(جمعة المقاطيع ) .. ورحيل حكم القطيع !

 


 

 


Awatif124z@gmail.com

من خلال متابعتي اليومية لما يجري على الساحة المصرية  تجدني منبهرا حقيقة بصلابة مواقف الشباب المصري وقوة عزيمتهم واصرارهم على ما يؤمنون به ويسعون لتحقيقه .. وهم اليوم يمثلون قطاعات واسعة من الشعب المصري بعد حكم الحزب الواحد الذي قارب الأربعين عاما .. شباب وظف كافة امكانياته المتواضعة ولكنها تسستند على ارادة  قوية وهو يقرر خلع (رئيس منتخب !!) مما أجبر كافة قوى المعارضة على السير خلفه ومؤازرته الأمر الذي زاد من اتساع دائرة المعارضة حتى يحس المتابع منا وكانما الشعب المصري كله خلف هذا الشباب الثائر باستثناء قطيع الملتحين وبقايا القاعدة وامتدادات الظواهري الهارب .. كل هذا يجري من شباب حديث التجربة في العمل السياسي المنظم المعارض فيما لا يزال شبابنا – القادم من صلب شعب رائد في ساحات النضال وصاحب تراث مشهود في كيفية اقتلاع الأنظمة الديكتاتورية -  ونعول عليه كثيرا  في السودان  لا يزال  هذا الشباب عاجزا حتى عن مجرد التوقيع على ما أطلقه  شباب غيورون على وطن مختطف منذ نحو ربع قرن من الزمان تحت مسمى ( الحملة القومية لاسقاط النظام ) .
وكما ذكرت في مقالتي السابقة ( لماذا يسقط مرسي .. ويبقى البشير ؟ ) فان الثلاثين من يونيو هو أكثر أيام السودان الحديث سوادا .. ففيه هجمت عصابة من قطيع سوداني عسكري / عقائدى مطلقا  على نفسه ( ثورة ا لانقاذ ) وبدأ بالعبث بقيمنا والتهريج  السياسي والمتاجرة باسم الاسلام وتزوير الارادات وبيع الذمم .. فاستشرى الفساد في ( الدولة الرسالية !!) .. ولكن هناك من خدع وخضع لغسيل مخ ممنهج لشباب غرر بهم تحت راية الجهاد .. فكانت المقابر سكناهم أملا في التمتع بحياة في جنة عرضها السموات والأرض برفقة الحور العين حيث الخير الوفير مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !! كثيرون من أبناء وبنات بلادي انجذبوا لتلك الشعارات الانقاذية  المضللة ظنا منهم أن هذا هو ( المهدي المخلص !!)  حتى غرق البعض منهم في  وحل الثراء الحرام وعاشوا مغيبين عن الواقع المر لشعبهم .
معارضاتنا مجرد ظاهرة صوتية يكتفي المنتمون اليها إما بالتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع أواللقاءات الصحفية  العنترية الجوفاء .. معارضة لم تملك  وسائل القدرة على وجود فاعل في الشارع لتخلق لها أرضية صلبة تقف عليها في مقارعتها لنظام شيطاني أخطبوطي مكروه من غالبية أبناء السودان وان تظاهر بأنه يمثل غالبيتهم وهي أكذوبة مضللة كبرى لا تنطلي على من يتابع الشان السوداني  .
كلمة ( المقاطيع ) أطلقها الثور الانقاذي الهائج منذ سقوط (أبو كرشولا ) في يد قوات الجبهة الثورية  (نافع على نافع ) في آخر لقاء جماهيري له شاهدته على فضائيتهم التعيسة وذلك في اشارة للمعارضة بشقيها السياسي ( قوى الاجماع الوطني )  والعسكري ( الجبهة الثورية ) .. لذا كان هذا العنوان علنا نقتدي بشباب مصر الذي أسمى حركته الملتف حولها الشعب المصري كله الآن ( تمرد ) وجمعت  - لاسقاط مرسي ممثل المرشد في الرئاسة المصرية وأحد رموز الاخوان - نحو 15 مليون توقيع من كافة قطاعات الشعب المصري على اختلاف الاعمار والانتماءات باستثناء الاسلامويين وتجار الدين ومشوهي العيقيدة الاسلامية السمحة حتى يكون هذا اليوم هو يوم دفن حكم الاخوان في ( أم الدنيا ) .
فاذا كان في مصر من يريد يوم 30 يونيو يوما لانهاء حكم الاخوان فاننا في  السودان اكثر منهم حاجة لاقتلاع نظام عاش بيننا ربع قرن من الزمن .. فكان ان تجزأت بلادنا وتشظت وتشرد أبناؤنا واصبح الملايين منهم اما نازحين داخل وطنهم أو لاجئين في المهاجر .. ودخلنا في خصومات مع العالم أجمع واقعدنا شعبنا المعطاء الجسور عن القيام بدوره في هذه الحياة تجاه نفسه ووطنه وجيرانه .
اذن فلنجعل جمعة ( 28/6/2013) جمعة تستنفر فيها كل الطاقات ومن كافة القوى الحية و الجماعات المعارضة للانقاذ تحت مسمى ( جمعة المقاطيع ) ونخرج في الشوارع  بكل المدن السودانية وأمام السفارات وبعثات الانقاذ الدبلوماسية في الخارج وتسخر فيها كافة امكانيات المواقع الاليكترونية على اختلاف مسمياتها ويظل التحرك مستمرا ليزداد كل يوم زخما جديدا ليبلغ ذروته يوم الأحد المصادف 30/6/2013 ونضع  حدا لتراجيديا المهازل الصبيانبة وعبث المسرحية التي طال أمدها واسمها ( الانقاذ).

 

آراء