قصتي مع الكلاب ” 2 ”

 


 

 



كم تمنيت أن أكون كلبا كنديا !!!

أذكر أني كثيراّ ما كنت أشاهد جماعة قتل الكلاب وهم يرصدون الكلب ببندقية خاصة لقتله وبدلاّ من أن نحزن لذلك كان يمتلكنا شعور بالفرح والسعادة بأننا تخلصنا من أحد الكلاب ، ومن شتائمنا المشهورة عندما نقول" يا كلب يا إبن الكلب "
وأذكر أني قرأت كتاباّ في السودان عنوانه " قانون العقوبات المدني " وكان فيه نص قانوني يقول " من قتل حيواناّ أليفاّ كلباّ أو قطة من دون وجه حق يحكم بالحبس الشديد مدة زمنية لا تقل عن ستة أشهر ويدفع غرامة معينة "
وتساءلت لماذا إذن يقتلون الكلاب علنا وعلى عينك يا تاجر ولم أجد إجابة سوى
" إنه كلب "
نسيت هذا النص تماماّ وإنشغلت أكثر بقتل الإنسان ، وكم ذهب من حياتنا بشر زهقت أرواحهم من دون مبرر ، وأعدم وأغتيل وفقد العشرات من الألوف وربما الملايين من الناس من دون وجه حق ، وكم ضاع من الأطفال وإنحرف من النساء وجرد عن العمل من العاملين ونفي من المغتربين المنفيين ، وكم أسيء  من المعوقين والمشوهين وكم أهين في كرامة الصحفيين و العجزة والطاعنينفي السن  ، كم وكم عدد قتلانا من البشرفقط خلال العامين السابقين في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين
والسودان ؟؟؟
إذا عملنا جردة حسابية لعدد قتلانا من البشر لزاد العدد  عن القتلى من الكلاب وجميع الحيوانات في العالم ، ورغم كل ذلك وفي جميع البلدان العربية نجد حكامنا يتحدثون عن الإنسان العربي وأنهم يعملون لخدمة الإنسان العربي .
والإنسان العربي مجرد حشرة في عرف الكثير من الحكام العرب ويتعاملون معه على أساسا أنه كلب ولكن ليس كلبا كنديا  
الآن في كندا أقارن بين حال الإنسان العربي وحال الكلب الكندي  ،  الإنسان العربي في السجون والمعتقلات والتعذيب والتشريد لا لشيء سوى إختلاف في الرأي ، الإنسان العربي الفقير المحروم التائه في الطرقات وأماكن القمامة بحثاّ عن لقمة عيش بينما الملوك والأمراء والرؤساء واللوردات الجدد يرمون أطنان من الطعام في أكياس وبراميل الزبالة ، قال لي أخي أنه شاهد طفلا يأكل من " الكوشة " وبجواره كلب !!!
الإنسان العربي فناناّ كان أو فيلسوفاّ ، مفكراّ أو أديباّ ، موسيقياّ أو مغنياّ " مجرد حشرة "  ، كم عدد السياط التي وقعت على ظهره ، وأشكال التعذيب التي مارسها رجال الأمن ؟  وما يزال الإنسان العربي البسيط لا يملك في هذه الدنيا غير شرفه وكرامته ورأيه الحر الذي يجاهر به رغم الكبت والقمع والتعذيب .
بإمكاني أن أروي لكم عشرات القصص والحكاوي المؤلمة التي سمعتها من أصدقاء وزملاء مهنة أهينت كرامتهم وتم تحقيرهم من حاكم ظالم مستبد أو رجال أمن فجورهم يعشعش في قلوبهم وجيوبهم ،  أو نظام ديكتاتوري فاشي .
شاهدت الإنسان العربي في معظم  الدول العربية ، لم أكن أهتم بالأثرياء والأغنياء والسادة وأصحاب النفوذ ، كنت دائماّ أبحث عن الفقراء واليتامى ، عن المناضلين الجسورين ، عن المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان ، وبحثي هذا جعلني في دائرة الشك والإتهام في كثير من الدول العربية فلم أسلم من ممارسات رجال الأمن الفظة .
ولا أجد وجهاّ للمقارنة بين الإنسان العربي والكلب الكندي .
ولذا كم تمنيت أن أكون كلباّ كندياّ !!!!!!!!!
آخر الكلام :  
واحد شاف جنازة غريبة ماشية،عنقريب وبعدو عنقريب  ثاني ‏وبعدو  راجل ومعاه كلب وبعدين طابور طويل. من الرجال .

الراجل استغرب وراح سأل الراجل اللي ماشي ورا  العنقريبين  

تسمح تفسر لي ‏ الحكاية دي!؟

الراجل قال له: بسيطة، اللي في العنقريب  الأول دي المرحومة مرتي الكلب شافها بتتهجم عليا قام نط في رقبتها موتها،

والعنقريب الثاني فيه حماتي، قامت تدافع عن بنتها نط عليها الكلب في رقبتها موتها  ا‏

الراجل اللي بيسأل سكت شوية وقال ليهو  هل: أقدر استلف الكلب بتاعك كم  يوم؟

الراجل قال له:طيب  خش في الطابور
يا ربي كم واحد عاوز يخش الطابور ؟؟؟




badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]
///////////

 

آراء