كم من أوقاف يا قاضي العدالة

 


 

 


كفى بك داءً

نشرت جريدة الصحافة الثلاثاء الماضي جانبا من شهادة مدير ديوان المراجع العام عبد المنعم الحسين أبو دقنة أمام المحكمة في قضية هوبلي مال الأوقاف. أفصح عبد المنعم للقاضي عن محتويات عقد "سري" موقع في يناير 2009 بين أمين عام الأوقاف الطيب مختار ووزير الإرشاد والأوقاف وقتها أزهري التجاني حدد مرتب الطيب بمبلغ 20 ألف جنيه (تقرأ 20 مليون) أو ما يعادلها بالريالات السعودية تاريخ التوقيع بالإضافة إلى مخصصات سنوية بلغت في مجملها 596 ألف جنيه (تقرأ 569 مليون)، فوقها إكرامية أربعة تذاكر سفر سنوية ذهاب وإياب بين السودان والسعودية بدرجة رجال الأعمال وإعفاء من ضريبة الدخل الشخصي وأية ضرائب أخرى سوى الزكاة. صرف الطيب غير ذلك من مال الأوقاف الكثير بحسب شهادة عبد المنعم، منها 720 ألف ريال سعودي تم تعريفها في سجلات الأوقاف بأنها استحقاقات سنوية للأمين العام، إلى جانب سلفيات بلغت أكثر من 253 ألف جنيه (تقرأ 253 مليون). سأل ديوان المراجع العام أمين عام الأوقاف السودانية بالخارج خالد سليمان عن مصروفات الطيب فرد بأن عقد الطيب غير معلوم لغيره ولم يتم إيداعه في الملفات الرسمية عملا بنص في العقد يقول بعدم الكشف عنه إلا بموافقة الطرفين المتعاقدين، الطيب وأزهري. قال المراجع في شهادته أن خالد صرف ما صرف للطيب بغير مستند، بس كده.
تغوي قضية الأوقاف بالتمييز كاستثناء فريد. يشغل جماعة الأوقاف المتهمين ركنا في جهاز الدولة قليل الأضواء، وجدوا أنفسهم في حل من كل قيد قانوني، دع عنك السترة في مال الله، فغرفوا ما استطاعوا بالماعون الكبير، لكن ما شاء الله عليهم لم ينسوا الزكاة الواجبة والهبر على أشده.  قالت سامية أحمد محمد، نائبة رئيس المجلس الوطني، في مناقشة حكومية مؤخرا أن الحصانات التي يتمتع بها رجال الدولة ونساءها هدمت ثقة الجمهور في العدالة، ودعت في فندق السلام روتانا الذي احتضن عمل الحكومة لداع غير معلوم، حسن التكييف ربما، إلى تضييق الحصانات حتى لا تسود ثقافة "القوى ياكل الضعيف". مثل سامية، نائبة رئيس مجلس ممثلي الشعب، وابنة الحركة الإسلامية التي تريد لجهاز الدولة التوبة إلى الله، لا تدعو بل تشرع. سامية، يسألك الله الخلقك، أحلال للوزير الكبير محل الثقة والتدبير وحرام لأزهري الأوقاف وناس الطيب. البلاد كلها وقف في عهدتكم يا سامية، وناس الطيب في يومكم هذا ضعفاء جهاز الدولة فرزهم الأقوياء للعقاب تقية لا تزكية. أنت وأخوك محمد بشارة دوسة، وزير العدل، إن جعلتم العدالة سيفا متى كان خصمها الطيب أب تذاكر وعريضة طلب وقت تمد ميزانها إلى الأمير والكبير فشختوها بالكلية، نضمي في روتانا ساكت. 

Magdi El Gizouli [m.elgizouli@gmail.com]

 

آراء