هل ديك مسلمية الفريق مالك عقار يعوعي وبصلته يتم تحميرها في الكويت ؟ (1)

 


 

ثروت قاسم
17 November, 2013

 



الحلقة الأولى ( 1 – 2 )


Facebook.com/tharwat.gasim
Tharwat20042004@yahoo.com

1-    الموقف  السياسي العام  ؟

إستعرضنا في مقالات سابقة  المسودة الأولية لبرنامج  ميثاق النظام الجديد   الذي طرحه حزب الأمة  للتشاور والتفاكر حوله ، والإتفاق على مسودة نهائية  تتوافق عليها كافة  قوي المعارضة المدنية والحاملة السلاح .  يحتوي البرنامج على  مكونين شقيقين  ، كل مكون  في مسار مواز لمسار المكون الشقيق  ومكمل له  ، ولا يحل محله  ، كما يلي :

+  المكون الأول يدعو إلى إنتفاضة شعبية سلمية غير مستنصرة بالأجنبي ، لإقامة النظام الجديد في مكان نظام الإنقاذ .  نظام جديد بهياكل جديدة وسياسات جديدة  ووجوه جديدة  يهدف إلى إشاعة السلام  العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل . حزب الأمة بصدد تأمين المعينات والروافع القبلية   اللازمة لحماية الإنتفاضة  ،  وتقليل الخسائر قبل إطلاق صافرة البداية لليوم الموعود  لتفجير الإنتفاضة .

+  المكون الشقيق الثاني  يدعو لعقد مؤتمر قومي دستوري جامع  ( كوديسا سودانية  )  ، لا يقصي  ولا يهيمن عليه  أي طرف  ، ويكون شاملاً لمعالجة كل المسائل  العالقة  بين الحكومة  وكل طرف من أطراف المعارضة المدنية والمسلحة ، وﺑﺮﻋﺎﻳﺔ أوروﺑﯿﺔ  ، إن أمكن  .   أكد حزب الامة  على كون  المؤتمر موازياً  ومكملاً  وليس  بديلاً  ومناقضاً للإنتفاضة الشعبية السلمية غير المستنصرة بالأجنبي  .

هذا هو الموقف المعلن في أدبيات حزب الأمة لحل الأزمة السودانية  من خلال برنامج النظام الجديد  .

سعى السيد الإمام إلى لقاء مع قادة الجبهة الثورية في كمبالا لمناقشة والإتفاق على مسودة نهائية لبرنامج النظام الجديد . ولكن لأسباب معروفة للقارئ الكريم لم يتم اللقاء  ، وإن لم يتم إلغائه . لم تعلق الجبهة الثورية على برنامج النظام الجديد المبذول في  أدبيات حزب الأمة  والوسائط الإعلامية والشبكة العنكبوتية .  تجاهلت الجبهة الثورية برنامج  النظام الجديد تماماً  ، وكأنه لم يكن .

في يوم الأثنين 11 نوفمبر 2013 ، أعلن تحالف قوى الإجماع الوطني رفضه لبرنامج النظام  الجديد بدون إبداء أي أسباب . وخير التحالف حزب الأمة في  الإستمرار والبقاء في التحالف أو الخروج منه . الأمر سيان للتحالف .  ولكن  يظهر  إن  التحالف  زاهد  في التعاون مع حزب الأمة  ، لأسباب لم يفصلها ، وربما كان من بينها  رفض التحالف  مبدأ الحوار مع نظام الإنقاذ  ، ورفضه هيكلة  التحالف ، الهيكلة   التي دعا لها حزب الأمة  .

هذا هو الموقف العام  حتى يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ، عندما ألقى الفريق مالك عقار قنبلته المدوية في حوار مع قناة  العربية ، القنبلة التي ربما قلبت الأوضاع رأساً علي عقب، وجعلت عاليها سافلها ، ووضعت النقاط على كل الحروف .

إنفجرت قنبلة الفريق مالك عقار دون أن يسمع بها أحد في المعارضة المدنية ، ولا في الوسائط الإعلامية . لم نلاحظ أي تداعيات لحوار الفريق مالك عقار مع قناة العربية يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ؟

ماذا حدث في  يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 ؟

2-    نقلة نوعية ؟

في يوم  الأربعاء 13  نوفمبر 2013 ، حدثت نقلة  نوعية  في موقف الجبهة الثورية  من الإطاحة بنظام الإنقاذ ، مرت مرور الكرام  ، ولم تتناولها وسائط الإعلام بالتحليل والبحث والتقصي  .

ﻗﺎل الفريق مالك عقار نصاً :

+  نحن  ندعو  للاحتجاجات  اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ الأهداف، وذﻟﻚ  ( ﺑﻌﯿًﺪا ﻋﻦ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻨﻒ ) .
+ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﻮادرﻧﺎ وﻗﻮاﻋﺪﻧﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وھﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﺘﻈﺎھﺮ ( اﻟﺴﻠﻤﻲ )  ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ .

+ ﻧﺤﻦ ﻣﻨﻔﺘﺤﻮن ﻋﻠﻰ أي ﻣﺒﺎدرة، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﻞ ﺷﺎﻣﻞ وﻏﯿﺮ ﺟﺰﺋﻲ، وﻧﺤﻦ ﻣﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻨﻈﺎم ﺣﺘﻰ وإن  ( ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻮار ) .

+ ﻧﺤﻦ ﻧﺒﺤﺚ ﻛﯿﻒ ﻧﺤﻜﻢ اﻟﺴﻮدان، وﻟﯿﺲ  ( ﻣﻦ )  ﻳﺤﻜﻢ اﻟﺴﻮدان   .

+ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺪﺳﺘﻮر ﺟﺪﻳﺪ واﺿﺢ وﺑﻌﻘﻠﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻣﻊ ﺧﻠﻖ آﻟﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻻﻗﺘﺴﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺜﺮوة  (  ﺑﯿﻦ ﺟﻤﯿﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ )  !

3-    أسئلة مشروعة ؟

بعض الأسئلة تتوسل إجابات وإيضاحات ،  منها :

اولاً :

+  هل غيرت الجبهة الثورية من  إسٍتراتيجيتها المبنية على الإطاحة بنظام الإنقاذ بكافة الوسائل ، بما في ذلك الخيار العسكري ، كما جاء في ميثاق الفجر الجديد الذي إعتمدته كمرجعية لإسقاط النظام ( كمبالا – يناير 2013 ) ؟

ثانياً :

هل  يعني تصريح الفريق عقار أعلاه إن  الجبهة الثورية ستستعمل سلاحها  ، مستقبلاً ،  فقط للدفاع عن قواتها ومناطق نفوذها ، ولن تستعمله في عمليات هجومية ، كما حدث في عملية الذراع الطويل  في أمدرمان ( 2008 ) وفي غزوة أب كرشولا ( 2013 ) ؟

ثالثاً :

أم لعل  تصريح  الفريق عقار جاء نتيجة للضغط الاوروبي  ، بالتفاهم مع واشنطن ، وعبر عنه الأوروبيون لوفد الجبهة  الزائر حالياً لبعض دول الإتحاد الأروبي . الأوروبيون  لا يؤيدون ان تستمر قوات الجبهة في حرب تهدف الى الوصول الى الخرطوم ! ليس لأنهم يريدون إستمرار نظام البشير  ، ولكن لانهم يخشون من تبعات إستراتيجية  عنفية تؤدي الى تورطهم في بلاد تعمها الفوضى ، خصوصاً والأتحاد الأروبي يدفع كل سنة  حوالي 300 مليون  إيرو  لإغاثة لاجئ ونازحي دارفور والمنطقتين  . وعليه فانهم يمكن ان يشترطوا على الجبهة ان تتحدث عن المعارضة السلمية باكثر ما تتحدث عن العمل العسكري ، برغم ما يبدو لاول وهلة من تناقض بين المسلكين !

يبقي السؤال هل تصريح الفريق مالك عقار مبني على تغيير  جوهري في إستراتيجية الجبهة ، أم إنه فقط لإرضاء الأوربيين والأمريكان  ، وللإستهلاك الإعلامي فقط لا غير ؟

رابعاً :

في هذا السياق  ،  صرح  القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم  ، جوزيف ستانفورد،  ( الخرطوم  - الخميس  14 نوفمبر  2013 )  بإنهم يشجعون الجبهة الثورية  على توضيح رؤيتها بشأن  ( العملية السلمية ) ، ويدعون في ذات الوقت الحكومة السودانية لوضع تلك المطالب في الاعتبار، بغية التوصل لحلول مشتركة تفيد في إحلال السلام !

ربما في إستجابة للضغوط الأمريكية الناعمة والمغتغتة ، أعلن الرئيس البشير أمام مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني  ( السبت 16نوفمبر 2013 ) عزمه الوصول إلى حل سياسي مع الجبهة الثورية بنهاية عام 2013 . في هذا السياق  وبترتيب  أمريكي  ، من المتوقع أن يتم عقد قمة خماسية ( الكويت – الثلاثاء 19 نوفمبر 2013 ) بين الرئيس البشير ونظرائه في أثيوبيا ويوغندة وتشاد ودولة جنوب السودان  ، بالأخص لمناقشة وقف دعم  دولة جنوب السودان  ويوغندة  للجبهة الثورية وفك الأرتباط بينهم .

في منتصف نوفمبر 2013، شنت قوات تشادية برية وجوية هجومات على مواقع حركة ( تحالف قوى المقاومة ) التشادية المتمردة والمتمركزة  في دارفور ، وكذلك  على مواقع حركات دارفور المسلحة ، وبالأخص على قوات حركة العدل والمساواة وحركة مني اركو مناوي ، في تنسيق عسكري بين  تشاد والسودان .

تسعى إدارة أوباما ، بمساعدة الإتحاد الأروبي ، إلى إستنساخ الحالة الكونغولية مع الجبهة الثورية  ، ومن ثم تصريحات الفريق مالك عقار والرئيس البشير  المهادنة ؟

ولكن  ماذا حدث في الكونغو الديمقراطية  ؟

بضغط من إدارة اوباما ، قلبت يوغندة ظهر المجن  لربيبتها  حركة  23 مارس  الكنغولية المتمردة )  الجيش الثوري الكنغولي )  ،  في شرق الكونغو الديمقراطية  . وفي نقلة نوعية  فريدة  حولت الأمم المتحدة  مرجعية  قواتها  الموجودة في شرق الكنغو  الديمقراطية  لحفظ السلام ( 19 الف عنصر ) من مرجعية دفاعية لحفظ السلام إلى مرجعية هجومية لفرض السلام بالقوة  ، بالإصطفاف في صف القوات الحكومية وضد القوات المتمردة .
بعد الهجوم الثنائي عليها  من قوات الحكومة وقوات الامم المتحدة لفرض السلام ،  أعلنت قيادة حركة  23 مارس  نهاية نشاطها ، ورغبتها في الاستسلام ،  ونزع سلاحها ،   وتسريح قواتها  ، وبداية  المفاوضات  مع  حكومة الكنغو الديمقراطية للوصول الى تسوية سياسية  بين الطرفين  .

تسعى إدارة أوباما  في قمة الكويت الخماسية   الضغط على يوغندة وجنوب السودان  ، فك الإرتباط مع الجبهة الثورية   ، كما فكت يوغندة  الإرتباط   مع ربيبتها حركة 23 مارس الكنغولية المتمردة  ، وأدى فك الإرتباط إلى إستسلامها   وقبولها الحل التفاوضي  السلمي .

كما لوحت السفيرة سمانتا باور ، ممثلة امريكا  في الأمم المتحدة بالتفكير في تحويل مرجعية قوات اليوناميد الأممية  لحفظ  السلام في دارفور ،  وقوات أونميسس  الأممية  لحفظ السلام في جنوب السودان ، وقوات يونسفا الاممية  لحفظ السلام في أبيي ، إلى قوات لفرض وليس حفظ  السلام ، أي قوات هجومية تشارك  القوات الحكومية في القضاء على التمرد . في إستنساخ لتجربة الكونغو الديمقراطية الناجحة .

للتحضير لقمة الكويت الخماسية ، قام الممثل الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وكبير المفاوضين في ملف  دارفور الدكتور محمد إبن تشمباس بزيارة لجوبا بين يومي 13 و 16 نوفمبر 2013 ؛  وسوف يقوم بزيارات مماثلة  لتشاد ويوغندة  وأثيوبيا للتنسيق  ، وتأمين الأمن والإستقرار في كل المنطقة .

هل  سوف يجد الفريق مالك عقار نفسه في مأزق ،  وبين أكثر من مطرقة ومن سندان  ، إذا تكالبت عليه يوغندة وتشاد ودولة جنوب السودان وأثيوبيا ، وكذلك الأمم المتحدة بتحويل قواتها اليوناميد في دارفور ، وقواتها  أونميسس    لحفظ السلام في جنوب السودان ، وقواتها  يونسفا   لحفظ السلام في أبيي ،  إلى قوات هجومية  لفرض وليس حفظ السلام ، في إستنساخ لتجربة  شرق الكونغو .

العم سام يخطط ويفنجط والقوم في غفلتهم سادرون ؟

هل يعوعي ديك مسلمية الفريق مالك عقار وبصلته يتم  تحميرها في الكويت بواسطة الطباخ الأمريكاني ؟  
في الختام  ، وكما في حالة سوريا المشابه ، تدعو إدارة اوباما للحل السياسي السلمي  بين الحكومة والجبهة  ، فهل أستجابت  الجبهة  لدعوة إدارة أوباما  ، بتصريحات الفريق مالك عقار  المهادنة  ، والخشية من تداعيات  قمة الكويت الخماسية  ؟

نواصل في الحلقة الثانية ...

 

آراء