بين (النفرة) و(الوثبة) مسافة بعيدة يا إنسان..!
الأولاد في (أوكرانيا) في الشهر الماضي وفي درجة حرارة تساوي 40% تحت الصفر كانوا في الشارع يرفضون أن يكونوا تحت وصايا (روسيا) التي يرأسها (ثعلب) مخابرات الاتحاد السوفيتي السابق (بوتين) ويخرج الأولاد في أن يكون 75% من دولة أوكرانيا داخل منظومة الاتحاد الأوربي والباقي ما زال يبحث عن مخرج من روسيا ولكنه لم يستطع لأنه داخل أكبر (القواعد البحرية العسكرية) الروسية وفي توقيت آخر في بلد مجاور (مصر) خرجت مجموعة من (شماسة) مصر من جانب مطاعم كنتاكي (ومؤمن) وبيتزا هوت وغيرها من المطاعم السياحية التي تطل على ميدان (التحرير) في القاهرة وقالوا (الشعب يريد تغيير النظام) ونجحت الفكرة وحدث بعدها ما حدث في مصر حتى خرجت مجموعة من الأولاد لا حزب لها ولا دار لها ولا صحيفة ولا قناة لها ولا بدل ولا عربات ولا حتى ركشات وتمردت هذه المجموعة عن برامج الأحزاب التاريخية العريقة في مصر التي حكمت مصر والسودان واليمن وسوريا والأردن وحتى إسرائيل نفسها في وقت من الأوقات، قالت هذه المجموعة (لا) نحن نتمرد على كل هذه البرامج الحزبية العريقة نحن نريد وطن يجد فيه الطالب مقعداً للجلوس والتعليم المجاني ويجد فيه الشاب (غرفتين) للزواج ويجد فيه الخريج وظيفة تتوج له محصول دراسة امتد 20 عاماً ويجد فيه المرضى علاجاً مجانياً أو حتى مدعوم ويجد المعاشيون حقوقاً تهب لهم جوائز مقدرة على ما فعلوه في وظائفهم ويجد فيه المزارع دعماً من الدولة وليست استثماراً للدولة (ونجحت الفكرة) برنامج الأولاد (المتمردين) في مصر وانتقلت الفكرة من دستور كشري الى دستور (كنتاكي) كما كتبنا قبل هذا وبعد نجاحها ذهب الأولاد كل واحد في حال رزقه ورفضوا أن يكونوا حزباً سياسياً أو حتى (دار) أو حتى صحيفة أو قناة أو إذاعة.
إذن كل ما حدث في الدنيا من تغيير لم يكن تغييراً سياسياً ولكنه اقتصادي ونحن هنا فتحنا باب الحرية والديمقراطية وإطلاق الحريات وإطلاق (البالونات) في الهواء ولكنها كانت وما زالت بنفس الأوجه القديمة جداً جداً التي تحكي عن نظرية (الصادق) المهدي التي سميت (الصحوة) ولكنه من بعدها أصبحت نظرية أن السودان بخير وأن من يعيش فيه أحسن، وقال قبلها عندما سئل عن مذكرة (لاهاي) وغيرها إن النظام عليه أن يذهب للمحاكمة لأنه أصاب الناس الجوع وأصبح الشعار مقلوباً من نلبس مما نصنع ونأكل مما نزرع وكل هذا موثق له.
وأيضاً عاد د. (الترابي) صاحب النظرية التي تقول لو سيطرت على الاقتصاد سيطرت على الشعب وهذا ما حدث ومن بعدها أصبح معارضاً لهذه النظرية وتعرض لاعتقالات وانتقادات.. والخ.. ولكنه ما زال قادراً على إصدار (النظرية) وفي اليوم التالي يقول عنها (إنه لم يكن يقصد ذلك) وهكذا تأتي مجموعات ومجموعات وصلت إلى أكثر من 85 حزب ولم نجد فيها من (الأولاد) شيئاً وماذا نفعل نحن بنظرية (الصحوة) أو الوثبة أو حتى الوفاق بين كل هؤلاء الذين ذكروا أعلاه.
إذن المسافة بعيدة جداً ما بين ما يعنيه الرئيس بالوفاق وما كتبه الإعلام عن (وثبة) وبين هذه المجموعات السياسية وكانت معها قبلها (نفرة) زراعية ووجدنا أن الثوم والطماطم والبصل من الصين ووجدنا كل استثمارات العرب في السودان (برسيم) أو أبو سبعين أو أبراج سكنية..
إذن فكرة (الرئيس) بأن يكون هنالك حوار أو حكم أو نظام سياسي في السودان وفاقي وصفوي لا جدوى له ومن ينافس الآن باسم الشعب لا يعرف أن كل سفارات الخليج تفتح أبوابها لتوظيف سودانيين من نساء ورجال من عمر 16 حتى عمر 40 وتقوم بالامتحانات والمعاينات داخل السفارات نفسها وبعلم (وزارة العمل ووزارة الصحة ووزارة المالية وولاية الخرطوم أو حتى معتمدية الخرطوم)
وكل هؤلاء منهم من خرج ومنهم من ينتظر..
إذن المسافة بعيدة ما بين الوثبة والصحوة والوفاق يا سودان طالما كان البرنامج الذي يحكي هذه الأيام عن الحرية والديمقراطية عن معالجات للتعليم والصحة والعمل والسكن والمعاش بصورة تضمن لكل مواطن حقه كما كتبت في خبرته وشهادته وكما قدر التي له..
إذن نحن نبحث عن (أولاد) وليس شيوخ أحزاب.
drkimoo6@gmail.com
///////