مكتبة جامعة الخرطوم تجدد شبابها

 


 

 


بحصافة

ستشهد جامعة الخرطوم غداً (الخميس)، حفل افتتاح برامج إعادة تأهيل مكتبة جامعة الخرطوم الرئيسية، تأهيلاً كاملاً، لتواكب متطلبات تحديث المكتبة، مبنًى ومعنًى، وذلك من خلال إنشاء مكتبة إلكترونية، تُعنى بتغيير فكرة المكتبة من كونها بوتقة لتجميع الكتب والمخطوطات (collecfion) إلى جعلها مصدراً مهماً للاتصال والتواصل (collccfion & Communication) لتؤدي المكتبة دورها الفاعل في المعرفة والاستنارة. ومن ضمن برامج إعادة تأهيل مكتبة جامعة الخرطوم الرئيسية، سيتم تدشين القاعات الرئيسية والمراكز الثقافية الجديدة، حيث تم إنشاء مركز مارتن لوثر كنج، بالتعاون مع السفارة الأميركية في الخرطوم، وعلى الرغم من السياسات الأميركية في الخرطوم تجاوزت هذه السياسات، بتقديم المساعدة والتعاون من أجل إنشاء مركز ثقافي أميركي، داخل مكتبة جامعة الخرطوم الرئيسية، وحرصت على إطلاق اسم الزعيم الأميركي الأسود وداعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج. ولم تقتصر هذه المدافعة للتعاون مع جامعة الخرطوم على السفارة الأميركية، بل إن السفارة الإيطالية سارعت هي أيضاً إلى إنشاء مركز ثقافي لإشاعة الفكر والتنوير، وأطلقت عليه اسم أحد أعظم فناني إيطاليا والعالم بأسره ألا وهو الفنان العظيم صاحب الموناليزا رولاندو دافنشي.
وأحسب أن جامعة الخرطوم وهي تحتفل غداً (الخميس) باكتمال مراحل إعادة تأهيل مكتبتها وتجديد شباب تلكم المكتبة التي تحتل مبنًى عريقاً استظل بظله طلاب وطالبات وأساتذة جامعة الخرطوم كافة، وزاحمهم في ذلك طالبو المعرفة ومحبو الثقافة الذين يقضون آناء الليل وأطراف النهار قراءةً ومذاكرةً وبحثاً، لا سيما في أيام الامتحانات التي تصبح هذه المكتبة العريقة أماً رؤوماً
تحتضن بنيها في غير كلل أو ضجر، وتخفف من قلقهم وهواجسهم طوال تلكم الأيام العصيبة التي يلجها مَن غاب عنها لفترات طوال، ولكن الهم دفعه إليها دفعاً، فما كان منها إلا أن تستقبله، كما تستقبل الأم وليدها العائد بعد غيبة زمان، وهجر أيام.
أخلص إلى أن الأخ الصديق البروفسور أحمد حسن فحل الناطسي البارع الذي لا يعرف الهبغة ولا يعرفه الهبوغ، زارني مساء أمس (الثلاثاء) في مكتبي بصحيفة "التغيير"، لدعوتي إلى ذاكم الحفل غداً (الخميس)، لأنه يعرف أني مثله مسكون بحب جامعة الخرطوم التي عشتُ فيها سنوات سمان، طالباً مدللاً، بالقرب من أستاذي الجليل البروفسور الراحل عمر محمد بليل مدير الجامعة آنذاك، وصاحب المبادرات والمبادءات والذي في عهده شهدت الجامعة سنوات زاهرات، مازال يسير بسيرتها الركبان داخل السودان وخارجه، وكان يرحمه الله تعالى كثير الاهتمام بمكتبة الجامعة الرئيسية، طلاباً وكُتباً. فقد أخبرني البروفسور أحمد حسن فحل، بما تم من إنجاز في تأهيل مكتبة الجامعة الرئيسية. واستحداث مركز التدريب المستمر الذي يُعنى بمهارات البحث العلمي، وكيفية استخدام المراجع والمصادر العلمية. وكذلك إنشاء متحف السودان التراثي الذي يشتمل على نماذج من الآثار السودانية، تم جمعها وتصنيفها بالتعاون مع مصلحة الآثار السودانية وقسم الآثار بكلية الآداب في جامعة الخرطوم، إضافة إلى إنشاء متحف تاريخ جامعة الخرطوم الذي يوثق لمراحل تطور الجامعة منذ بداياتها في العام 1902. وإقامة بازار الجامعة على غرار ما هو معمول به في الجامعات العالمية العريقة.
كما أن الجامعة استطاعت أن تحصل على المذكرات الأصلية بخط يد كتشنر وغردون وليفينغستون وصور فوتغرافية نادرة. ومخطوطات البروفسور التجاني الماحي ومكتبته الخاصة التي أهداها إلى الجامعة في السبعينيات من القرن الماضي. ومكتبة محمد صالح الشنقيطي التي أهداها إلى الجامعة.
ولم تكتفِ الجامعة بكل هذه الإنجازات المتعلقة بإعادة تأهيل مكتبتها الرئيسية وإنشاء مراكز ثقافية، بل عملت على أن يمتد تعاونها مع السفارة الفنزويلية في الخرطوم بإنشاء مركز ثقافي فنزويلي داخل المكتبة الرئيسية، إضافة إلى ركن ثقافي ياباني وركن ثقافي روسي لعكس الثقافات والتواصل بين الشعوب والعلماء من خلال هذه المؤسسات الثقافية العلمية.

 

آراء