زين الشاطرة: فرجتها على نفسها

 


 

 


كفى بك داءً

أعلنت الحكومة هذا الأسبوع إعفاء شركات الاتصالات من ضرائب أرباح الأعمال لمدة ثلاث سنوات، هكذا مرة واحدة وبأثر رجعي بدءاً من يناير 2013 واستبدلتها بضريبة على مجمل دخل هذه الشركات تبلغ 2,5%، دون حيثيات تذكر لا لنواب البرلمان أصحاب السعادة في مجلسهم بأم درمان ولا للرأي العام. كانت الحكومة قد زادت ضريبة المبيعات على شركات الاتصالات من 20 إلى 30% وضريبة الأرباح من 15 إلى 30% في ديسمبر 2011 وهي تواجه انقطاع البترول عقب انفصال جنوب السودان في يوليو ثم وقف الجنوب الإنتاج بالكلية في يناير 2012. قطاع الاتصالات كما هو معلوم تتسيده شركتان، زين سودان وهي فرع عن الأصل الكويتي مملوكة بالكلية للشركة الأم بيدها 52% من سوق الاتصالات، و MTN الجنوب افريقية التي تسيطر على 24% منه بحسب تقرير لرويترز، بجانب سوداني التي تستحوذ هي الأخرى على 24%. بأثر من التدهور المريع لسعر الصرف تضعضع صافي أرباح زين في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 24% فبلغ 38 مليون دولار لا غير وهبط مجمل دخلها بنسبة 26% إلى 145 مليون دولار، أو هكذا قالت. أما MTN  سودان، التي تمتلك الشركة الأم 85% من أسهمها، فسكتت وفق رويترز عن صافي أرباحها وأفصحت فقط عن مجمل دخلها للعام 2012، ما قدره 217,1 مليون دولار بزيادة نسبتها 11% عن 2011، ذلك بفضل ارتفاع عدد مشتركيها بنسبة الثلث.
طالب مدير شركة زين سودان الفريق طيار الفاتح عروة في مؤتمر صحفي أول هذا الشهر الجهات المختصة بإعادة النظر في الضرائب المفروضة على الاتصالات وها هي فعلت. عليه، شوفوا ليكم عروة يا مزارعي الدالي والمزموم، عل أحمد عباس، رجل سنار، يبطل قراره القاضي بتشميع 10% من أراضي الري المطري لصالح الحكومة وشركائها عابري البحر الأحمر فهباني واحد لا يكفي؛ وأنتم يا مزارعي الجنيد وعسلاية، لا عروة يحبس عنكم وزير الصناعة عبد الوهاب، فمن يحلها سوى الشربكها؛ وشباب مروي، أي لوري يحمل إليكم عروة فيفيديكم؛ والمتضررين من عطبرة وستيت، ليس لرجل القضارف الضو إلا عروة، بيعرف ليهو؛ ومزارعي الجزيرة العطشانة، مالكم ووزير الزراعة عبد الحليم، الرد بعروة؛ ويا أيها المعتصمون عند المطار، جماعة "الإجازة الإجباري" من حلة الطيران المدني، سيبكم من المدير ومن اتحاد العمال لصاحبه ابراهيم، من لا عروة له تهمل. على ذلك قس، فيا "سائحون" دعوا الفيسبوك ما استطعتم، عروة كيف؟  فوق ذلك، الدعوة مقدمة لشيوخ المؤتمر الوطني في اجتماع مجلس شوراهم الجمعة أن ينظروا بأي عروة يكون اعتصامهم. 
على كل، أعلن مدير زين في مؤتمره الصحفي كما نقلت الصحافة أن شركته لوحدها تساهم هذا العام في الإيرادات الحكومية بمبلغ مليار و300 مليون جنيه، أي ما يعادل 20% من فاقد عائدات مرور بترول جنوب السودان، وزاد أن أصول الشركة تضاعفت من 500 مليون دولار في 2006 إلى ملياري دولار حاليا، وبلغ عدد محطاتها أكثر من الألفين تنتشر في ألف مدينة ومنطقة بالبلاد، ثم انتهى إلى الموزة كما جرت العبارة؛ قال أن الظروف الاقتصادية حالت دون تحويل أرباح المساهمين إلى الخارج، أخ!
Magdi El Gizouli [m.elgizouli@gmail.com]

 

آراء