ما بين “كشفيات” جهاز المغتربين وديوان الزكاة!!(1-2)

 


 

 


يبدو أننا مقبلون على موسم النكد عبر التصريحات و(الكشفيات ،من كَشَف يكشفُ) حيث إستُبدل هذا المصطلح الجديد عوضاً عن"صرّح" وبالتالي ماعلينا إلا أن نهييء أنفسنا لنتقبله مثلما كنا نتقبل (صرح) المسئول،، فهوجة (الكشفيات) أصبحت ظاهرة بين المسئولين، ولا بد وأن تستوقفنا ، لأن كل ما يكشف لا ينذر بخير!!


كشف أول : كشف د. كرار التهامي أمين جهاز العاملين بالخارج للصحف أنه لم يستشر في أمر فرض الضرائب الجديدة المزمع جبايتها من العاملين بالخارج وهو يعارضها!!، وأقول إذا لم يستشر الأمين العام للجهاز فمن هو الذي يجب أن يستشار وهو أعلم الناس بأحوالهم؟! وهل في كشفه هذا تبرئة ذمة؟! ، وماذا عن موقفه كمسئول أول ومباشر عن عبادالله المغتربين ؟!، علماً أنه قد عاد مؤخراً حوالي (11000) سوداني من الذين لم يوفقوا أوضاعهم وقيل أن هناك حوالي (5000)  آخرين في الطريق حسب الأخبار  والاشاعات، وليس هناك حتى الآن من (يكشف) لنا الأعداد الصحيحة، فسفيرنا بالرياض أعلن عن أرقام، وجهاز المغتربين عن أرقام، ووزارة الموارد البشرية أرقام وجمعيها متضاربة!!، ومع ذلك أتمنى أن نحسن إستقبالهم وأن لا نأكلهم لحم ونرميهم عظم!!


كشف ثاني: صُدمت أيضاً لما سبق و(كشفه) في وقت سابق لصحيفة الانتباهة  الأمين العام لجهاز تنظيم العاملين بالخارج، بأن هناك(7500) سوداني مغترب في سجون السعودية!!، ولم يقف معاليه عند حد هذا (الكشف) بل رمى باللآئمة على الجاليات بالخارج، والتي ربما إعتقد معاليه أنها يجب أن تقوم مقام إدارة الجاليات بالجهاز كمسئول عن المغتربين!!، أو كأن مهمة الجهاز منحصرة فقط في تحصيل الضرائب والزكاة من المغترب ، وبالمناسبة المغترب أصبحت جيوبه أنظف من الصيني بعد غسيله، وقد أدلينا بدلونا وناشدنا  وزير مجلس الوزراء أن يعتقنا لوجه الله من هذا الجهاز العبء الذي من أهم إنجازاته أنه إستقطب غضب عموم  المغتربين واستعداهم على الحكومة، والاستعاضة بدلاً عنه بملحقيات - اصلاً موجودة بالسفارات -  كالضرائب وضباط  الجوازات والأراضي ، ويحول الجهاز إلى " منسقية"  يتبع وزارة الخارجية لأن عملها في الأصل تنسيقي، ويعفي الجيش العرمرم من منسوبي الجهاز  الذين ينفق عليهم شيء وشويات ، ما إن صرفناه فيما هو أهم لعاد بالنفع على البلاد والعباد ومنهم المغتربين أنفسهم!!


كشف ثالث: وما غطى وزاد وفاض أن خرج علينا قبل شهورٍ قليلة معالي الأمين العام لديوان الزكاة ليصعقنا صعقة لا نفيق بعدها أبداً، فـأطلَ علينا (بكشف) عن أن أموال ديوان الزكاة بلغت (تريليون جنيه ـ التريليون ألف مليار).. واللآ أنا غلطان؟! ، لكنه لم يوضح إن كانت بالجديد أو القديم؟!، المهم إن هذا التريليون على حسب كشف (من يكشفُ) معالي امين ديوان الزكاة لا تكفي إلا لسد حاجة 2% من فقراء السودان!!. مبينا وجود (14) مليون فقير في السودان وحدد نسبتهم بـ (46%) بحسب تقرير الجهاز المركزي للاحصاء - والعهدة على (كشف)- معاليه!!.


وسلامتكم ...يتصل

 


zorayyab@gmail.com

 

آراء