شطب الهلال وموقف الاتحاد العام

 


 

حسن فاروق
21 August, 2013

 


اصل الحكاية

قال محمد عثمان خليفة الحليف التاريخي لصلاح إدريس في تصريحات إعلامية أمس عقب قرار لجنة الاستئنافات برفض إستئناف علي همشري ، أن هناك مبادرة من معتمد جبل أولياء وقع عليها رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الشرعي الأمين البرير لحل الأزمة لم يفصح عن تفاصيلها ، مع أن الأزمة إنتهت بالقانون الحكومي ، وبالتالي الطبيعي أن يتم تعيين لجنة تسيير ، مع قناعتي التامة أن بدوي الوزير ومحمد عثمان خليفة لايستطيعان تعيين هذه اللجنة ، إلا إذا كانت الإشاعات التي إنطلقت أمس صحيحة بوجود صفقة بين الوزارة أو جهات عليا والبرير ، بإبعاد الفيفا عن المشهد حتي لاتتضرر الكرة السودانية ، بحفظ ماء وجه الحكومة الذي تسبب فيه الطرف الثالث بدوي الوزير ، وأجسام وزارته الغريبة من مفوضية ولجنة إستئنافات .
السيناريو الذي إنتشر أمس مثل النار في الهشيم ، أكد علي وجود إتفاق بين البرير والوزارة يترأس بموجبه لجنة التسيير ، وإن صدقت هذه الرواية فهذا يعني بإختصار شديد أن البرير قد حرق نفسه ، وإنتهي إلي الأبد ، وأظهر نفسه كمتهافت علي السلطة بأي شكل وأي صورة ، رغم أنه في الموقف الأقوي قانونا ، وشرعية مجلسه يحميها الإتحاد الدولي (فيفا) ، وليس قوانين بدوي ومحمد عثمان خليفة .
لذا علي البرير أن يفكر مليار مرة قبل أن يتورط في هذه الصفقة ، فالوزير لايستطيع كما ذكرت ولن يستطيع (تعيين) لجنة تسيير ، عموما الموقف مربك وستضح الصورة كاملة في الساعات القادمة ، فإما أن تكون هناك قضية ومجلس شرعي يدافع عن شرعيته ، يحميه التدخل المباشر من الفيفا ، برفع القرار الاخير من لجنة الاستئنافات وماسيترتب عليه من إيقاف كامل لكرة القدم في السودان ، مع العلم أن تدخلات الفيفا أصبحت سريعة للغاية ( ساعات) ، أو أن مايتردد عن وجود صفقة حقيقي وفي هذه الحالة سيفقد البرير كل شيء.
قرار لجنة الاستئناف كان متوقعا ، خاصة وأن القضية تدار سياسيا وهو ماأكدته كثير من المؤشرات من تصريحات وتعليقات وغيرها ومن عناصر نافذة في الحزب الحاكم مشغولة ومهمومة بتدمير نادي الهلال ، وخلق حالة الاحتقان التي عاشها النادي طوال هذه الفترة ، وهذه العناصر لاتعترف بالمنظومةالرياضية ولاتراها ، وتتعامل معها بمفهوم ( البلد بلدنا والماعاجبو يشرب من البحر) ، وهؤلاء لايفرق معهم كثيرا أن تتضرر الكرة السودانية ، لأن النفوذ السياسي وشهوة السلطة حصرا الرؤية القاصرة في أن الرياضة يمكن أن تدار بطريقة الضغوط والتمكين والتأثير السياسي ، لذا هم سبب كل البلاوي التي حاقت بالرياضة السودانية ، ومازالو يمارسون سياسة التدمير ، والحكومة صامتة علي الدمار الذي تسبب فيه منسوبيها وكأنها تستمتع بذلك وتدعمه وتسانده وإلا لماذا الصمت وهم يؤكدون يوما بعد يوم أنهم يستغلون السلطة والنفوذ السياسي لإحتكار العمل الرياضي ، وإقصاء كل من مخالفيهم بهذه الاساليب التي أفرغت الرياضة من محتواها الاساسي وحولتها إلي ساحة للإستقطاب السياسي ، وصدرت لها الفاشلين من الإداريين .
ولو كانت الحكومة تقرأ جيدا لعرفت من خلال إنتخابات الاتحاد العام الأخيرة أن الرياضة يصعب مسح مكتسباتها وهي الاهلية والديمقراطية ، وسقوط كودارها المسيسة ممثلة في قيادة الاتحاد العام الحالية في الولايات وأندية الدوري الممتاز رسالة واضحة بأن أهم مفاصل الرياضة ترفضهم .
والرسالة الأهم التي يفترض أن تفهمها الحكومة جيدا أن كرة القدم لاتحميها الحكومات ، وحاميها الوحيد هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) .
بعيدا عن ماتردد بوجود مبادرة او صفقة بتعيين البرير رئيسا للجنة التسيير ، هناك سؤال هام يطرح نفسه ماهو موقف الاتحاد العام في حال عين الوزير لجنة تسيير حتي لو جاءت برئاسة البرير ، هل سيخاطب الاتحاد الدولي بالتدخل السياسي ، خاصة بعد أن جعله الفيفا متابعا لهذا الملف ، بإخطار الوزير الاتحادي بموقف الفيفا من التدخل السياسي في نادي الهلال ؟ يعني القصة مابتنتهي بتعيين البرير ، والأخطر من ذلك أن البرير سيتسبب في شطب الهلال نهائيا بأمر الفيفا في حال وافق علي التعيين وهو الذي تقدم بشكوي للفيفا بسبب التعيين ، شفت كيف يابدوي القصة يادوب ابتدت . اواصل
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء