مصطفى عبدالجليل يدق ناقوس الخطر: الشمال والوطن هما الخاسر دوما

 


 

 

قبل أن يقع الفاس في الراس" الحلقة السادسة والأخيرة  "


يعز علي كثيرا مفارقة هذا الحديث الهام عن قضية المياه في السودان الوطن العزيز ، وكل هدفي أن لا يؤخذ هذا الأمر بعدم المبالاة ،فقد قلت لصديقي مصطفى كم أود الان أن أهجر المسرح والسينما وان أتجه لدراسة  " فن المياه "  وأن " أغرق أغرق في السدود  " وأن أعرف ما هي واجباتي نحو سد كجبار ودال ، ما هي واجباتي نحو الوطن الذي هو الخاسر الأكبر ؟؟
في السابق تساءلت  :ما هو سر تعجل الحكومة لبناء سدود الشمال ؟ وبعد إطلاعي على ما ذكره مصطفى إزددت إقتناعا بأن الهدف هو تحقيق أغراض ومصالح حزبية وشخصية ، وهو ما يسميه مصطفى " غسيل الفساد " .
هو ربما تعبير جديد بعد أن سمعنا كثيرا عن غسيل الأموال فما هو غسيل الفساد ؟
عزيزي القاريء
لقد كثر الحديث عن الفساد في حكومة السودان حتى أصبح يعرفه القاصي والداني ، بل أصبح حديث المنتديات السودانية ، وحديث الصحافة ومعظم الأجهزة الإعلامية ، بل حديث المجتمع الدولي وخاصة المنظمات المعنية ، ولا أظن أن هناك جديدا يمكن أن يقال ، يتتبع مصطفى بكثير جدا من الفراسة والوضوح هذا النبت الشيطاني الذي يسمى وحدة تنفيذ السدود التي تضخمت وأصبحت غولا مفترسا وتعتبر الآن أكبر إمبراطورية في السودان ،    يقول مصطفى وهو الخبير والمتابع : لقد أصبحت الوحدة من أكبر وأسخى أصحاب العمل ، وضمت قائمة المتعاملين معها كل أنواع الشركات  الأجنبية والمحلية ، وتخطت الصرفيات الشهرية عشرات الملايين من الدولارات .
Oh My God   إنها صيحة عمر براق في مسرحيته الشهيرة : نحن نفعل هذا هل تعرفون لماذا ؟
صيحتك يا براق كانت في السبعينات ونحن الآن  في عام 2013 ، لقد غابت الشفافية ولف الضباب كل خطوات العمل وتم تهميش كل شيء وأصبحت السرقة " على عينك يا تاجر " و" الما عاجبو يشرب من البحر " .
ولا أجد ختاما أفضل من وصف ما يحدث في بلدي وكما قال مصطفى إنه غسيل الفساد :
Corruption Laundering  
الذي يحدث هو بكل المقاييس الدينية الدنيوية ، المحلية والعالمية والرسمية والشعبية هو فساد واستغلال لسلطان الدولة في الحصول على أموال ضخمة ، وهوفساد جماعي منظم ومن خلال أجهزة الدولة المختطفة من قبل حزب المؤتمر اللا وطني  .
ها أنا ومصطفى قد قلنا وصرخنا فهل هناك من يسمعنا ؟ نرجو ذلك .    


badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]

 

آراء