( ثروت قاسم) وهواية اختلاق القصص وتزييف المصادر ؟

 


 

ثروت قاسم
31 March, 2013

 



Tharwat20042004@yahoo.com

مقدمة .

تكرمت أدارة صحيفة الراكوبة مشكورة  بارسالي مقالة الأستاذ واصل علي  بعنوان ( ثروت قاسم وهواية اختلاق القصص وتزييف المصادر )  ،   والتي تكرم الاستاذ واصل بالتعليق فيها علي مقالتي بعنوان (اوباما وأمير قطر والبشير والنائب الأول ؟) المنشورة يوم الجمعة الماضية .

أشكر الأستاذ واصل علي تفضله بقراءة مقالتي ، وقد لاحظت أنه قارئ مداوم علي مقالاتي والتعليق عليها ، فربما أفترض ان (تحت القبة فكي ) .

سوف أختزل ملاحظاتي في عدة نقاط أدناه :

اولا :

نشرت صحيفة الدستور المصرية تقارير صحفية تحكي تجربة أحد صحفييها الذي تخفي كأخونجي وأنضم لكتائب الأنترنيت الأخونجية لمدة ثلاثة شهور . وحكي كيف أنهم كانوا يكيلون البذاءات والشتائم في الصحف الألكترونية والفيس بوك والتويتر لكل من تسول له نفسه مهاجمة الأخونجية .

ويحكي أحدهم عن كتائب الأنترنت الأنقاذية التي تكيل البذاءات والشتائم في الصحف الالكترونية لكل من يهاجم نظام البشير . وتعرف هؤلاء وهؤلاء ( من لحن القول ) ، فهم يعلقون خارج موضوع المقالة المعنية ، وتطفح بذاءاتهم بتشوهاتهم النفسية ، وعقولهم المريضة . وقد كتب أكثر من كاتب عن هذه الظاهرة  الغريبة علي الاخلاق السودانية السمحة ، وعزف أخرون عن الكتابة ... الهدف الذي ترمي اليه الكتائب الأنترنتية .

ثانيا :

لتذكير القارئ الكريم فان موضوع مقالتي كان محصورا في تحليل احتمال خلافة الرئيس البشير للرئيس البشير ، وقدمت بينات ودفوعات محددة لتوكيد موقفي .

لم يتكرم الاستاذ واصل بتقديم بينات ودفوعات مضادة تبرهن خطل بيناتي ، وتبرهن صدقية موقفه من ان الرئيس البشير لن يخلف الرئيس البشير .

تجاهل  الاستاذ واصل الموضوع وعضمه ولبه ، ولم يفنده ويثبت خطله . بل ركز وحصريا علي أثبات ان المصدر مزيف  ؛ وكأن المصدر هو بيت القصيد وموضوع المقالة ... عرضة خارج الزفة ، وشوتات خارج الملعب وليس خارج القون فقط .

ثالثا :

ذكرت في المقالة أن اوباما طلب من أمير قطر ان يتصل بالرئيس البشير ويقول له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي .

القارئ العنقالي محدود الذكاء يعرف أن اوباما لم يقل هذه الكلمات نصا وحرفيا ، رغم أنني قلت انه قالها  . ولكن للأسف هذه هي المسطرة التي أستعملها الأستاذ واصل في تقييم مقالتي . وهو صادق في تقييمه حسب مسطرته .

أي عنقالي يمكنه أن يفرز الموضوع عن المقبلات التي تضفي علي المقالة رونقا وبهجة ، دون أن تمس المعلومات الصلدة ، ودون أن تمس بتحليل الموضوع .

في مقالته  خلط  الاستاذ واصل  بين الموضوع ( العضم واللب )  وطريقة عرض الموضوع .

وبينهما اختلاف السماء للارض .

هذا الخلط أدي الي سؤ الفهم الذي وقع فيه الأستاذ واصل ، للأسف .

رابعا :

كثير من الكتاب يحمون مصادرهم ولا يبوحون بها ، وهذا ما يكفله لهم قانون الصحافة في الدول الصاحية . بعض الكتاب يقول انه استقي معلوماته من مصادر لا ترغب في كشف نفسها ، وبعضهم يمشي خطوة أبعد ويعزي معلوماته لمصدر غير حقيقي لكي يتستر علي المصدر الحقيقي ، ويبعد عنه الشبهة تماما . وهذا حق مكفول للصحفي بالقانون لحماية مصادره ، وأبعاد الشبهات عنها .

القارئ غير الساذج يهمه الخبر ومصداقيته الظاهرية ، ولا يهمه المصدر ، أن كان حقيقي أم مزيف ؟ ولكنه في كل الأحوال لا يحكم علي الموضوع وصدقيته بمسطرة هل المصدر حقيقي أم مزيف ؟

للأسف مسطرة الأستاذ واصل تركز وحصريا علي المصدر : هل هو حقيقي أم مزيف ، ثم تحكم علي الموضوع بأنه قصص خيالية .
ما هو الخيال في  ما اوردته مقالتي من أن :

•    الرئيس البشير سوف يخلف الرئيس البشير ؟

•    السيد النائب الاول يزايد علي مراكز القوي الأخري ويدعم ترشيح الرئيس البشير لفترة رئاسية أخري ؟

•    السيد النائب الاول متورط في محاولة أغتيال الرئيس السابق مبارك ؟

•    صفقة حلايب  لمصر مقابل ان تقفل مصر ملف محاولة الاغتيال لعدم احراج السيد النائب الاول ؟

•    الدولة العميقة والمؤتمر الوطني واخرون يؤيدون أستمرار الرئيس البشير في السلطة لحماية مصالحهم الشخصية ؟ 

للأسف تجاهل الأستاذ واصل المواضيع اعلاه  وغيرها  ، ولم يأت ببينات لدحضها ، وركز علي  أمور هامشية  خارج الرادار من شاكلة  ان الكتاب الفرنسي لم يقل ان اوباما قال لامير قطر ان يقول للرئيس البشير قولا لينا  لعله يذكر أو يخشي ؟

ركز الاستاذ واصل علي المصدر (  المزيف عمدا   لحماية المصدر الحقيقي والمخفي  ) بدلا من الموضوع .

خامسا :

المعلومات الصلدة الواردة في مقالتي عن السودان كلها صحيحة 100% وهي من مصادر لا اود البوح بها احتراما لها ، ولانني لم استشرها . ولذلك ربما نسبت مصدر المعلومة لجهة اخري ( مثلا المراقبون أو المحللون أو  غيرهم ؟ )  حتي أغطي علي  الجهة الحقيقية . ولكن المعلومة الصلدة تبقي كما هي ... حقيقية  ، وأن أختلف مصدرها .

فما الفائدة ان يعرف القارئ ان مصدر المعلومة الكتاب الفرنسي أو السيد أكس ، مادام المعلومة صحيحة .

المعلومة هي الموضوع وليس مصدرها ، والقارئ اللبيب يفهم بالاشارة .

سادسا :

الأستاذ واصل له مصلحة شخصية في قراءة مقالاتي لانه صحفي ، ويريد ان يستعمل المعلومات في تقاريره . ويجهل الأستاذ واصل أنني عمدا لا أذكر مصادري الحقيقية ، فيفترض الأستاذ واصل انها خيالات لانه يريد كصحفي معرفة المصدر قبل موضوع المعلومة . وهنا يكمن سؤ الفهم الذي وقع فيه الأستاذ واصل ، والذي لا يخص القارئ العادي لا في قريب أو أقرب .وانما يخص الأستاذ واصل لمصلحته الشخصية .
عندما يجد الاستاذ واصل ان المصدر غير معروف له  أو غير حقيقي ، يحنق علي ثروت قاسم لانه فوت عليه خبطة صحفية ، ويكتب مقاله عن ثروت قاسم المبني علي أفتراضات مغلوطة لانه يجهل أنني لا أذكر مصادري عمدا لحمايتها .

الموضوع كله يدور حول  مصلحة الاستاذ واصل الشخصية .وليس خيالات ثروت قاسم ومصادره ؟

سابعا :

ربما لم يتفضل الاستاذ واصل بقراءة الكاتب المصري علاء الاسواني  . فهو يتبع نفس الأسلوب ( مزج الموضوع بشمارات تحلية لا تمس الموضوع ) ؟  ولم يقل له قارئ كيف عرفت ما قاله مرشد الأخوان للرئيس مرسي في غرفة مغلقة ؟ اللبيب بالاشارة يفهم ويفرق بين الموضوع وطريقة عرض الموضوع .

ثامنا :

للأسف يخلط الأستاذ واصل الموضوع بطريقة عرض الموضوع  . ويخلط المصادر الحقيقية المخفية بالاخري  المزيفة المعلنة  ، لحماية الحقيقية المخفية .

وللأستاذ واصل تحياتي ولسودانايل الشكر علي إتاحة الفرصة للرد علي الأستاذ واصل علي .

 

آراء