واخيرا استدرك مؤيدوا الانقلاب ان من اعان ظالما سلطه الله عليه . بقلم: الشيخ:احمد التجاني احمد البدوي
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
7 December, 2013
7 December, 2013
ما كنا نتوقعه من بعض النخب المصرية والشباب والمثقفين بعد سقوط اكبر دولة بوليسية عرفتها افريقيا ان يستبشروا خيرا ويتمسكوا بيد من حديد على مكتسبات ثورة 25 يناير كما استبشرنا نحن شعوب الدول العربية والاسلامية بأن مصر ام الدنيا قد تحررت وسوف تقود العالم العربي والاسلامي الى ساحات الحرية الواسعة وسوف تقوم بتقديم نموذج في التجربة الديمقراطية يحتذى به ولكن للاسف الشديد بعد ظهور النتائج بدأت الحقائق تتكشف وان الذي حدث في يناير من اجماع مصري كان عملا تكتيكيا لبعض الجهات وقد ظهر هؤلاء على حقيقتهم بعد ان اجتازت التجربة الديمقراطية كل المراحل بسلام فبدأوا حملاتهم الاعلامية التي جعلت من الرئيس مرسي والاخوان شياطين يجب التخلص منهم واعتمدت في ذلك على الدولة العميقة واعلامها ومهدوا بذلك للانقلاب العسكري الذي يقوده الفريق السيسي فبادروا بمناصرة الانقلاب والدفاع عنه والعمل على دعمه سرا وعلانية ظنا منهم ان ذلك سوف يحقق لهم ما يريدون من رغبات لا تتعدى الاكل والشرب ولو كان ذلك على حساب الحرية والكرامة فاستبدلوا بذلك الذي هو ادنى بالذي هو خير فاستعجب العالم كله واستغرب من هذا الموقف كيف بانسان سليم العقل كامل الحواس ان يستبدل الخير بالشر ودولة الحرية بالدولة البوليسية ويفضل العبودية على الانعتاق يفعلون ذلك وكأن الرئيس مرسي لم يأت بديمقراطية اختارها الشعب وقدم في سبيلها الشهداء ومن حججهم ان الرئيس مرسي يسعى لاخونة الدولة والمعروف في عرف الديمقراطية ان الحزب صاحب الاغلبية يأت بمؤيديه لتنفيذ برنامجه فهذه لم تكن بدعة في النظم الديمقراطية والصحيح ان مرسي اخطأ في انه لم يأت بانصاره الى الحكم وابقى على الفلول والدولة العميقة وهم الذين انقلبوا عليه وفشلوا فترته التي لم تتعدى السنة وزجوا به في غياهب السجن في آخر المطاف وكان ظاهر الامر ان الانقلاب اتى لاقصاء واستئصال الاخوان وهذا ما قاله وزير الداخلية فبدأوا بالمذابح والاعتقالات وتلفيق التهم وهذا جعل انصار الانقلاب يصدقون ان الاخوان هم المعنيين بما يحدث فكان الانقلاب يفعل كل ذلك بالاخوان ومناصروه يصفقون ويهللون ولم يقولوا كلمة واحدة يتحفظوا بها مجرد تحفظ على ما يحدث حتى تبقى في سجلهم ويحفظها لهم التاريخ ونسوا ان من اعان ظالما سلطه الله عليه وان الثورة تأكل بنيها لم يقولوا كلمة ليوم ما بل ظلوا يداهنون الانقلاب ويشدوا من ازره واظن ان ذلك اليوم قد جاء بعد ان وضح لهم ان الظلم ليس له معنيين والحق ليس له لونيين والمتعطش للدماء لم يكن عنده دماء افضل من دماء والحق عمره لم يصير باطلا ولا العكس وضح لهم ذلك بعد ان انقلب السحر على الساحر وظهرت لهم سوءة الانقلاب وزال قناعه وانفضح امره فبدأوا يتراجعون عن تأييدهم لكن بخجل وحياء وذلك برفضهم لبعض مواد الدستور ونقول لهم هل كنتم تتوقعون من حكم انقلابي ان يأتي بدستور افضل من ذلك فأن كنتم تتوقعون غير ذلك فانكم واهمون وان كنتم تتوقعونه فانكم جاهلون صار ذلك اكثر وضوحا في الاعتقالات التي طالت قيادات مؤيدي الانقلاب من حركة تمرد وستة ابريل وغيرها ونقول لهؤلاء ان يقولوها صراحة من غير مواربة اودس للرؤوس في الرمال لأن الرجوع للحق فضيلة ولا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاعتراف والاقرار ارجعوا وقولوها واضحة وأعلنوا معارضتكم للانقلاب ووحدوا صف الشعب المصري واتركوا صندوق الاقتراع هو الذي يميز ويفاضل بينكم والبقاء للاصلح لكن المطلوب في هذه المرحلة العمل على اسقاط النظام البوليسي القمعي والذي وضح خط سيره وهويته اقبلوا الديمقراطية مهما كانت النتائج لأنها هي الافضل لمن كان له عقل ولأنه ليس كل ما يطلبه المرء يدركه وليس في الامكان احسن مما تفعله الديمقراطية اقبلوا الديمقراطية ولا تنصبوا انفسكم اوصياء على الشعب اتركوه يختار من يريد ولو كانوا اخوانا فعلينا ان نحترم اختياره والنجاح والفشل هو الميزان والصندوق هو الفيصل ومن يرفض ذلك فهو ظالم لنفسه ولغيره مبين المهم في الامر ان نبقى على الفكرة فكرة الديمقراطية التي تضمن لنا حق النزع والابقاء والمحاسبة والاختيار ومن حق الناخب ان يتحدث عن نزاهة الانتخابات ووسائلها ومراقبتها حتى فرزها والانتهاء منها فاذا ضمن ذلك فليس له الحق ان يرفض ما اتت به النتائج مهما كانت متعارضة مع هواه وهذه هي الديمقراطية واذا كانت مصر قد عانت ستين عاما في القمع وحكم الفرد والحزب الواحد فلتجرب الديمقراطية ولو مرة واحدة وبعدها تقوم بجرد وتقييم لتلك الفترة لتحدد ماذا تريد بعد فالديقراطية هي الافضل ان لم تكن الامثل مهما كانت عيوبها ونقائصها ومن ميزات الديمقراطية انها قابلة للجرح والتعديل والتقديم والتأخير والحزف والاضافة وهذا حق اصيل للشعب هذا ما يدعو للطمأنينة فيها وهذا ما يميزها عن غيرها فبالله هل الافضل ان يكون الشعب حاكما اومحكوما وهذا بالضبط ما تفعله الديمقراطية ان يكون الشعب هو الحاكم ونقول للانقلابيين ادركوا مصر قبل فوات التدارك وادركوا انفسكم قبل فوات الاوان لأن الذي يحدث في مصر اذا لم تحكم كل الاطراف العقل سوف تكون عاقبة الامر خسران ودمار لمصر وزرع الكراهية التي قد تؤدي الى حرب اهلية لا تبقي ولا تذر ويمكن تدارك الامر ان يأخذ السيسي زمام المبادرة ويدعو الى اجراء انتخابات بمراقبة دولية يكون للاتحاد الافريقي فيها حضور وعلى الاخوان الا يصروا على الشرعية وعلى رجوع مرسي ويكون لهم كامل الحرية في ترشيح مرسي مرة ثانية بعد اطلاق المعتقلين وتجميد الدستور الحالي والسابق والعمل على مسودة دستور جديد يتم باجماع وبمن ينتخبهم الشعب فليعترف الطرفان بأن الذي يحدث لم يحقق لأي طرف ما يريد وقد ثبت هذا فاستعملت الحكومة كل اساليب العنف والتخويف والقتل لكنها لم توقف المظاهرات والاحتجاجات بل هي في تزايد يومي من قبل مؤيدي الانقلاب وكذلك مع استمرار التظاهر قرابة الخمس اشهر لم يصل المتظاهرون الى ما يريدون وهو اسقاط النظام اليس فيكم رجل رشيد؟
ahmedtijany@hotmail.com