رأينا حول الخطاب الرئاسي – الخطاب المنتظر والمرتقب. بقلم: أ. د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
د . صلاح الدين خليل عثمان
30 January, 2014
30 January, 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
كم كنت اتمنى ان يكون الخطاب قوميا وشاملا بعيدا عن الانتماء الحزبى ، موجها من الاخ عمر للشعب السودانى ، اى خطاب مكاشفة لواقع خطير ملموس ، يطلب فيه من الاحزاب المشاركة لتجاوز النكسة الاقتصادية ، لكنه اضاع فرصة وجود هذه الاحزاب مجنمعة امامه . فاذا افترضنا ان الوقت قد حان (وليس نضج ) لوثبة وطنية شاملة آمل ان تكون الوثبة نحو طاولة الحوار الوطنى القومى الوفاقى الجاد الصادق الهادف ، يختار له مجموعة وطنية ترى السودان اولا واخيرا وبعيون مودة ورحمة واخاء ووفاء. لان التجارب فى الدوحة وغيرها علمتنا ، ان مفاوض حزب المؤتمر يدور فى حلقة مفرغة ، مشبع بجدل لولبى لا ينتهى او يصل الى نتيجة ، جدله عقيم لا يلد حلا لمشكلة ، الامر الذى أدى الى فشل المفاوض وهو عندى مسافر بلا زاد . وعلى اية حال ان السلام المنادى لا يأتى الا بوقف الحرب لان استمرار القتل والدمار والقمع رهان خاسر لن يوصلنا الى شئ . علما باننا نومن بان الخلافات والصراعات من حيث الجملة مقبولة فى العمل السياسي . وهى ليست رجما بالغيب ولا تخمينا مبنيا على الظن ، بل تستند الى معطيات واقعية معتبرة وتصورات ورؤى. أما خطابات الرهان على الاحلام والمنامات و الامانى والرغبات تعد ضربا من ضروب الوهم وتكريس العشوائية فى التفكير والتدبير و الحركة السياسية . كنا نتوقع ان يحمل الخطاب خطوات سياسية حقيقية تفكك حالة الاحتقان السياسية والاجتماعية التى تعانى منها البلاد . ان المقياس الاخير لصلاح حالنا يتمثل فى السؤال : هل اصبح الانسان السودانى انسانا أفضل فى ظل أيديولوجية الانقاذ وما اشاعت من مناخ وما فرضت من نظام ؟ أجاب الواقع نبانة عنا وتحدثت الحوادث بابلغ مما نستطيع عبر هذا الحصاد المريروالشقاء المنتشر والتمزق والضياع. وهنا تأتى اهمية لقاء الاحزاب جميعها حفاظا على الوحدة والسلام والوطنية وحماية النسيج الاجتماعى والبناء السياسى مثل ما يفعل رعيلنا الاول من السياسيين ، ومثل هذا اللقاء عندى قيمة سياسية خالدة يجب ان يكتشفها كل جيل ويدفع ثمنها كل جيل لتكون له الحرية – الكرامة من اجل الارتقاء . ولهذا تجدنى اشير الى ضرورة تغيير الخطاب السيلسى اذ بات يفسر لنا هذا التقلب السريع الذى لا يمكن ادراجه حتى فى ما يسمى ( بالتكتيك ) . الراهن المعاصر الذى نعيشه يؤمى باخطار غير مسبوقة ، وليس معنى هذا ان التدارك بات مستحيلا بل ممكنا اذا صدقت النوايا تجاه الوطن .. ومهما يكن فعيون الشعب السودانى ليست كليلة ولم يبلغها العمى بعد وتستطيع التحديق الى الضوء الساطع البعيد املا فى الحياة والعيش الكريم
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان .......... امدرمان
prof.salah@yahoo.com