسلام كقوة مهددة للمسيحيين ببناء المساجد وانتشار الحجاب " . لا يختلف هذا الرأي عن (منظمة فاكس أوربا "/ التحرك الجماهيري ضد الإسلام ) التي تم تأسيسها عام 2007 على يد الصحفي التشهيري أودو أولكونا . يعنى هذا التنظيم بمناهضة الإسلام في كل أوروبا (الخوف من لاسلمة )ا , كما كان ينادي ربيك " بجريمته الشهيرة في النرويج" مقتل أكثر من 70 نرويجيا " . كان وقد أشرنا في مقال سابق إلى أن أكثر الاتهامات الموجهة للإسلام تخص قضية المرأة / الإكراه على تحجبها علما بان النص القرآني لم ينص على الحجاب وإنما على السترة بشكل عام " غطاء الصدر "
هذا كما أن تغيب الاعلام الألماني لحقوق المرأة في الإسلام وعدم رغبثه _كما يبدو _ في مشاركة النساء المسلمات المنصفات التفقهات في امور الدين لطرح ارائهن على المنابر إلاعلامية للإعراب عما إذا
يواجههن اضطهاد أو إكراه أو عنف ضدهن في المحيط الإسلامي
اي ان يتحدثن عن انفسهن لا ان يتحدث الاخرون عنهن وفوق كل شيئ تبين الخلط بين الاسلام الشعبوي الممارس في الحياة العامة في المانيا وبين حقيقة رسالة القران والتفسير والتاويل الحاثوي له المواكب لحقوق الانسان واحترام حريته .
لقد صعدت الحملات المغرضة ضد الاسلام كرسالة تخلف واذلال استنادا الى اصوات موجهة (ابواق ) ودليلنا على ذلك" هرسي عنان "الكاتية الصومالية التي كانت تتحرك في الإعلام الهولندي كغزال رشيق في منائ تام عن وجود اصوات اخرى مغايرة لرأيها .
في لقاء تلفزيوني تحدث بيبير شولانور الألماني المستشرق عن أسباب كره الأوروبيين للإسلام فذكر بأنهم يرون فيه حضارة متخلفة بناءا على نهج حياتهم اليوم ولعدم معرفتهم الواسعة بأثر الحضارة العربية القديمة على الغرب وتطورها من تم على ليدي الاورربين . قال " ان العرب اليوم يتكاون الى الذاكرة (الامجاد العربية القديمة) .
جاء في احصائية صادرة من مركز الدراست الاسلامية بالمانابان اغلبية الالمان يتهيبون من الاسلام لارتباطه الوثيق اليوم بحوادث الارهاب كرد متطرف على الغرب بدلا من الاتيان بردود منطقية وانفتاح على حوار بناء يقارب الاديان والحضارات لا ان ينأى بهن اويصههر واحدة في الاخرى .هذا كما ذكر بان الالمان يتهيبون من تناقص عددهم _التحول الديموغرافي _ويرغبون في جيل الماني جدثد يحفظ هويتهم ولايستبيحهاباعتناق معتقد جديد كالاسلام ؤغم وجود قرابة خمس مليون مسلم بالمانيا !!!
يمثل مقتل مروة الشربيني المصرية " على يد روسي ألماني في عام 2009 أوضح نموذج على كره الإسلام "هذا كما ان حوادث الاعتداء على المساجد أخذت تتوالى منذ عام 2000 مرورا بعام 2004 " حادثة مسجد الفاتح" ومن ثم حادثة النيونازية عام 2010 ....هذا وقد احتدمت هذه الحملات لتطالب بإيقاف بناء المساجد" حي بانكو ببرلين" إذ أغرب المتظاهرون عن إحساسهم كغرباء داخل وطنهم الأم ألمانيا . أما الرد" المتطرف المعاكس من قبل بعض المسلمين ودور النشر , فقد انصب على اليهود إذ وصفت بعض الإحصائيات أبناء المغرب العربي والفلسطينيين بالأكثر عداء لليهود بين المواطنين العرب بألمانيا .الى جانب هذا
أغلقت بعض دور النشر كدار " أندلودا التركي خليفاق استتان / دولة الخلفاء. كان لاغلاق مثل هذه الدور الصحفية
أثرا واضح في تصحيح مسار الكثير من الصحف الإسلامية لاسيما وسط التيار السياسي الإعلامي الموجه لمناهضة العداء للسامية ووالعنصرية .
خاتمة
ما إن صدرت رواية( أجنبية حاجدة ) في سويسرا"فيل أشهر قليلة إلا وتناولها " الإعلام السويسري" بالنقد وإيجاد مسوغات لإثبات فشل سياسة الاندماج . قالت المؤلفة في لقاء أجري معها بأنها قصدت أن تكون بطلة روايتها هذه حاجدة رغم كل كل ما منحته لها سويسرا لأنها لاتحس بانتمائها اواواندماجها في المجتمع السويسري الفارض للاندماج فرضا ويقدمه من وجهة نظره هو ولا يعني بمقترحات وآراء الأجانب محور الموضوع نفسه . هل تختلف هذه السياسة السويسرية عن نظيرتها الألمانية كثيرا ؟
حينما امتثل مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال للمحكمة اللندنية أثار قضية صراع الحضارات واللاعدل وعدم مصداقية الغرب مع الشرق فالذي يحدث على صعيد السياسة الألمانية الراهنة تجاه الشرق يمثل إلى الآن – في الغالب الأعم . عدم المصداقية فمثلا
ابرمت المانيا صفقة مصفحات وغواصات حربية مع إسرائيل وتحاول التكتم عليه أو ذكرها عرضا في الإعلام الألماني كصفقة أملتها الظروف الراهنة للدفاع عن إسرائيل, أما حينما أبرمت صفقة المصفحات المائة مع السعودية مثلا نشرت الصحف والإعلام الألماني نقدا لاذعا لهذه الصفقة وكذلك انتقدها حزاب " حزب الخضر " باعتبار هذه الصفقات صفقات دموية وغير متفقة مع سياسة التخفف من التسليح التي تدعو اليها المانيا بصوت عالي في كل ارجاء العالم .
في جو كهذا يجد الإرهاب لزعزعة أمن دول الغرب / ألمانيا مثلا مسوغا لرده المتطرف من تفجير أو اغتيالات أو عمليات انتحارية .
بناءا على تقرير مكتب حماية الدستور الألماني ثمة شريحة (34,770) شخص من الاسلاموين يعملون في خلايا ارهابية بتوجه متطرف في ألمانيا وكتنظيم سياسي منظم ناشط اوكخليايا نائمة في انتظار اشارة الانطلاق كخلية محمد عطا في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا المتسببة في حوادث 11/11/2001 في أميركا .
أكد مكتب حماية الدستور على مراقبته لنشاط(إيديولوجيات) الجماعات الإسلامية المتطرفة في الشارع العم او كخلاياسرية او ناشطة على شبكة الانترنت" كما تمت مراقبة تحرك احدى هذه الخلايا الاسلاموية الناشطة والمشتركة في حادثة شهر مارس 2011 التي اغتال فيها مسلم من كوزفو. جنديين أمريكيين في مطار فرانكفورت بصدد منعهما من السفر إلى أفغانستان /معقل الجهاد الإسلامي .
يقول محلل سياسي في تلفزيون فونكس" بأن الخطأ الجسيم الذي وقععت فيه السياسة الألمانية في تعاملها مع قضايا الأجانب المسلمين هو انصرافها إلى قضايا ثانوية كالحجاب , وختان الأطفال أو خفاض الإناث والخوض في قضايا تشيد تجاه بناء المساجد وحظرها – مظاهرة بروكولون عام 2008 فكل هذه القضايا بمعنى هيكل الإسلام فقط حتى تلك التي تفطر إلى العيان كالمساجد والحجاب . وواصل قائلا بأن المساجد في إنجلترا لم تغير أو تهدد امن وجود الكنائس ولم يضعف الحجاب اسفار الانجليزياتت الزي الخايع او موضة الازياء .لا لم يؤثر على نمط الحياةالانجليزية اويتهددها . الأهم والأهم وفقا لتقيمه هو الحوار" ليس كحوار ثقافي حصر على النخبة وإنما الشارع العام الذي لا يعرف _في كثير من الأحوال _عما ماذا يدور في القنوات أو الصحف . لا يمكن أن يتحقق حوار متكافئ بين الدولة المضيفة والأجانب طالما لم يؤخذ (التعليم)
بعين الاعتبار وتعزيز موقف الآخر المختلف "الأجانب / العرب مثلا بأعتباررهم إثراء للألمان ليس لسد نقص تعداد / نسبة الألمان/التأزم
الديمغرافي فقط وإنما لإيجاد حالة توازن –ول نسبية – بين الألمان والأجانب على صعيد اتاحة فرص العمل والهتمام المركز بالتعليم والثقافة . ذكر بيتر شولاتور الصحفي الألماني كتابة عن زيارته لإفريقيا بأن الغرب فقد مصداقيته في منظور العرب والأفارقة على حد سواء طالما لم تتغير سياسته تجاههما .نعم ستزداد هجرتهم إلي الغرب ليس لتحسين وضعهم الذي يرون أن الغرب تسبب في تأزمه بإفقار دولهم فحسب وإنما للثأر منه .
يقول مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال وهو ممتثل للمحكمة اللندنية وقد تراءت له كالاستعمار نفسه_ ظاهرا او مبطنا كما الآن
(إني أسمع في هذه المحكمة قعقعة خيول اللنبي وهي تطأ أرض القدس .... البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل السلاح لا الخبز .... علمونا أن نقول لا بلغتهم ... لقد أثبتكم عازيا في عقر داركم....)
نشر هذا المقال في مجلة الدليل ببرللين _المانيا
Amir Nasir [amir.nasir@gmx.de]