متى يتنحى العجزة ويترجل الكهول ليفسحوا المجال للشباب
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
16 January, 2014
16 January, 2014
سبق ان كتبنا مقال عنوانه حتمية الانتفاضة الكونية ضد السياسات الغربية وبعده بعام انتفض العالم وكانت الانتفاضة بصورة واضحة في العالم العربي وقد سمي ذلك الحراك بالربيع العربي وشمل هذا الحراك بعض دول العالم فكان في وول ستريت واليونان وغيرها بنسب متفاوتة فحدثت هذه الانتفاضة في بعض الدول العربية وتغيرت بسببها بعض الانظمة كما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن فكان هذا الحراك دافعه القوي السياسات الاستعلائية من اميركا وعملائها في العالم الذين يتعاملون مع الشعوب بالوصاية والكفالة ونسوا ان الشعوب ليست هي الشعوب والزمان ليس هو الزمان والانسان ليس هو الانسان بعد ان تحرر فكره وفك اسره بما سخر الله من تعليم وثقافة وسبل تواصل جعلت الحقيقة ترى والخبر يسمع والحدث يشاهد فاصبح لا مجال للكذب والتضليل الذي ظلت تمارسه تلك الحكومات وتحيكها بواسطة الاعلام الموجه الذي ظل لاكثر من ستين عاما يضلل ويخدر الشعوب بالافكار المعلبة والاخبار المصنعة لكن رقم الذي حدث من الوعي الجارف والمعرفة المتاحة لا زال تلكم العجائز من نخب وحكومات عربية وعملائها يصرون على ابقاء الشعوب داخل حظيرة الأسر والوصاية فبعد نجاح الربيع العربي عادوا مرة اخرى يحيكون المؤامرات للانقضاض على تلك الثورات التي شعروا انها سوف تخرج من بيت الطاعة وذلك بتدبير الانقلابات مرة اخرى كما هو في مصر واستغلال النخب الواهمة العميلة لاسقاط النظم الديموقراطية كما في تونس وليبيا لكن هيهات لا ننكر انهم بتآمرهم ذاك جعلوا نار الربيع العربي تخبو لكنها لا زالت متقدة تحت الرماد وفي العالم اجمع وسوف تعيد اشتعالها مرة اخرى لان انسان هذا الزمان لن يستسلم وهو كل يوم تتفتح بصيرته وينفتح عقله ويتبين امره واقول واكرر ان العالم سوف ينتفض ثانية انتفاضة عارمة لا تبقي ولا تذر ولكنها هذه المرة سوف تكون اقوى واعنف لأن كثير من العقبات والموانع من حكومات ونخب تجاوزها الزمن تكون قد زالت وسوف تحقق اهدافها ولا يأخذ هذا اكثر من عشرين سنة خلالها يفنى الكهول وتتساقط الانظمة التي بدأت تعتريها الشيخوخة المؤدية للفناء ولا يستثنى من ذلك احد وهذه الفترة كافية لأن تقضي على عجائز كل الحكم وديناصورات السياسة والذين يرجع لهم كل ما اصاب العالم اجمع من حروب وفتن واحتكار للثروة وكوارث وسياسات قائمة في الاساس على افقار الشعوب وتجهيلها واقصاء دورها واضعاف ارادتها وهذه الفترة كافية لخلق جيل جديد متطلع الى المستقبل مقطوع الصلة مع الماضي وهذا وضح جليا في المشهد المصري فبالله استعرض وزراء هذه الحكومة ورئيسها كم عمره وكم عمرالببلاوي كم عمر رئيس لجنة الدستور عمرو موسى وكم منهم تقل سنه عن الستين كم منهم يستطيع ان يتعامل مع الاجهزة الحديثة والتي يستطيع ان يتعامل معها من هو دون السابعة فكيف يستطيع من هو فوق السبعين ان يحكم جيل بهذا المستوى فكيف يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولنستعرض اعمار الشهداء والمتظاهرين ضد الانقلاب وكذلك استعراض اعمار الذين يقفون في صفوف التصويت للتصويت بنعم في دستور العجائز وسوف يتضح لمن المستقبل ومن عجائب هؤلاء العجزة ان يطل احدهم على شاشات التلفزيون ويتحدث حديثا لا يخلو من الخداع والكذب لا يستطيع ان يقنع به نفسه لانه مستصحب معه انه لا زال يخاطب ذلك الجيل الذي اصبح لا وجود له في الواقع الا في مخيلة هذه البقية والتي بزوالها يتحرر العالم ويظهر بمظهر جديد في كل شيء يواكب ويعاصر ما وصل اليه انسان هذا الزمان فمهلا ايها الشباب فلا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر فجهزوا انفسكم واعدوا العدة وارسموا الخطة لتأخذوا بزمام الامور ولتخرجوا هذا العالم من هذا المستنقع الآسن بالدماء المحاط بالاستعلاء والشوفونية الى عالم يكرم فيه الانسان من حيث انه انسان لا تمايز ولا لون ولا عرق الا بعدد ما يقدمه هذا الانسان لوطنه وللانسانية جمعاء ولا ننس ان العالم اصبح وحدة واحدة وهذا يقتضي ان يكون لنا تصور لرعاية هذه الوحدة والحفاظ عليها وبالله التوفيق.
ahmedtijany@hotmail.com