إلّا الرياضة : أرعى بى قيدك !
فيصل الباقر
20 November, 2013
20 November, 2013
خبرً صغيرً أخذ موقعه فى الصفحات الأولى - بأمر الرقيب - بمكرٍ ودهاءٍ وخبثٍ (أمنى ) بائن فى الصحافة السياسيّة السودانيّة ، التى أصبحت تُعانى منذ زمن طويل ، من مُتلازمة التوقيف والتعيين الأمنى البغيض . متن الخبر يُريد أن يُعلن على الملأ ولوج جهاز الأمن ساحات( الرياضة ) ، ليُنصّب نفسه ( راعياً ) عليها ، ويمضى الخبر ليعلن عن " التبنّى الأمنى " للعدّاء السودانى أبوبكر خميس كاكى ، فيقرّر إبتعاثه إلى مُعسكرٍ تدريبى بمدينة أبها السعوديّة على نفقة ميزانيّة جهاز الأمن ، أى ( مكرمة ) أو (مأثرة ) " أمنيّة " رُغم أنّ كاكى مُدرج رسميّاً بكشف ( الجيش السودانى ) بإدارة القوات الجويّة والدفاع الجوّى، وهو مسيرى ، مولود بمدينة المُجلد (( وفق ويكيبيديا )) !. يفعل الأمن بخبثه المعهود ، هذا " الكيد "وكأنّه يقول للجيش ، " أنت لا تستطيع رعاية منسوبيك ، وها نحن - أهل الجلد والرأس - نقوم بالواجب " !.
الواقع يؤكّد أنّه ما تدخّل جهاز الأمن فى شىء إلّا وأفسده وحطّ من قدره ، وما حدث فى بلاط الصحافة السودانيّة ، وغيرها من الجبهات ، لهو دليلٌ لا يحتاج إثباته إلى كثير عناءٍ .. وهذا مؤشّرٌ فى غاية الخُطورة بالقضاء على ما تبقّى من " بريق " فى عالم الرياضة ، التى يُريد بها جهاز الأمن سوءاً ، ويُخطّط لغزوها أمنيّاً ، ودس سُمّه الرعاف فى خلاياها ، ليقضى فى نهاية المطاف على الأخضر واليابس فيها !.
وبمثلما نشأت حركات مُقاومة فى جبهة الصحافة وغيرها من الجبهات ، نثق أنّ (عالم الرياضة ) والمُجتمع الرياضى السودانى ، لقادر على فضح مُحاولات الهيمنة والسيطرة الأمنيّة ، وسيُلحق بالمخططات الأمنيّة الهزيمة الماحقة، وهذا يتطلّب ، بناء أوسع جبهة لمقاومة التدخّل الأمنى فى الرياضة .. وعلى أهل الرياضة فى السودان ، مواجهة جهاز الأمن الذى يريد بهم سوءاً، وإن حاول تغليف مُكره وكيده ، عبر الحديث المعسول عن ( الرعاية الأمنيّة ) ، وليكن شعار المرحلة رياضيّاً ، المُقاومة ، كُل المُقاومة ، فى سبيل تحقيق الشعار العزيز على رياضيى السودان : (( ديمقراطيّة الرياضة وأهليتها )) ، وليرعى جهاز الأمن بقيده ، بعيداً عن الرياضة السودانيّة !. وعلى الصحافة الرياضيّة والسياسيّة والإجتماعيّة " المُستقلّة " ، الحذر و الإنتباه لمصداقيتها ومهنيتها ومراعاة قيامها بمسئوليتها الإجتماعيّة،على الوجه الأكمل ، وعدم بلع الطُعم الأمنى ، وتمرير مُخطّطاته لؤأد الرياضة ، مهما كانت المُبرّرات و التحدّيات ، فالتاريخ لا يرحم !.
faisal.elbagir@gmail.com