الجماعة لا طشين كويس!!

 


 

 



تشاؤمي وخوفي عززتهما الأيام بعدما كبرت حساسيتي من كثرة المؤتمرات التي عقدت. منذ الاستقلال وإلى اليوم، وكلها طعلت "بيش"!!.  والله طلعتْ روحنا من كثرة ورش العمل والندوات  والمؤتمرات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنويرية.. الخ.. . تلتئم وتنفض وتسود صفحات الصحف بأخبارها ومخرجاتها الصفر، المهم الشاطر  في المنصة من يستطيع تسيلط الأضواء على نفسه ليسكب عصارة تجاربه الفريدة ونجاحاته التي لا يأتيها الباطل. يحاول إقناع الحضور من الانتفاع  بريادته وخبرته في مجاله ، يقول قوله هذا وعينه على التشكيل الوزاري المزمع على الأبواب، وكأنه لم يكتف بعشرين عاماً جلوساً على كرسي الوزارة والذي حسب أنه إلتصق بجسده ولا فكاك إلا بالموت!!، وكأن أمثال هذا  قد أصابهم الصمم من نبض الشارع!!.. يا أخوانا كفاية الطمع شين!!
وكما يقال أن رزق الهبل على المجانين، فوراء هذه الورش والندوا ت والمؤتمرات جيش عرمرم لتنظيمها فتنشط نشاط خلية النحل والويل والثبور لمن يتدخل في إختصاص الآخر ، فالفريق بينهم إتفاق جنتلمان على أن لا يتدخل احد في " خصوصيات" الآخر!!، فهناك مسئول عن تأمين طباعة الأجندة ونوعية الورق المصقول والطباعة والتكلفة والتصديقات المالية بما يليق والمناسبة ، وهناك مسئول جاهزية أجهزة الصوت وتكلفتها وتصاديقا ، وآخر لبطاقات التجليس، وثالث للماء، ورابع والأهم خبير البلح البركاوي والقنديله والفول، ورابع للمناديل الورقية، وخامس لباقات الزهور، والله وحده أعلم كم التكلفة!!،
هذا كله جزء من خراب البيت، لكن الخيبة الأكبر هي مخرجات هذه الورش والندوات والمؤتمرات التي سبق أن سمعناها وحفظناها عن ظهر قلب لعقدين من الزمان، والاختلاف الوحيد هو في فهرسة هذه الموضوعات فما كان في آخر أجندة المؤتمر الفالت ، يأتي في مقدمة أجندة  المؤتمر الحالي وهكذا مع بقية مواضيع الأجندة!! .. ولو دققت لرأيت وكأن كل وزير من في المنصة  يتوجس خيفة من زميله الجالس بجواره من أن يأكل منه الملعب ويضمر في قلبه "يا ألعب وأسجل واللآ أخرِّب الملعب"         وهناك بعض  ضربات الجزاء والفاولات التي أداها بعضهم باحترافية وسجل منها، وليته يعلم أنها لم تعد تجدي لأن جلده أصبح ولا جلد التمساح التي تصنع منه أغلى الأحذية، فأصبح  مدمناً للضربات المتتالية، شيء تقاوي ، شيء مبيدات,, وشي أرض حظيرة الدندر..الخ ، وحين استوثق بأن ما من واحد يمكن ويطلعه إلى دائرة قحط الحياة إزداد جرأةً في التحدي والابتسام!!
حين انفضّ سامر أخر مؤتمر إقتصادي رأيت بأم عيني أحدهم يأخذ وهو خارج  حزمة من الورد الذي كان يزين المنصة فسأله زميل له: على وين بالورد، فقال له: لمكتب الوزير!!، ورأيت آخر جمع كل بقايا البلح والفول في زكيبتين كبيرتان، وسأله ذات الشخص الذي سأل أخونا الشايل الورد: على وين بالبلح والفول؟ قاليهو على بيتنا يا أخي الجماعة كلهم لآطشين يعني جات عليّ أنا ما تمشي تهبر ليك هبرة بدل ما قاعد تسأل فيني!!.. فضحكت مليء شدقي .. حقاً أنها كوميديا سواء، قرّبت أقول لذاك الذي وجه السؤالين لزميليه: يا أخي صاح كلامو  معناهو دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية .. مستني شنو؟!!
يقال أن واحد من فريق تنظيم  أحد المؤتمرات جاء للمسئول المالي بفواتير مبالغها  مبالغ فيها وتفوق تكلفة مؤتمر شنغهاي البركس الذي حضره خمس رؤساء دول كبيرة ، وقيل إم المسئول المالي وجهه باعادة النظر في قيمة الفواتير ،بقوله: إنت ما عارف الظروف شوية اتغيرت يا أخي، فرد عضو الفريق: يعني شايف إنها كتيرة سعادتك.. عموماً حنخفضها بس قول لينا بنسبة كم؟!.. الحقيقة أن الظروف ما اتغيرت " شوية" بل كثيراً .. كثيراً!!
بس ..وسلامتكم،،،،
zorayyab@gmail.com

 

آراء