ما لم يستطع ان يفعله البيض فعله الافارقة
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
17 September, 2013
17 September, 2013
ظل العالم جميعه ثانيه وثالثه دول وشعوب يعتقدون ان هؤلاء القوم اي البيض قد امتازوا على الناس بعد لونهم انهم هم الامثل طريقة وهم الاعرق حضارة والاكثر ثقافة واذا قالوا هم الصادقون واذا فعلوا فهم المخلصون واذا عاهدوا فهم الموفون واذا وعدوا فهم الملتزمون هم الاسوة الحسنة والقدوة المعتبرة كان هذا هو الاعتقاد وكانوا هم كذلك ملتزمون بقدر التزامهم بتلك الشعارات والمثل وبسبب هذا الالتزام وصلوا الى ما وصلوا اليه من تقدم وتقنية وبلغت بذلك الحضارة الانسانية قمتها لكن ما توالى بعدها من احداث ومن اهمها ما يحدث في مصر كشف ان كل الذي كان يحدث انما هو نوع من التكتيك الذي يتغير ببلوغ الاهداف والمقاصد وكان هذا اكثر وضوحا بعد ظهور سبل التواصل وبعد ان بلغ انسان هذا الزمان مبلغا من العلم والدراية بمجريات الامور فعلم ان ماكان يرفعه هؤلاء من شعارات كانت وسائل آنية يبدلها الزمان وآليات موقوتة تغيرها المصالح وانه لم يكن هناك شيء ثابت في معناه ومفهومه حتى الاخلاق والمثل فعلم الناس ان لحقوق الانسان اكثر من فهم وان للحرية اكثر من معنى وان للديمقراطية عدة تفاسير يحددها الهوى ويقدرها الغرض وان تلك الشعارات انما هي اقنعة زائفة يمكن خلعها وابدالها حسب الطلب ومقتضى الحال لكن لسوء حظهم ان الوقت لم يسعفهم لخلع تلك الاقنعة وابدالها باخرى تناسب الحال فسبقتهم الاحداث المتلاحقة ووعي الشعوب وسبل التواصل التي عرتهم تماما وابدت سوءآتهم فطفقوا يقصفون عليها من التصريحات الهزيلة والقرارات التي لا تحرك ساكن ليواروها لكن هيهات رغم ان تعاملهم مع الاحداث كان غير مقبولا الا انه رب ضارة نافعة فقد كانت دافعا لحمل بعض الشعوب وبعض الحكومات للتحرر والانعتاق من عقدة الرجل الابيض واول من بدأ هذه الخطوات الافارقة وذلك بموقفهم من المحكمة الجنائية واخيرا خروج كينيا من ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية التي وكأنها انشئت لمحاكمة الافارقة وتوج تلك الخطوات الاتحاد الافريقي بتجميد عضوية مصر في الاتحاد الافريقي حسب مواثيق الاتحاد التي تمنع التعامل مع اي انقلاب عسكري انقلب على سلطة شرعية لقد فعلها الاتحاد الافريقي بعد ان عجزت عن ذلك اميركا والاتحاد الاوربي فعلها السود بعد ان لم يستطع فعلها البيض فعلها ارقاء الامس فصاروا بذلك اسياد اليوم فعلوها وبفعلهم هذا تقدموا الصفوف بعد ان كانوا في المؤخرة يامروا فيطيعوا ويقادوا فينقادوا فنالوا بفعلهم الاعجاب واكتسبوا الاحترام فعلوها لان السواد لم يكن سبة ولا منقصة تحول دون العزة والكرامة كما كان يعتقد كثير من البشر حتى صار السواد عقدة اقعدت افريقيا عن التحرر والمواكبة والمشاركة الفاعلة في المجتمع الانساني مما جعلها في الفترة السابقة مخزن للعبيد وسوق لجلب الرقيق وكذلك في المقابل الاحداث كذبت والايام بددت والتصرفات صادمت ان البياض لم يكن صفة يلزم من وجودها العزة والكرامة والصدق والامانة والتعامل مع الآخرين بعدل وانسانية خآصة ما يجري من احداث اليوم ومشاكل يعيشها العالم من كوارث ومجاعات وحروب ونزوح كان يمكن تفاديها اذا كان هؤلاء صادقون في تعاملهم مع الآخرين ملتزمون بما اعلنوه من شعارات لكن الحقيقة غالبة وليست مغلوبة فوضح من ذلك ان الصفة ليست ملازمة للموصوف وان بامكان ما كان يرى ابيض ان تنكشف حقيقته يوما ما بأنه اسود وللاسود ان يصل الناس الى انه ابيض لان المدارك السابقة والمعايير السالفة كان مشوش عليها واعتراها التضليل والتزييف كما هي معطلة بعقدة الدونية ومغيبة بالاستسلام للحضارة الغربية والاعجاب بالبياض كان الحال كذلك لكنه اخيرا قد تبدل واستيقظ النائم وانتبه العاقل وعلم الجاهل وانجلى الليل وانكسر القيد واشرقت الشمس وبضوئها استطاع الانسان المغلوب على امره ان يميز ما بين الابيض والاسود والحق والباطل وعرف كل انسان على هذه البسيطة اين هو ومن هو عدوه من صديقه ومن هو الذي ظل يخدعه ويخدره مستقلا اياه لتحقيق مصالحه بشعارات وهمية لا وجود لها الا بين سطور الورق وكلمات الخطب ودساتير الدول وميثاق الامم المتحدة والتي تبين انها اكبر مؤسسة انشئت للهيمنة والسيطرة والاستعمار الحديث المدعوم بحق الفيتو والمسترق للدول بقروض صندوق النقد والبنك الدولي الربوية التي افلست الدول وارجعتها الى العبودية ورهن القرار السياسي لكنها بطريقة ناعمة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب ونقول للافارقة انهم قد خطوا خطوة الاولى من نوعها في تاريخ افريقيا فصارت افريقيا بذلك كبيرة بعد ان كانت صغيرة وبعد ان تقزم الكبار واعتلت مكانا عليا وتربعت على العرش بتصرفها ذلك مع الانقلابيين في مصر وما اظن كان يحدث ذلك اذا كان القرار لم يكن افريقيا وكان خاضعا للشورى والتعليمات كانت خطوة كسرت الطوق وفكت الاسر وفتحت بابا للحرية واسعا نأمل الاستمرار في السير فيه دون تلفت او تردد والى مزيد من الخطوات الجريئة،على الافارقة ان يعلنوها داوية اننا انطلقنا وسوف لانلتفت الى الخلف ولا ننتظر المتخلف ولا يزعجنا ما يثار حولنا من ضجيج وصياح يحول بيننا وبين اهدافنا التحررية اننا لم نعد نسمع للمثبطين والمخزلين ودعاة الاستسلام والتبعية اننا انطلقنا وسوف نقول لمن احسن احسنت ولمن اساء اسأت ولن نكن امعات بعد اليوم حيث ما توجه الناس توجهنا لكن نوطن انفسنا وسوف يكون لنا في كل حادثة حديث وفي كل امر قول يكفينا ما عشناه من استرقاق جهدي واقتصادي ويكفينا ما نعيشه اليوم من ظلم وتمييز وشوفونية على الافارقة ان يسعوا لتحقيق الحرية الكاملة الشاملة التي بها يأكلوا بايديهم ومن جهدهم والى تحرير الاقتصاد و القرار السياسي وهذا لا يتأتى الا بحرية الرأي واشاعة الديمقراطية بطريقة وشكل يناسب افريقيا كما يحاولوا التخلص من الانظمة الاستبدادية العميلة والتي اوصلت افريقيا الى ماهي فيه من تخلف وجهل وشعور بالدونية وكذلك التخلص عن كل فكر او اعتقاد يجعل الآخرين يفكرون لك ويخططون لك وبيدهم غذاؤك ومرهون لهم قرارك فيكفي افريقيا ما عاشته من فترة التغييب داخل الانفاق معصوبة الاعين مقيدة الارجل مكتوفة الايدي يجب على افريقيا ان تولد ميلادا جديدا لايشغله اجترار الماضي المؤلم ولا الحاضر المضطرب ولا المستقبل المجهول يجب على افريقيا ان تنطلق وهي واثقة من نفسها انها سوف تبلغ اهدافها ومقاصدها مهما طال الزمن واستعصى المنال وتعثرت الوسائل ووضعت العراقيل ولا مستحيل تحت الشمس ومن لايهوى صعود الجبال يبقى ابد الدهر بين الحفر.........
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]