هل ديك مسلمية الفريق مالك عقار يعوعي وبصلته يتم تحميرها في الكويت ؟ (1)
الحلقة الأولى ( 1 – 2 )
Facebook.com/tharwat.gasim
Tharwat20042004@yahoo.com
1- الموقف السياسي العام ؟
إستعرضنا في مقالات سابقة المسودة الأولية لبرنامج ميثاق النظام الجديد الذي طرحه حزب الأمة للتشاور والتفاكر حوله ، والإتفاق على مسودة نهائية تتوافق عليها كافة قوي المعارضة المدنية والحاملة السلاح . يحتوي البرنامج على مكونين شقيقين ، كل مكون في مسار مواز لمسار المكون الشقيق ومكمل له ، ولا يحل محله ، كما يلي :
+ المكون الأول يدعو إلى إنتفاضة شعبية سلمية غير مستنصرة بالأجنبي ، لإقامة النظام الجديد في مكان نظام الإنقاذ . نظام جديد بهياكل جديدة وسياسات جديدة ووجوه جديدة يهدف إلى إشاعة السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل . حزب الأمة بصدد تأمين المعينات والروافع القبلية اللازمة لحماية الإنتفاضة ، وتقليل الخسائر قبل إطلاق صافرة البداية لليوم الموعود لتفجير الإنتفاضة .
+ المكون الشقيق الثاني يدعو لعقد مؤتمر قومي دستوري جامع ( كوديسا سودانية ) ، لا يقصي ولا يهيمن عليه أي طرف ، ويكون شاملاً لمعالجة كل المسائل العالقة بين الحكومة وكل طرف من أطراف المعارضة المدنية والمسلحة ، وﺑﺮﻋﺎﻳﺔ أوروﺑﯿﺔ ، إن أمكن . أكد حزب الامة على كون المؤتمر موازياً ومكملاً وليس بديلاً ومناقضاً للإنتفاضة الشعبية السلمية غير المستنصرة بالأجنبي .
هذا هو الموقف المعلن في أدبيات حزب الأمة لحل الأزمة السودانية من خلال برنامج النظام الجديد .
سعى السيد الإمام إلى لقاء مع قادة الجبهة الثورية في كمبالا لمناقشة والإتفاق على مسودة نهائية لبرنامج النظام الجديد . ولكن لأسباب معروفة للقارئ الكريم لم يتم اللقاء ، وإن لم يتم إلغائه . لم تعلق الجبهة الثورية على برنامج النظام الجديد المبذول في أدبيات حزب الأمة والوسائط الإعلامية والشبكة العنكبوتية . تجاهلت الجبهة الثورية برنامج النظام الجديد تماماً ، وكأنه لم يكن .
في يوم الأثنين 11 نوفمبر 2013 ، أعلن تحالف قوى الإجماع الوطني رفضه لبرنامج النظام الجديد بدون إبداء أي أسباب . وخير التحالف حزب الأمة في الإستمرار والبقاء في التحالف أو الخروج منه . الأمر سيان للتحالف . ولكن يظهر إن التحالف زاهد في التعاون مع حزب الأمة ، لأسباب لم يفصلها ، وربما كان من بينها رفض التحالف مبدأ الحوار مع نظام الإنقاذ ، ورفضه هيكلة التحالف ، الهيكلة التي دعا لها حزب الأمة .
هذا هو الموقف العام حتى يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ، عندما ألقى الفريق مالك عقار قنبلته المدوية في حوار مع قناة العربية ، القنبلة التي ربما قلبت الأوضاع رأساً علي عقب، وجعلت عاليها سافلها ، ووضعت النقاط على كل الحروف .
إنفجرت قنبلة الفريق مالك عقار دون أن يسمع بها أحد في المعارضة المدنية ، ولا في الوسائط الإعلامية . لم نلاحظ أي تداعيات لحوار الفريق مالك عقار مع قناة العربية يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ؟
ماذا حدث في يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ؟
2- نقلة نوعية ؟
في يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ، حدثت نقلة نوعية في موقف الجبهة الثورية من الإطاحة بنظام الإنقاذ ، مرت مرور الكرام ، ولم تتناولها وسائط الإعلام بالتحليل والبحث والتقصي .
ﻗﺎل الفريق مالك عقار نصاً :
+ نحن ندعو للاحتجاجات اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ الأهداف، وذﻟﻚ ( ﺑﻌﯿًﺪا ﻋﻦ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻨﻒ ) .
+ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﻮادرﻧﺎ وﻗﻮاﻋﺪﻧﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وھﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﺘﻈﺎھﺮ ( اﻟﺴﻠﻤﻲ ) ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ .
+ ﻧﺤﻦ ﻣﻨﻔﺘﺤﻮن ﻋﻠﻰ أي ﻣﺒﺎدرة، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﻞ ﺷﺎﻣﻞ وﻏﯿﺮ ﺟﺰﺋﻲ، وﻧﺤﻦ ﻣﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻨﻈﺎم ﺣﺘﻰ وإن ( ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻮار ) .
+ ﻧﺤﻦ ﻧﺒﺤﺚ ﻛﯿﻒ ﻧﺤﻜﻢ اﻟﺴﻮدان، وﻟﯿﺲ ( ﻣﻦ ) ﻳﺤﻜﻢ اﻟﺴﻮدان .
+ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺪﺳﺘﻮر ﺟﺪﻳﺪ واﺿﺢ وﺑﻌﻘﻠﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻣﻊ ﺧﻠﻖ آﻟﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻻﻗﺘﺴﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺜﺮوة ( ﺑﯿﻦ ﺟﻤﯿﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ ) !
3- أسئلة مشروعة ؟
بعض الأسئلة تتوسل إجابات وإيضاحات ، منها :
اولاً :
+ هل غيرت الجبهة الثورية من إسٍتراتيجيتها المبنية على الإطاحة بنظام الإنقاذ بكافة الوسائل ، بما في ذلك الخيار العسكري ، كما جاء في ميثاق الفجر الجديد الذي إعتمدته كمرجعية لإسقاط النظام ( كمبالا – يناير 2013 ) ؟
ثانياً :
هل يعني تصريح الفريق عقار أعلاه إن الجبهة الثورية ستستعمل سلاحها ، مستقبلاً ، فقط للدفاع عن قواتها ومناطق نفوذها ، ولن تستعمله في عمليات هجومية ، كما حدث في عملية الذراع الطويل في أمدرمان ( 2008 ) وفي غزوة أب كرشولا ( 2013 ) ؟
ثالثاً :
أم لعل تصريح الفريق عقار جاء نتيجة للضغط الاوروبي ، بالتفاهم مع واشنطن ، وعبر عنه الأوروبيون لوفد الجبهة الزائر حالياً لبعض دول الإتحاد الأروبي . الأوروبيون لا يؤيدون ان تستمر قوات الجبهة في حرب تهدف الى الوصول الى الخرطوم ! ليس لأنهم يريدون إستمرار نظام البشير ، ولكن لانهم يخشون من تبعات إستراتيجية عنفية تؤدي الى تورطهم في بلاد تعمها الفوضى ، خصوصاً والأتحاد الأروبي يدفع كل سنة حوالي 300 مليون إيرو لإغاثة لاجئ ونازحي دارفور والمنطقتين . وعليه فانهم يمكن ان يشترطوا على الجبهة ان تتحدث عن المعارضة السلمية باكثر ما تتحدث عن العمل العسكري ، برغم ما يبدو لاول وهلة من تناقض بين المسلكين !
يبقي السؤال هل تصريح الفريق مالك عقار مبني على تغيير جوهري في إستراتيجية الجبهة ، أم إنه فقط لإرضاء الأوربيين والأمريكان ، وللإستهلاك الإعلامي فقط لا غير ؟
رابعاً :
في هذا السياق ، صرح القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم ، جوزيف ستانفورد، ( الخرطوم - الخميس 14 نوفمبر 2013 ) بإنهم يشجعون الجبهة الثورية على توضيح رؤيتها بشأن ( العملية السلمية ) ، ويدعون في ذات الوقت الحكومة السودانية لوضع تلك المطالب في الاعتبار، بغية التوصل لحلول مشتركة تفيد في إحلال السلام !
ربما في إستجابة للضغوط الأمريكية الناعمة والمغتغتة ، أعلن الرئيس البشير أمام مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني ( السبت 16نوفمبر 2013 ) عزمه الوصول إلى حل سياسي مع الجبهة الثورية بنهاية عام 2013 . في هذا السياق وبترتيب أمريكي ، من المتوقع أن يتم عقد قمة خماسية ( الكويت – الثلاثاء 19 نوفمبر 2013 ) بين الرئيس البشير ونظرائه في أثيوبيا ويوغندة وتشاد ودولة جنوب السودان ، بالأخص لمناقشة وقف دعم دولة جنوب السودان ويوغندة للجبهة الثورية وفك الأرتباط بينهم .
في منتصف نوفمبر 2013، شنت قوات تشادية برية وجوية هجومات على مواقع حركة ( تحالف قوى المقاومة ) التشادية المتمردة والمتمركزة في دارفور ، وكذلك على مواقع حركات دارفور المسلحة ، وبالأخص على قوات حركة العدل والمساواة وحركة مني اركو مناوي ، في تنسيق عسكري بين تشاد والسودان .
تسعى إدارة أوباما ، بمساعدة الإتحاد الأروبي ، إلى إستنساخ الحالة الكونغولية مع الجبهة الثورية ، ومن ثم تصريحات الفريق مالك عقار والرئيس البشير المهادنة ؟
ولكن ماذا حدث في الكونغو الديمقراطية ؟
بضغط من إدارة اوباما ، قلبت يوغندة ظهر المجن لربيبتها حركة 23 مارس الكنغولية المتمردة ) الجيش الثوري الكنغولي ) ، في شرق الكونغو الديمقراطية . وفي نقلة نوعية فريدة حولت الأمم المتحدة مرجعية قواتها الموجودة في شرق الكنغو الديمقراطية لحفظ السلام ( 19 الف عنصر ) من مرجعية دفاعية لحفظ السلام إلى مرجعية هجومية لفرض السلام بالقوة ، بالإصطفاف في صف القوات الحكومية وضد القوات المتمردة .
بعد الهجوم الثنائي عليها من قوات الحكومة وقوات الامم المتحدة لفرض السلام ، أعلنت قيادة حركة 23 مارس نهاية نشاطها ، ورغبتها في الاستسلام ، ونزع سلاحها ، وتسريح قواتها ، وبداية المفاوضات مع حكومة الكنغو الديمقراطية للوصول الى تسوية سياسية بين الطرفين .
تسعى إدارة أوباما في قمة الكويت الخماسية الضغط على يوغندة وجنوب السودان ، فك الإرتباط مع الجبهة الثورية ، كما فكت يوغندة الإرتباط مع ربيبتها حركة 23 مارس الكنغولية المتمردة ، وأدى فك الإرتباط إلى إستسلامها وقبولها الحل التفاوضي السلمي .
كما لوحت السفيرة سمانتا باور ، ممثلة امريكا في الأمم المتحدة بالتفكير في تحويل مرجعية قوات اليوناميد الأممية لحفظ السلام في دارفور ، وقوات أونميسس الأممية لحفظ السلام في جنوب السودان ، وقوات يونسفا الاممية لحفظ السلام في أبيي ، إلى قوات لفرض وليس حفظ السلام ، أي قوات هجومية تشارك القوات الحكومية في القضاء على التمرد . في إستنساخ لتجربة الكونغو الديمقراطية الناجحة .
للتحضير لقمة الكويت الخماسية ، قام الممثل الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وكبير المفاوضين في ملف دارفور الدكتور محمد إبن تشمباس بزيارة لجوبا بين يومي 13 و 16 نوفمبر 2013 ؛ وسوف يقوم بزيارات مماثلة لتشاد ويوغندة وأثيوبيا للتنسيق ، وتأمين الأمن والإستقرار في كل المنطقة .
هل سوف يجد الفريق مالك عقار نفسه في مأزق ، وبين أكثر من مطرقة ومن سندان ، إذا تكالبت عليه يوغندة وتشاد ودولة جنوب السودان وأثيوبيا ، وكذلك الأمم المتحدة بتحويل قواتها اليوناميد في دارفور ، وقواتها أونميسس لحفظ السلام في جنوب السودان ، وقواتها يونسفا لحفظ السلام في أبيي ، إلى قوات هجومية لفرض وليس حفظ السلام ، في إستنساخ لتجربة شرق الكونغو .
العم سام يخطط ويفنجط والقوم في غفلتهم سادرون ؟
هل يعوعي ديك مسلمية الفريق مالك عقار وبصلته يتم تحميرها في الكويت بواسطة الطباخ الأمريكاني ؟
في الختام ، وكما في حالة سوريا المشابه ، تدعو إدارة اوباما للحل السياسي السلمي بين الحكومة والجبهة ، فهل أستجابت الجبهة لدعوة إدارة أوباما ، بتصريحات الفريق مالك عقار المهادنة ، والخشية من تداعيات قمة الكويت الخماسية ؟
نواصل في الحلقة الثانية ...