رفاه الوزير مصطفى عثمان !!

 


 

 


كبار  قادة  حكومة  الانقاذ  الوطنى ، و قد  اخذت  بخناقهم  وخناق  شعبهم  الفضل  الازمة  الاقتصادية  اللئيمة ، اظهروا غضبا  وحنقا  وضيقا  فى  القلوب  التى  فى  الصدور ،  وهم  يواجهون  تعليقات  ساخرة  وغاضبة من  شعبهم  الذى عضته  الازمة  الاقتصادية  بقسوة  شديدة . وانهال  قادة  الحزب  الحاكم  على  شعبهم  تقريعا  وتهزئة  مستنكرين  عليه  رفضه  الترتيبات الاقتصادىة  التى  تنوى  الحكومة  تنفيذها  فى  القريب  العاجل : احد  قادة  الانقاذ عاير  شعبه  بانهم  علموه  أكل  البتزا  الايطالية  وأكل الهوت  دوج  والسكن  فى  بيوت  جميلة  بدل  بيوتهم  الشينة  قبل مجئ  الانقاذ ! غير ان  اقسى  شتيمة  هى  التى   جاد  بها  وزير  الخارجية  السابق  الذى  زعم  ان  الشعب  السودانى  تعود على  حياة  الرفاه  فى  سنوات  حكم  الانقاذ الماضة  ويصعب  عليه  الفطام  من  حياة  الرفاه  والدعة  تلك  بمقتضى  برنامج  الاصلاح الاقتصدى المزمع . الشعب  السودانى  يذكر  ان  نفس الوزير  سبق  ان  قال  ان  الشعب  السودانى  كان  عبارة  عن  (شحادين)  قبل  مقدم  نظام الانقاذ  الذى  هو احد  اقدم  وزرائه الذين  شبّوا  معه   منذ  الصبا  الباكر  فتى  يافعا ،  وترعرع  معه ،  حتى  صار  وزيرا لا تغرب  الشمس  عنه . ورغم  قدم  الرجل  فى بلاط  الدبلوماسية  الانقاذية الا  ان  كسب  الرجل  فى الكياسة  الدبلوماسية  لغة  وخطابا كان  ضعيفا  و لا يوازى  السنين  المتطاولة  التى  قضاها  الرجل  مسافرا  ومقيما  فى احضان الكنف  الدبلوماسى . قديما قيل ان  للاسفار فوائد . ولكن اسفار اخينا هذا  عائدها  بوار كبير  . فمنذ  انفلاته  من  تبعية  شيخه  القديم  الى  تبعية الايلولة  الحميدة امتهن  الرجل شتم  منتقدى  نظام  حكمه  يمنة  و يسرة   باقذع   العبارات  كلما  وجد  الى ذلك سبيلا.صحيح انه لا يجارى  الشاتم  الاعظم  نافع  على نافع ،  ولكن الفجوة  بينهما  آخذة  فى  الاضمحلال .
قال  محدثى لو كنت  احد   قادة  الحكم  اليوم ، لألنت  خطابى  لهذا  الشعب  الصبور  الذى  تحاصره  ازمة  اقتصاية  هى  من  صنع نظام  الحكم   وليست  من  صنعه .  ولخاطبت  شعبى باللين  والكياسة  اللازمة  بما  يقتضيه  التوجيه  الربانى  الكريم " لو كنت  فظا  غليظ  القلب  لانفضوا  من حولك "  ولهونت  على  هذا  الشعب  وعلى  نفسى  من  شطط  أهل  السياسة ، و اخطائهم  بالكلمة  الرشيقة  النفاذة ، ولشرحت  لهم  مصيبتى  وانا  اقصر فى  الايفاء  بالتزاماتى  نحوهم  ، تلك  الكلمة  الطيبة  التى  يمكن  ان   تقوم  مقام  المأمول  الغائب. ولتأملت   قول  الشاعر  الخلاق  المتنبى ، و لجعلته  هداى :
لا   خيل  عندك   تهديها  و لا   مال
فليسعد  النطق  ان  لم  يسعد  الحال
ما  اعظم  هذا  الشاعر النبراس الذى  يقول  لنا  ان  لم  تستطع  ان تفعل  خيرا ، او  تقول خيرا ، فاكف الناس  شر  لسانك  وشر  افعالك  فتنال الرضا  من  نفسك  ومن  الناجين  من  افعالك . قلت  لمحدثى  أراك  تحوم  فى  الفلوات القفر  البعيدة.  هؤلاء  قوم  حسموا  امرهم  وقرروا  ان لا  يسلموا هذه  السلطة الا لرب  العالمين ، بعد ان  تراجعوا عن  وعدهم  القديم  بأن يسلموها  الى عيسى  النبى  الكريم  فقط    ولا لاحد غيره .
بالطبع  فى  امكان  الملايين  من  الشعب  السودانى  المازوم  أن  ترد  على  حكاية  الرفاه  التى  لن  يهون عليها  الفطام  منها . ويسألوا  اين  هو الرفاه  وقد  صار السعيد  السعيد  هو  من  يجد  وجبتين  كاملتين   من  بوش  الفول  فى  صبحه  ومسائه.  والسعيد  السعيد  هو  من  تمكن  من  انتعال  حذاء   بدلا من انتعال  الارض  . اين  هو  الرفاه  و ملايين  المرضى لا  يستطيعون   طرق عيادة  الطبيب  المداوى . اين هو الرفاه  والخريج  الجامعى ، طبيبا كان او  مهندسا  يقود بسكليت  الركشة  اذا  استطاع  اليها  سبيلا .  نعم  الوزير يرى  هذا  الرفاه  الطارئ  فى  مسكنه  ومشربه  وملبسه  ومركبه   وهو رفاه  و فد   مع  قدوم  السلطة اليه  فى جنح  الليل  من على ظهر دبابة  بكماء . اذن  فالوزير  معذور. ولا جدوى  من الجدل  مع  المعذورين.   
واقول  :  عووك  يا  وطن ، لقد  طال  السرى  وطال  الأمل
ولكن قديما  قال  الشاعر العربى:
ما  اصعب  العيش  لولا  فسحة  الأمل 
أخ  ياوطن ! 



Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]

 

آراء