في حضرة (أبو الجعافر)

 


 

 



Awatif124z@gmail.com
حضرت للتو من هناك ....
في أمسية محضورة .. وذات رونق خاص .. ومذاق بطعم  الشوق للوطن .. وفي  جلسة أنارت أركان العاصمة القطرية (الدوحة ) .. وأمها عدد متميز من السودانيين من الجنسين ومن مختلف  النحل والمهن  والأعمار..  دشن أستاذنا الكاتب الضخم  (جعفر عباس ) أو ( أبو الجعافر) كما  يحلو لمحبي كتاباته ومتابعيها في مختلف أرجاء وطننا  العربي الكبير أن يسمونه .. دشن أحدث كتبه الأنيقة ( سيرة وطن في مسير زول ) وهو ثالث اصداراته :عميقة المحتوى .. مشرقة الدلالة .. أنيقة الحروف .. ومدهشة السخرية في ( دلال وتمنع) .
الرجل بحضوره الطاغي .. وشخصيته الوقورة .. وعباراته  الساخرة المنسابة بعناية  .. المحلقة في فضا ء الابداع.. تزينها قفشاته المعروفة .. قدم نفسه  أمام الحضور وعدسات المحترفين والهواة  وكاميرا الشروق( برنامج أوتار الحنين) مستعرضا سيرته العطرة .. المعطاءة .. الحافلة بتجوال في مشارق الأرض ومغاربها .. حيث بدأ خطواته الأولى بوطن شاسع كان يوما اسمه ( السودان) قبل أن يصبح ( السودان الفضل !!!) ..بعدها بريطانيا فالامارات ومن ثم السعودية فقطر ثم  بريطانيا مرة أخرى قبل العودة للاستقرار في قطر ليكون واحدا من الكوادر التي أسست  لقناة الجزيرة  ذات الشهرة الطاغية .
كان شرف عظيم لي أن ألتقي بأستاذي ( أبوالجعافر) : الأديب .. الأريب .. الكاتب الساخر .. بعباراته  الجزلى .. وعموده المقروء  ( زوايا منفرجة ) حينما  كنا نكتب معا على صفحات جريدة ( القدس العربي) اللندنية بعد هجرتي لاجئا سياسيا من الامارات الى أوروبا في التسعينيات الأمر الذي أعتز به كثيرا  أن  تضمني دفات تلك الصحيفة الجريئة مع رجل بقامة ( أبو الجعافر ) ثم  ازددت شرفا فوق شرف حينما التقيته وجها لوجه في (الدوحة) حيث وجدته كما تخليته :  (شيخا وقورا) وقد كسا  الشيب ( رأسه الخزان ) تزينه نظارات سميكة ولكنه (شاب مهذب ) في  كامل أناقته وتوثب روحه المنطلقة  المرحة الزكية وذاكرته الفولاذية التي لا تلوي على شئ .. وربما كان ذلك هو سر حيوبة الرجل والتفاف الناس حوله وتحلقهم حول كتاباته ومطاردة حروفه أينما كانت وحيثما جاءت .
التحية والانحناءة والتجلة وعظيم التقدير لأستاذنا الفخيم  جعفر عباس ( أبو الجعافر ) وهو يرش على دروبنا  بكل تلك الزخات المعطرة بأناقة الحرف ولطافة الروح في شموخ واعتزاز.
أمد الله في أيامه ومتعه بنعيم صحته وموفورعافيته .
خضرعطا المنان

 

آراء