“كل الطرق تؤدي إلى انهيار دولة الأخوان المسلمين في السودان “(4)

 


 

 

السودان: ارض خراجية وعلى مسلميها ان يؤدوا الجزية وهم صاغرون


abdelsalamhamad@yahoo.co.uk

-1-
عجيب أمر ما يجري في باطن دولة الاخوان المسلمين في السودان اذ  يؤكد مرشدها في عصره وعصرها الاكثر رعبا (1989 -1999 ) الدكتور حسن الترابي الذي صاغ مشروعها  المكتوب والعملي ونافح عنهما  في كل اللقاءات والمنتديات المحلية والاقليمية والدولية يؤكد (رفض اجماع علماء المسلمين للنظام الضرائبي الا الزكاة  المنصوص عليها قرانا :  كتاب حوارات ص 25)  في ندوة مائدة مستديرة  دعي خصيصا لها عقدت في العاشر من ايار 1992  برعاية  مركز دراسات الاسلام والعالم  ولجنة الدراسات الشرق اوسطية  بجامعة جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة  وشارك كمناقشين له اكثر من عشرين متخصصا في قضايا الاسلام والفكر السياسي  والشرق الاوسط وافريقيا  ضمت اكادميين لهم كتابات معلومة وصيت ودبلوماسيين وسياسيين ولاهوتيين  لهم مقام في ذلك الجزء من العالم  ونشرت وقائعها في كتاب بالعربية  والانجليزية :دكتور حسن الترابي واخرون-حوارات في الاسلام -الديمقراطية -الدولة -الغرب .دار الجديد 1995 .
حسنا اذا كان اجماع علماء المسلمين  قد رفض النظام الضرائبي الا الزكاة المنصوص عليها  قرانا  كما يؤكد الدكتور الترابي فكيف يتاتى لنا أن نتفهم تلك الضرائب  المباشرة التي تكاثرت  على كاهل اكثر فئات الشعب  السوداني  المسلم فقرا وبؤسا .
أني لنا أن نعثر على تفسير  مقبولا  لتلك الجبايات .
يبدو ان  قد تعامل الاخوان المسلمون الانقاذيون  مع  ارض وسكان  السودان بمنطق التقدم الى الخلف  والتلبيس  والاستبدال  وعودة الزمن  كارض  خراجية مفتوحة الت اليهم عنوة  ومع شعبه كذميين عليهم أن يؤدوا  الجزية  عن
يد وهم صاغرون وتمرأوا لأنفسهم في مرآة ذاتهم  كمجاهدين اعدوا لشعب السودان "عدوهم وعدو الله" ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل ( أمن وجيش ودفاع شعبي ومليشيات محلية واقليمية) لإرهابه والانتصار عليه ، فلما جاءهم ما تمظهر لهم  "فتحا"  ونصرا  مبينا  في انقلاب  الثلاثين من يونيو 1989 تحقق على يدهم حلمهم برفع دعائم المدينة الفاضلة التي ينشدون باقامة دولة اسلامية قوام اقتصادها السياسي : التكاليف  والرسوم والمكوس والجبايات والضرائب وتتعدد مسميات هذه الجبايات "كرسوم المواصفات" مال التركيز" رسوم  المواصفات والمقاييس" مال التنمية" رسوم عبور" دعم الشريعة" الخ والتي تتجاوز  المئات من مسكوكات الالفاظ  والمرمى واحد  تجريد المنتجين من عوائد شقائهم بباطل الضرائب كأن تفرض على جامع الصمغ العربي "بغزالة جاوزت"  مثلا أن يسدد  200 جنيه عن كل جوال  يحصده لاتحاد مزارعي القضارف  اغنى اتحاد للسراة الاثرياء  في السودان  .
ولنقدم نموذجا  موثقا لرسوم ومكوس وجبايات الانقاذ  من جامعي الصمغ العربي( الدندارة) وهم افقر فئات صغار المزارعين في كردفان ودارفور وجنوب النيل الابيض والازرق .
-2-
الرسوم والضرائب والجبايات والمكوس على الصمغ العربي
يتعرض منتج الصمغ العربي الى خمسة وثلاثين نوعا من الضرائب (انظر كتاب : عبدالماجد عبدالقادر:  الصمغ العربي في السودان -صراع بلاحدود  -ص148 -149)  منها ما يلي:

1-دعم الهيئة القومية للغابات                        5 , . % من سعر التركيز
2-مال التركيز                                       2 ,. % من سعر التركيز
3-رسوم  المواصفات والمقاييس                  1 .% من سعر الصادر
4-رسوم وقاية النباتات                             3  .,% من سعر الصادر
5 -رسوم الدمغة الزراعية                        1,.% من سعر الصادر
6-مال التنمية                                           20   % من سعر التركيز
7 - تكلفة الجمارك                                     11 % من سعر الصادر
8 -رسوم موانئ بحرية                               5,.% من سعر الصادر
9 - رسوم صحية                                      1 ,% من سعر الصادر
10- مراقبة اوزان                                     1,% من سعر الصادر
11-شحن ودمغات                                     1,.% من سعر الصادر
12-شهادة منشأ                                        1,.% من سعر الصادر
13-العشور والقبانة                                    1,.% من سعر الصادر
14 -دعم الولايات المنتجة                            25 % من سعر التركيز
15- ضريبة الانتاج الزراعي                        2% من سعرالتركيز
16 -دعم اتحاد منتجي الصمغ العربي              9 ,.% من سعر التركيز
17 -رسوم تخزين                                     350 -500 جنية للجوال
18 -دعم اتحاد عام  مزارعي الجزيرة          9 ,.% من سعر التركيز
19 -دعم كنانة والرهد                            2 ,3 من سعر التركيز
20-دعم الشريعة                                    0 6-50 جنية للجوال
21 -رسوم عبور                                     100 -700 جنية للجوال
22 -خدمات محلية                                   3 % -7 % من سعر التركيز
23-دعم المجالس المحلية                              3 -4 % من مال التركيز
24 -دعم طريق السلام النيل الابيض               150 -300 جنية للجوال
25 -دعم اتحاد المزارعين بالقضارف             200 جنية للجوال
25 -دعم الكهرباء غرب كردفان                     20 جنية للجوال
26 -نفير الجهاد بالنيل الابيض                    100 جنية للجوال
27 -التعليم والصحة واعالي النيل                   100 جنية للجوال
28 -صندوق السلام النيل الازرق                   100 جنية للجوال
29 -دعم الشرطة بالنيل الازرق                     100 جنية للجوال
30 -طريق القلابات                                    100 جنية للجوال

يعلق الدكتور عبدالماحد عبدالقادر مؤلف كتاب الصمغ العربي في السودان -صراع بلا حدود   والذي شغل مناصب هامة في دولة الاتقاذ ومنها الامين العام لمجلس الصمغ العربي برئاسة الجمهورية على هذه  " الجبايات" -قائلا :ان هذه التكاليف تكفي لان تقصم ظهر اي مؤسسة ناهيك عن منتج ومصدر الصمغ العربي في النهود والرنك  وأضان حمار ورجل الفولة  وابوزيد  وابوجبيهة. واذا تمت مقارنة هذه الجبابات  بما تفعله نيجريا مثلا  التي لا تفرض اي رسوم على الصمغ  وتشاد تفرض عليه فقط 1 %(واحد) في المائة من سعر الصادر بينما تبلغ الرسوم القانونية في السودان اكثر من 40 % من قيمة الصادر.
ويحدث كل ذلك على الرغم من ادعاء وزارة المالية الاتحادية والولائية بانه لا ضرائب على الصادرات الزراعية.. ويحدث كل ذلك والدستور في اهم مواده وفي المادة (10 )يشير الى الهدف الشامل وهو القضاء على الفقر.فكيف يتم القضاء على الفقر في ظل الجبايات والرسوم  على القطاعات الفقيرة. ص149"
-3-
وما ينطبق على "الدندارة" من جامعي  الصمغ العربي  من شجره الشوكي  يسري على مزارعي الفول والسمسم  وحب البطيخ والكركدي والذرة وكل المحاصيل -اذ تنتزع منهم الدولة الخراجية الانقاذية  جباية ما يربو على 40 % من انتاجهم  فاذا اضفت الى ذلك الزكاة التي تصل الى ما يعادل 27 % بدلا من 10 % من الري الطبيعي و5 % من الري الصناعي  فان الذي يتبقي مع المنتج  الصغير لا يصل الى 30 % من انتاجه الذي لا يغطى له ما انفقه  طوال عامه عليه ولا يتبقى امامه سوى  خيارات  جد محدودة  منها اللجوء  الى المدينة التي ستنتزع منه  اخر ما تبقى له  من كرامة انسانية أو أن يفضل ان يكون سا لبا قاتلا  من " الاكالة "  مقتولا بدلا ان يموت مع الكلاب جوعا  ومنها ان يلتحق مقاتلا للانقاذ  التي جردته من محصول عرق الجبين ورمته عظما يقق  وهكذا فان دولة الانقاذ الخراجية تبذل  جهدا عصاميا  لاقناع صغار المنتجين بمواجهتها بضراوة  الفقير المعدم في ميادين القتال  بعد تسليحهم بمقتها  والتصميم على تدميرها  بعد ان فقدوا كل شئ .بكلمة واحدة  أن دولة الانقاذ  التي تقائل الحركات المسلحة  بكل ما أوتيت من مال وسلاح وبشر وقد اعلنت مرارا وتكرارا انها قد حسمت وحزمت امرها أن تزيل هذه الحركات من وجة خارطة السودان في القريب العاجل تبذل جهدا مضنيا بتجنيد قوى بشرية ذات باس  شديد وثقافة حربية  لها اصول صاربة للالتحاق بحماس بالحركات المسلحة حينما تقوم بتجريدها  من رزقها وكسبها بتلك المكوس والجبايات والنهب المشرعن.
**
د-عبدالسلام نورالدين
abdelsalamhamad@yahoo.co.uk

 

آراء