الترابي والصادق يبيعان الأوهام في الدوحة (1-3)
خضر عطا المنان
13 April, 2014
13 April, 2014
awatif124z@gmail.com
هل هي مصادفة ياترى ان يزور الدوحة وفي توقيت واحد هذان الديناصوران ؟.
في اطار ( تبادل الأدوار) .. وهي اللعبة التي تجيدها عصابة المؤتمر الوطني الحاكمة بأمرها في السودان ومن يدور في فلكها زار الدوحة الثعلب الماكر وأس البلاء في السودان وصاحب الضحكة الخبيثة والابتسامة الصفراء حسن الترابي وصهره (أبو الكلام بائع الأوهام) الصادق المهدي لا ليبشران بثورة قادمة وحتمية في السودان وانما ليبيعان أوهاما حملاها من ساكن قصور المنشية المشير الهارب عمر البشير بأن وحوارا وطنيا حقيقيا قد انتظم البلاد من أقصاها الى أقصاها وأن توافقا سياسيا غير مسبوق قد شمل 85 حزبا مما يسمى زورا وبهتانا بـ ( أحزاب الوحدة الوطنية ) تعمل بانسجام كامل مع المؤتمر الوطني الذي لم يترك – في الداخل - زعيما سياسيا كان أو قبليا أو طائفيا أو صحفيا أو كاتبا أو شاعرا أو أديبا رجلا كان أم امرأة الا واشترى ذمته بثمن بخس !! ثمن قبل به ضعاف النفوس واصحاب المبادئ الهشة في زمان غاب فيه عن المشهد شعب معذب وجائع ومشرد بعد أن ارتضى بالذل والهوان والخضوع والخنوع مستسلما لواقع مخز وحزين !!.
( أبو الكلام بائع الأوهام) وصل الدوحة يوم الاثنين 7/4/2014 وقال انها زيارة للبحث في مقترحه الذي تضمنته رسالة قيل انه بعث بها الى قادة مؤتمر القمة العربية الذي عقد بالكويت يوم 26/3/2014 بشأن تشكيل ما أسماها ( لجنة حكماء عرب) لحل الخلافات التي تعصف بالأمة العربية !! لا أدري منذ متى كان للعرب حكماء أو عاشوا في و فاق واتفاق ؟.. (الأمة العربية حتة واحدة !!) .. ألم أقل لكم أن الرجل لا يزال - وسيظل حتى آخر أيامه ـ سجين أوهام من صنع خياله وحده !! وكأني به وقد أصبح فجأة ( مانديلا السودان !!) وقد قضى – بأفقه الواسع وخياله الواعي وذهنه المتقد وشعبيته الجارفة وعقله المتفتح – كافة مشكلات السودان التي تتناسل كل يوم لتلد لنا مخلوقا خلافيا غريبا وعجيبا من صلب مصدر رزق ومعاش أبو الكلام المؤتمر الوطني !.
هذا الصادق يعيش في عالم غير الذي يعيش فيه شعبنا في السودان !!. عالم الأوهام الجامحة !!.
رسالته التي صدع بها رؤوسنا لم يشر اليها أي زعيم عربي حتى الآن وعلى أي مستوى كان !! لذا يبدو أنه قد تركها جانبا – خلال هذه الزيارة الميمونة - وانخرط في حقيقة ما جاء من اجله فعلا وهو تسويق الوهم الكبير الذي أسماه حوارا وطنيا جادا سيقود الى ديمقراطية لم يشهدها السودان من قبل يكون المؤتمر الوطني نفسه رأس الرمح فيها بعد أن ارتضى الحوار سبيلا لحل كا فة مشكلات السودان !! أي بعد 25 عاما من اختطاف البلد وتشويه ارادة شعبه وسمعته في المحافل الاقليمية والدولية !! وبعد 25 عاما من القتل والتشريد والتهجير القسري والاغتصاب والعذاب والتدمير والخراب يجئ المؤتمر الوطني - هذا الحزب الاسلاموي الانقلابي المعزول - ليعلن لناعن قبوله حلا يشارك فيه كل أهل السودان .. وأبو الكلام – بهمته المعهودة وبسالة جده المقبور - يسوق له بعد 19 اتفاقية بينهما وبمسميات مختلفة وبعد أن جاب هذا الرجل الكرة الأرضية شرقا وغربا وعقد هذا أكثر من 60 مؤتمرا صحفيا في داره بأم درمان وعشرات الخطب الجوفاء واللقاءات الفارغة مع مسؤولين في الحزب الحاكم ودوليين زائرين أوهمهم بأنه بالفعل ( زعيم المعارضة في السودان !!) وصاحب أكبر قاعدة جماهيرية وأكبر حزب وأكبر عائلة ... الخ .. وهذه واحدة من جملة أوهام كاذبة ينسجها حول نفسه ويعيش في كنفها !!.
وفي الحلقة القادمة – بمشيئته تعالى – نتناول لقاءاته التي عقدها بالدوحة وندوته في المعهد الدبلوماسي بمقر زارة الخارجية القطرية تحت عنوان (موقف الأمة العربية بعد أحداث الربيع العربي) ثم نعرج على صهره الثعلب الماكر !!.