ماذا قالت لك حكاية غازى يا حضرة الامام ؟!
alihamadibrahim@gmail.com
افرد السيد الامام تحديدا بهذا السؤال لأنه اصبح الزعيم السياسى الوحيد الذى ما زال يضرب اكباد ابله فى اثر النظام فى صبر ومثابرة بعد أن استيأس الآخرون وعرفوا أن الحصول على شئ من الانقاذ هو أمل بعيد المنال . وقد رأوا كيف يستغشى النظام ثيابه و كيف يغلق اسماعه عنهم ، و كيف يصعّر خده المغرور لهم . ولكن السيد الامام مازال يمضى فى مفازات التجريب الممتد بلا نهاية فى قوة و تصميم دابة الارض التى ارادت ذات مرة تجريب قضم الصخرة لتوهنها ، فما وهنت الصخرة ، ولا افلحت دابة الارض فى الحصول على شئ غير الاعياء والرهق العام . حتى ملت وغضبت جماهير الامام الفارسة من الاستصغار الذى يتعرص له امامها امامها بلا حدود . والامام يمضى فى طريقه بلا ( غبينة ) كما زعم احد الكتاب بينما يريد كاتب هذه السطور أن مليانا بالغبينة حد القيف كما يقول اهله البدويون .
لقد جدت فى الساحة السياسية حكاية الدكتور غازى العتبانى ومجموعته هذه الايام . والدكتور غازى سياسى شاب مهما اختلف الناس معه وحوله ، فلا يمكن ان يختلفوا حول مقدراته الفكرية والثقافية . او حول تعاطيه العميق مع المستجدات السلبية التى سببها نظام الانقاذ فى سنينه الاخيرة بسياساته القاصرة والعاجزة والجاهلة والمتعنتة . لقد رأى السيد الامام كيف بطش النظام بالدكتور غازى و مجموعتة من القيادات العليا فى نظام الانقاذ وهى مجموعة نافذة و لا تتهم بامكانية ضلوعها فى مؤامرة لاطاحة النظام التى هى من بناته الاساسيين . لقد طردت هذه المجموعة القيادية فقط لانها ارادت قدرا يسيرا من الاصلاحات فى منظومة الحكم الانقاذى. ولم تقل انها تريد نظاما جديدا يحل محل نظام الانقاذ كما يطلب السيد الامام. بل انهم مثل السيد الامام يريدون تغييرا سهلا ومملحا وجاهزا للأكل الهنئ وهو التغيير الذى يأتى بدون بذل أى تضحيات للحصول عليه، اذ يأتى يتهادى بلا عنف وبدون استنصار خارجى ، حتى ولو كان من قبيل الشكوى للامم المتحدة من ظلم وقع ويراد رفعه . بالطبع لا الانقاذ ، و لا احد غيرها يمكن أن يأخذ مطلب السيد الامام او مطلب مجموعة الدكتور غازى مأخذا جادا . فا لانقاذ لم تصب بلوثة عقلية حتى تتكرم من تلقاء نفسها وتقدم و بالمجان تنازلا لا يخطر الا على قلوب العاجزين عن فعل التمام من فلاسفة التنظير النحيف . وهو التنازل الذى تقبل الانقاذ فيه بسيادة المبادئ الديمقراطية بالركون الى التنافس الديمقراطى الحقيقى فى مسألة ولاية الحكم . وأن تفطم نفسها من الرضاعة من ثدى الدولة السودانية . ورغم استحالة استجابة الانقاذ الى هكذا طلبات وعدم قدرة المطالبين بها على القيام بأى شئ لتحقيقها على الار ض ،الا أن الانقاذ اخذت مطلب مجموعة الدكتور غازى ماخذا جادا دون مطلب السيد الامام وارسلت من خلاله رسالة شديدة الوضوح الى كل من يهمه الأمر ، خصوصا الى السيد الامام الاعلى صوتا فى ترديد هذ ه المطالب حتى قبل أن يمتهنها الاسلاميون الجدد. ولا تحتاج هذه الرسالة الى ترجمة او الى تاويل. بالدارجى الفصيح تقول الرسالة الرد يجب ألا يحومن احد منكم حول حوضنا و حرمنا العائد الينا بوضع اليد بقوة السلاح منذ ربع قرن من الزمن . ولا يعتقدن واحد منكم ، اماما كان او مأموما ، اننا بهذه السذاجة المفرطة حتى نفتح ابوابا قد تدخل منها رياح كثيرة يصعب مداراتها فى المستقبل المنظور، خصوصا و قد رأينا كيف خفت مئات الالوف من انصار الامام الى جامع الخليفة فى تلك العصرية الحارقة حين اعتقدت ، عن طريق الخطأ والسهو وعدم الفهم ، أن الامام ارادها ان تحاصر له النظام بالتظاهر و الاعتصام فى ميدان الخليفة تذكرة بسيرة صاحب اسطورة الفروة الذى جلس وفتح صدره لرصاص العدو فى صورة جعلت المنتصر مهزوما فى حين ان الامام كان يدعوها فقط الى تمرين عصرى على شاكلة تمارين نادى الهلال التى يغيب عنها نجمه الدولى المالى محمد ترا ورى لعد م جدواها . المهم النظا م قرر سد الباب البجيب الريح حتى يستريح من التفكير. ومن الهم والغم فى الذى سيحدث والذى لا يحدث فى قادم الايام . فاجتث بذرة الثورة الاصلاحية قبل تبرعمها بيانا بالعمل يقول بأن على الذين يريدون من الانقاذ ان تقع فى غلطة تجريب الاصلاح ، عليهم ان يجربوا اولا قضم الصخر كما جربت دابة الارض ذات يوم فى الماضى البعيد كما يخبر المثل الشعبى المطروق ، وليس فقط لحس الكوع . الذى حدث لدكتور غازى ومجموعته من الاسلاميين الذين كانت الانقاذ تدخرهم ليوم الكريهة يرسل ردا شافيا على جميع المصابين بأعراض الهلوسة الاصلاحية المجانية وذلك بوضع كل النقاط فوق الحروف. بقى ان ينورنا السيد الامام عن مفهوميته للذى حدث لمجموعة الدكتور المفكر غازى صلاح الدين عتبانى الذى هو مثل السيد الامام رجل ثقافة وكتابة وتامل . و هل ما زال يريد من الانقاذ ان ترتكب خطأ العمر وتقدمها له مملحة وبدون عناء المواجهة التى يسميها الامام عنفا واستنصارا بالاجنبى . وهل سيستمر فى ضرب أكباد ابله فى اثر النظام العنيد ، يعرض عليه فى صبر ومثابرة المزيد من المبادرات الاثيرية ان بقى فى مخازنه منها شئ . أم سينظر مليا فى رسالة الانقاذ الجديدة ليرى ان كان واردا ان النظام الذى لا يقبل كلمات اصلاح قليلة من بعض كبار قادته المؤسسين سوف يقبلها من معارض يريد نظاما (جديدا ) يحل فى مكانه . وهل يستمر فى ترسم طريق السيد المسيح بأن يدير للنظام خده الايمن حبا وكرامة ان صفعه فى خده الايسر. و لا يشكو الى الامم المتحدة حتى لا يتهم بانه استنصر بالاجنبى و لا يرد الصاع صاعين حتى لا يقع تحت طائلة الاتهام بممارسة العنف حتى والنظام يدمى صدور وقلوب معارضيه العزل بالرصاص الذى لا يرحم صغيرا او كبيرا من الذين خرجوا مطالبين فقط بحقهم فى حياة حرة وكريمة . وماذا يقول السيد الامام فى مخالفته هو شخصيا للنص القرآنى الذى يطلب منا ان نعتدى على الذين يعتدون علينا بمثل ما اعتدوا علينا . الآية صريحة ودونك المصحف الكريم يا حضرة الامام . سمعنا قالوا ان الرئيس سيشكل مجلس سلام اخذ فكرته منك. نبارك هذا الانجاز الكبير ! لا بأس ، فاضافة مجلس جديد واحد الى الكم الهائل من المجالس المتحلقة حول الرئيس قد لا يضيف تكلفة مالية كبيرة للخزينة التى ينعق فيها البوم منذ وقت طويل , ، فوق أنه سيوفر فرصا جديدة للحبرتجية والمتسلقين من اصحاب الحناحر الواسعة والذمم المطاطة . ويلبى امل بعض المتطلعين الى الظهور الاعلامى. . وقديما قال الشاعر مؤيد الدين الطغرائى :
اعلل النفس بالآمال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل
كسرة على منوال الاستاذ جبرة :
اخبار تذكرة التحرير والاعتصامات شنو يأهلى الانصار ؟ ***