عدم تسجيل الحزب الجمهوري مكايدة سياسية .. بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان

 


 

 


قضايا ليست كذلك

بقلم بروفيسور / محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى

صدر مجلس الأحزاب قراراً برفض تسجيل الحزب الجمهورى معتمداً على مادة تقول الا يتضمن نظامه الأساسى ما يثير النعرات الدينية أو الأثنية أو مشكلة فى النسيج الأجتماعى ويعتقد منفذو قانون الأحزاب أن هذا ينطبق على الجزب الجمهورى كما أوضح أمينه العام محمد آدم محمد اسماعيل فى اللقاء الذى حاوره فيه فتح الرحمن الشبارقة بصحيفة الرأى العام بتاريخ 8 مايو 2014م. ومنذ أن كنا فى جامعة الخرطوم لم يحدث أن أثار الأخوة الجمهوريون أى فتنة دينية وأنما لهم أجتهاداتهم فى تفسيرهم وفهمهم للقرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، بل كانوا يجادلون فى أركان نقاشهم بكل الهدوء وبالتى هى أحسن رغم تحرش الأسلاميون فى الأتجاه الأسلامى بهم وأثارة كل أنواع العنف ضدهم.
فالقضية ليست أن مواد قانون الأحزاب تمنع تسجيلهم ولكنهم يخافون من الأخوة الجمهوريين لأنهم هم الوحيدين القادرين على نقض غزلهم الأسلامى بالحجة والمنطق أعتماداً على فهمهم الأسلامى للأسلام كمنهج حياة وليس استغلالاً لمآرب ذلتية وشخصية كما دلت تجربة حكم الأنقاذ بقيادة الأخوان المسلمين وملحقاتهم طوال الخمسة وعشرين عاماً الماضية.
أن قانون الأحزاب سمح أن تسجل الأحزاب التاريخية دون عقد مؤتمرات وبأنظمتها الأساسية السابقة التى كانت تتبناها فى فترات الديمقراطيات السابقة. والحزب الجمهورى حزب معترف به وكان يمارس نشاطه السياسى والدعوى منذ الخمسينات ولم يحجر عليه أحد ألا أصحاب الهوس الدينى وحتى حكم الردة السابق نقضته المحكمة الدستورية وليس هنالك حجر فى الأسلام لأى شخص يدعو بالحسنى أن يقاتل أو يحجر عليه سواءاً أكان يدعو للألحاد والكفر بالله أو يدعو للأيمان بالله لأنه سبحانه قال من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ولست عليهم بمسيطر "
وقال الأمين العام لمسجل الأحزاب نحن لا نحاكم الأفكار ولم يكن رفضنا تسجيل الحزب الجمهورى لأفكاره ومع ذلك يقول أنه سيحظر نشاطه لأنه حزب غير مسجل كيف يستقيم هذا عقلاً؟ كيف تريد شخصاً يريد أن يدعو لأفكاره وتحظره أن يقوم بذلك وتقول أننى ما منعته عشان أفكاره؟ طيب ورينا وأشرح لينا كيف يمكن أن يدعو لأفكاره؟ وكل أهل السودان يشهدون أن الأخوة الجمهوريين ليسوا اصحاب دعوة هدامة أو مثيرة للفتن اللهم الأ فى عقول أهل السلام السياسى وأهل الأنقاذ وقد ألبوا السلطة من قبل ولم يرتاحوا الا بعد أعدام الستاذ شهيد الفكر محمود محمد طه؟ وأصحاب الهوس الدينى فى التاريخ كثر وقد أعدموا من قبل الحلاج ومحى الدين بن عربى وغيره كثر.
فقضية عدم تسجيل الحزب الجمهورى كحزب عند مسجل الأحزاب هو خوف الحاكمين ورئيس المجلي وأمينه العام منهم يخافون من حجة ومنطق الجمهوريين السلامى ويسحبوا البساط من تحت أرجلهم فى المرجعية الأسلامية برغم أن تجربة الخمسة وعشرين عاماً الماضية قد أهارت ذلك المشروع الهمى الذى البسوه لباس الأسلام أنهار من أركانه ومن اساسه ويعلمون أن بديل الأخوة الجمهوريين سيكون هو الأقرب للنفس الأسلامية السوية. والقضية فى النهاية هى قضية مكايدة سياسية وهى ليست قانونية كما يدعى مجلس الأحزاب.

z_osman@yahoo.com
//////////////

 

آراء