الحوار الاخير القادم وكيفية تفادى الفشل
بسم الله الرحمن الرحيم
تعودنا ان نسمع بتعليق جلسات الحوار بين الحكومة وقطاع الشمال بشأن السلام ووقف الحرب ، وبتبادل الطرفان المسئولية فى وصول مفاوضاتهما الى طريق مسدود . وكشفنا فى كل لقاء ان مفاوض الحكومة لا يملك اسلوبية الاقناع وآلية الحوار الهادف الذى يؤدى الى نتيجة لانه ايضا لا يملك قرار الحسم من اجل مصلحة الوطن .كم من الجلسات رفعت فى انتظار مشورة هى فى الاصل لا تخرج عن كونها فارغة المحتوى بعيدة عن مجريات الامور والواقع . ان انتكاسات الحوار المتعددة فى الدوحة وغيرها ادت الى هذه الازمات السياسية التى نعيشها الان . وتجدنى اخاطب الاخ البروفيسور غندور بضرورة التخلى عن استراتيجية الحوار الانقاذية لانها مبرمجة وتدور فى حلقة مفرغة وهمها الاول والاخير اغراء وارضاء الاخر بوظيفة ، وبطريقة مسرحية غير مسئولة كان يؤديها الممثل و لا تليق بهذا النوع من اللقاء . ان طبيعة الحوار تعكس ببساطة اسلوب المتحاور ومدى جدية تناوله و فهمه لقضية الحوار . فهل نستطيع كسودانيين حوار انفسنا وحوار بعضنا البعض ؟ اننا نريد ان يكون هذا اللقاء وسيلة لتحقيق هدف اعلى واغلى وهو وقف الحرب وتعزيز الانتماء الوطنى لضمان حقوق الجميع وفق دستور شامل .الشعب السودانى تعب وما عاد يحتمل اكثر من ذلك . الكل ينادى بالحوار المتمدن وليس الحوار القمعى الذى نعيشه او تعلمناه خلال ربع قرن من الزمان وكان دليلا على عقلية محاور العصور الوسطى . الاخ غندور الحوار المنظم بشكل صحيح وجدى نتيجته لابد ان تحمل ايجابيات او بذور ايجابية لمتابعة الحوار والوصول الى نقاط وفاقية مشتركة دون خسائر وبدون هزائم خصوصا انه مبنى على اساس عشق الوطن وحبه وكلمة الشرف السودانية . وقبل الذهاب الى اديس سيطل عليكم هذا السؤال ما اسباب فشل الحوار السابق ، ومن المسئول عن فشله ، وكيف ترى طبيعة المخرج من اجل سودان عزيز مستقر ؟ نامل فى تناول الحوار بفكر وطنى ثاقب مضيئا جوانب اخرى ومتحررا من قيود التفكير الحزبى الضيقة وخطوطه الحمر الوهمية . باعتقادى ان المتحاورين يبدؤن بمعرفة الواقع والمشكلات ( كشف الحقبقة )وما الاجراءت الضرورية الواجبة ، وما المطالب والرغبات ، وما الامكانيات والاجباريات والفرضيات . وفى هذه الحالة تظهر لنا المنافسة كما تظهر بوادر المنافع والاضرار . عندها يأتى عنصر التنفيذ لما هو نافع للوطن . لقد شربنا من الفرقة والشتات حتى الثمالة ثم رمينا فى البئر حجرا ليصبح الماء غورا بلا خجل ولا وجل حتى صار المناخ السياسى والاجتماعى متخلف اللحمة الوطنية وتحول البعض منا لادوات تخريب وفساد لمرافق وممتلكات واموال الدولة على مرآى ومسمع .نريد ان نصحح واقعا هشا مريرا وصلنا اليه ونؤكد ان الوطن لا يصنع بالاحقاد والقطيعة والنظر الى الوراء اذ وجب الان الوفاء للوطن وبعزم يليق ويعيد وجهه المشرق . ان فشل هذا الحوار يعنى استمرار الحرب والدمار لوطن تعب فلتسقط البندقية و لنعمل جميعا لبناء وتاسيس دولة عصرية . والله الموفق .
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان ......... أمدرمان
prof.salah@yahoo.com