الانقلاب في مصر هل يستطيع أن يصمد أمام الرفض الشبابي؟
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
10 February, 2014
10 February, 2014
عندما تتصفح المشهد المصري وسير الاحداث في مصر تصل لنتيجة مفادها انه لا يمكن ان تسير الامور على مايرام لأن الانقلاب اعتمد على العنف في تثبيت اقدامه وعلى الدعم العربي الذي لا يمكن ان يستمر مع وجود مقاومة شبابية لم تستسلم حتى الآن وهي تواجه القتل والاعتقال والتعذيب كما انه اعتمد على الموقف الغربي فالمواقف الغربية مع قضايا الشعوب والعالم الآخر قائمة على مصالحهم المقدمة على اي التزام او اخلاق او مثل وانهم سادة العالم ويجب ان يظلوا كذلك فيرفضون كل شيء من شأنه ان يغير هذه المعادلة فهم يتحدثون عن الديمقراطية ولم يستطيعوا حتى هذه اللحظة ان يصفوا الوضع في مصر بأنه انقلاب ويتحدثون عن حرية التعبير وحقوق الانسان والوضع في مصر يقتل ويسحل ويعتقل وتغلق القنوات والصحف بمجرد ان لها رأي رافض للانقلاب يتحدثون عن الابادة الجماعية وحتى هذه اللحظة لم يستطيعوا ان يجمعوا على ادانة الاسد الذي اهلك الحرث والنسل واشاع الفوضى والفساد والقتل والجوع والخوف في سوريا وان الذي يقوم به هؤلاء الغربيون ما هو الا توزيع ادوار هذا يضرب وذاك يربت على ظهر المضروب وهذا يقتل وذاك يمشي في الجنازة هكذا يفعلون مع كل القضايا في العالم فمثلا يخرج سناتور اميركي ويقول ما يحدث في مصر انقلاب ويعقبه وزير الخارجية ويقول ان الاخوان سرقوا الثورة ثم يخرج بعدها وزير خارجية بريطانيا ويدين ما يحدث في مصر من اعتقالات للصحفيين ومحاكمات وقتل وتعذيب ثم يعقبه توني بلير ليقول ما قاله وزير خارجية اميركا ان الاخوان سرقوا الثورة المصرية وان السيسي هو الذي ارجع مصر الى المسار الديمقراطي الصحيح هكذا دوما يضحكون علينا ونحن نصدق هؤلاء هم وهذه هي تصرفاتهم فمتى يستيغظ حكام وسياسيو ونخب العالم من نومهم ومتى يفيقون من غيبوبتهم ومتى يتحررون من عقدتهم وتبعيتهم للغرب وبناءا على ما اسلفنا فأن هذا الانقلاب سوف لايكون له مستقبل في مصر مهما قتل وسحل واعتقل وهدد وتوعد والذي يريد ان يقف على حقيقة ما اقول فلينظر الى المتظاهرين في شوارع مصر هل رأيت رجل واحد او امرأة غطى رأسه الشيب او حتى تخللته شعيرات بيضاء هنا وهناك فهؤلاء الشباب هم الذين يعتمد عليهم المستقبل لان فيهم الطبيب والمهندس والمفكر والعالم والتاجر فالشباب هم الذين يفجرون الثورات وهم الذين يوفرون الضمان لاي فكرة ان تستمر وتثمر،ان الذي يحدث في مصر من مظاهرات وقد دخلت شهرها الثامن ومهما طال الزمن سوف تؤتي اكلها لانها معتمدة على الشباب ولو تركوا المظاهرات وذهبوا الى اعمالهم سوف يصلوا الى اهدافهم ما دامت الفكرة في رؤوسهم والعزيمة في قلوبهم والرفض شعارهم والمستقبل لهم والشباب هم ارهصات النصر ونبوءاته وجنده وسلاحه لان معركتهم مع عواجيز قد وهن العظم منهم واشتعل الرأس شيبا وهناك الكثير الذي يوحد الشباب ويجمعهم على اقل تقدير تفكيرهم واعمارهم فأي شاب مهما اختلفت معه فهو اقرب اليك من هؤلاء وكل من كان في فهمهم وتعاملهم وعمرهم في كل العالم ولا نستثني من ذلك احد فكلهم الى زوال والبقاء للاصلح وحينها سيتقدم الشباب وسوف تكون لهم رؤيتهم وفهمهم الشاب للتعامل في كل شيء وسوف يكون للعالم صورة جديدة وشكل جديد وسياسة جديدة وشباب متحد جديد وسوف يسود الامن دون مجلس الامن ويبسط العدل دون محكمة العدل عالم يجد فيه كل انسان انسانيته ويعرف حقوقه وواجباته من حيث انه انسان لا تفاضل ولا تمايز بسبب لون او عرق او ثروة عالم تحل فيه مشاكل الانسانية وتعطل الترسانات والاسلحة النووية فكل هذا الشقاء الذي تعيشه الانسانية من حروب وكروب ومجاعات وصدامات قبلية وطائفية سببه هؤلاء النخب في كل مكان استعرضوا ذلك وستجدوا انهم امتداد لجيل ورث العقلية الاستعمارية والروح الاستبدادية لا رأي الا رأيها ولا فهم الا فهمها وكل الناس عبيد وهم الاسياد كما قال احد قضاة مصر على شاشات التلفاز ونذكر شباب مصر ان لاينخدعوا ولا يدفعهم خلافهم مع شباب الاخوان ان يقفوا مع الظلم والوقوف مع الظلم ظلم ولا تأمن شر الظالم مهما كنت قريبا منه واخيرا نقول للشباب سيروا والنصر قادم وان غدا لناظره قريب.
ahmedtijany@hotmail.com
///////////