ما يحدث من تشدد واغتيالات وتفجيرات ليس من الإسلام في شيء (2). بقلم: الشيخ احمد التجاني احمد البدووي
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
12 June, 2013
12 June, 2013
لم يأت الاسلام ليصادم نصوصه ولا ليناقض مبادئه ولا ليهزم شعاراته ولا ليهدم اصوله كما يحاول البعض ان يصوره من المتشددين والمقرضين من اعدائه،جاء ليحمل فكرة يدل عليها اسمه ويدعمها نصه ويصدقها تطبيقه عبر التاريخ جاء الاسلام يحمل فكرة انه دين سلام مستهدفا البشرية كآفة خاتما لما سبقه من رسالات مصدقا لها مصححا لما حرف منها وهذا الادعاء يحتم على الاسلام ان يكون مؤهلا لذلك بما يحمله من تعاليم وشعارات ومثل بمقدورها ان تجمع الناس وتزرع روح المحبة والتعاون والتكافل فيما بينهم دون فوارق بسبب صفة مكتسبة من البيئة او الوضع الاجتماعي او الوضع الثقافي او اللون او العرق جاء الاسلام اول ما جاء آمرا" بالعلم وبالتعلم ومحاربة الجهل وذلك في قوله (اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ) وفي قول رسوله (تعلم العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ولا شك ان العلم يقود الى الحكمة وتصريف الامور والى الرفق في التعامل مع الاخرين جاء الاسلام حاضا على معرفة الثقافات الاخرى والافادة منها وليس محاربتها والانغلاق في وجهها وذلك في قولة (اطلبوا العلم ولو بالصين ) جاء ليؤاخي بين افراده وجماعاته وذلك في قوله (انما المؤمنون اخوة ) جاء ليزرع المحبة بين المؤمنين في قوله ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ) جاء ليحارب الانانية وليشجع الايثار والتعاون والتكافل وهذا في قوله (لقمة تطعمها خير من لقمة تأكلها ) جاء ليفعل كل ذلك وليثبت الاسلام هذا الادعاء بدأ اول ما بدأ باسمه فسماه ربه الاسلام فقال:(ان الدين عند الله الاسلام) والاسلام من اشتقاقات السلام او مايشير الى السلام وكان يمكن ان تأتي الآية ان الدين عندالله السلام ولكنه اضاف الالف واللام والالف لتصبح كلمة الاسلام اشمل واكمل تتضمن السلام في داخلها والاحرف الثلاثة الاولى محققات السلام ومعيناته وضمان استمراريته وتحصينه من كل سوء وهي القواعد والاركان والنوافل والتفصيلات الاخرى وليتأكد هذا المعنى ويقوى جاء مصدر الاسلام هو السلام وهو الله سبحانه وتعالى والسلام اسم من اسمائه فهو السلام ودينه الاسلام ومنه السلام واليه السلام ثم جاء رسوله لا ليخالف هذا النسق والتجانس فكان رسولا للسلام فقال له ربه(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)ولا شك ان كل سلام رحمة وكل رحمة سلام ثم الذي يعتنق الاسلام يسمى مسلما او مؤمنا وحتى لا يفعل المسلم ما يشاء ويسعى في الارض فسادا عرف المسلم قائلا(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من امنه الناس على اموالهم وانفسهم)اولا ان المسلم يسلم منه المسلمون خآصة والمؤمن من أمن جانبه الناس كآفة وفي حالة الحرب امر بالاستعداد للحرب دفعا لها من باب الاستعداد للحرب يمنع الحرب فقال تعالى(قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين)(ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)ورسوله هو القائل:( الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم )ثم امر بالجنوح للسلم حينما تضع الحرب اوزارها قائلا(وان جنحوا للسلم فاجنح لها)وحض على التعامل الانساني مع الاسرى والنساء والاطفال والشيوخ وعدم قتلهم واهلاك زرعهم ونسلهم وامر بالاحسان للحيوان وللانسان من حيث انه انسان في قوله( في كل كبد رطب اجر)ثم جاء الاسلام ورسوله ليخاطب الناس كآفة ليعتنقوا هذا الدين قائلا(ياايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا)اتى الخطاب من غير عنف اوارهاب وترك للناس حرية الاختيار في قوله (قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)وقال الله لرسوله(فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر)(لكم دينكم ولي دين)هذا هو الاسلام وتلك هي مصادره لمن اراد ان يقف على الحقيقة اما ما يروج له الغربيون بأن الاسلام دين ارهاب وينسبون اليه كل ما من شأنه ان يعيبه ويصد عنه فهذه التصرفات ما هي الا مصدات لتصد الناس عن معرفة حقيقة الاسلام وهذا لم يكن تصرفا جديدا ولكنه بدأ منذ فجر التاريخ وظهور الاسلام فما فعله الاباء يفعله اليوم الابناء(وكانوا يقولون لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)وان الذي يحدث من بعض المتشددين ان كان حقيقة فهو ليس من الاسلام لاننا اصبحنا لانثق في كثير مما نسمعه ونراه من تفجيرات واغتيالات والتي يظهرونها بان وراءها متشددين والذي وضح لنا ان في حقيقة كثير منها له علاقة باستخبارات بعض الدول ولا زال اللغط يدور حول احداث كثيرة في العالم ومن بينها احداث الحادي عشر من سبتمبر لكننا في نفس الوقت لا ننكر ان هناك بعض المتشددين الذين اضروا بالاسلام اكثر مما نفعوه كالتكفيريين والمبدعين والذين اضاعوا الوقت في تكفير الآخرين بدلا ان يوصلوا الاسلام لمن يبحث عنه وبفهمهم الذي يدعون صحته والمثل يقول اتركوا من بداخل الحظيرة حظيرة لااله الا الله محمد رسول الله وابحثوا عن الشاردات ومن الذين اضروا بالاسلام خآصة الذين يركزون اهتمامهم حول اقامة الدولة الاسلامية والتي في سبيلها عطلوا الدعوة وازهقوا الارواح واهلكوا الحرث والنسل وهم الذين اعطوا الفرصة للذين لهم الغرض في الاساءة للاسلام وتشويه صورته واشانة سمعته والصد عنه والسؤال كيف كانت تكون النتيجة لو كان تنظيم القاعدة قاعدة لانطلاق الدعوة وبالتي هي احسن والتعريف بالاسلام وسماحته ومواكبته ومعاصرته وان ابوابه مشرعة لكل الناس وكذلك ما يحدث من جماعة (بوكاحرام) ليس من الاسلام في شيء ونشك انها جماعة اسلامية ونخشى ان تكون صنيعة استخباراتية لانهم ان كانوا مسلمين عليهم ان يقنعوا المسيحيين النجيريين ويدعوهم للاسلام ويرغبوهم فيه لانها هذه هي مهمة المسلم تجاه الاخرين ويقنعوهم انهم ليس معنيين بالمسيحية لامن قريب ولا من بعيد بالمنطق والحوار وان المسيحية دين خاص اتى لبني اسرائيل خاصة واذا كان لدى المسيحيين الافارقة عامة وللنيجريين خاصة ما يثبت ان المسيحية اتت لكل الناس ابيضهم واسودهم من ما ورد في الاناجيل المعتمدة فليبرزوه لنا وكل ما يفعله هؤلاء واؤلئك من تشدد ليس من الاسلام في شئ والى دعاة اقامة الدولة الاسلامية نقول ان اقامة الدولة المسلمة ليس من اولويات الاسلام انما الاولوية للدعوة الى الله بالتي هي احسن ثم بعد ان يقتنع الناس ويعتنقون الاسلام سوف يسعون لاقامة الدولة لترعى مصالحهم وتقيم شعائرهم وتعمل على فتح مزيد من الطرق والسبل لتنساب الدعوة كما اراد لها الله وتدخل في كل بيت وتعتلي كل عمارة وتبلغ ما بلغ الليل والنهار هذا وعد الله ونبيه وان وعد الله لآت وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ بالدعوة ومكث ثلاثة عشرة سنة يدعو الى لا اله الا الله والله قادر على ان يمكنه من الدولة من اول يوم لكنها السنة والتشريع ،ان الاسلام الذي استطاع صاحبه وهو وحيدا يتيما وقد اخرجته قريش وطارده اهل الطائف استطاع وهو على ظهر ناقة ان يبلغ غايته فحطم الاصنام وساد الاسلام وهذا الاسلام قادر ان يسود اليوم بعد ان بلغ مشارق الارض ومغاربها وقد سخر الله له وسائل النشر وزوى له الارض حتى صار الآذان يرفع على مدار الساعة فمهلا يا هؤلاء فالاسلام قادم فخلوا سبيله فلا تعجلوا فيما لم يطلب منكم وتتركوا ما طلب منكم وهي الدعوة الى الله وفي الحديث:(بلغوا عني ولو آية)وبالتي هي احسن وقد قال الله تعالى لرسوله(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء)ونقول لهؤلاء واؤلئك ان الاسلام ليس في حاجة لتشدد المتشددين الذين ظلوا يراوحون في مكانهم لم يفيدوا الاسلام ولم يستفيدوا والاسلام بدونهم سائر ومنتشر ويصبح وهو كل يوم في شأن ويمسي في مكان وليس هو بآبه بما يفعله الذين يريدون له عدم الحركة والانتشار لأن الاسلام محصن بما يحمله من افكار مقنعة وحجج داحضة لكل ذي عقل وله من قوة النفاذ والاختراق التي لا يستطيع شيء معها ان يقف امامه والله طمأننا بذلك في قوله(ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ثم ينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)وقوله تعالى:(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)وهو القائل:( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً( ان الله لا يخلف الميعاد)
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]