استجابات المهدي في الخرطوم .. تحديات إبراهيم الشيخ فى كردفان (1)
-1-
الصادق المهدي:الساكت عن الحق شيطان أخرس
بسم الله الرحمن الرحيم
المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي
15 مايو 2014
رئيس حزب الأمة القومي
تصريح صحفي للحبيب الإمام بعد خروجه من نيابة أمن الدولة اليوم
في تصريح صحفي بمنزله بالملازمين، أم درمان، أمام حضور صحفي وحشد كبير ظهر اليوم الخميس 15 مايو 2014م قال الحبيب الإمام الصادق المهدي أن 200:
كثيرون ذكروا إفادات تتعلق بهذه التجاوزات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، هناك بلاغاً في دارفور و 20 في كردفان ضد هذه القوات. وهناك كلام قاله محمد بن شمباس في مؤتمر أم جرس الثاني
وقال إن هذه القوات ارتكبت تجاوزات كبيرة وكثيرة فيها تفصيل أكثر مما قلته، وقال هذا عيب ولا يليق بحفظ السلام في السودان. بن شمباس قال هذا الكلام وهو رئيس بعثة اليوناميد في مؤتمر فيه رئيس الجمهورية، وفيه كل المسئولين السودانيين، بالإضافة للمسئولين التشاديين. فهذه التجاوزات صارت معروفة. والسيد أحمد هارون في اجتماع شعبي كبير جداً حضره هو وآخرون في الأبيض تحدث أمير البديرية وقال كيف أن هذه التجاوزات بلغت حداً كبيراً حتى أن أحمد هارون بكى مما سمع من تجاوزات ومظالم، ثم هو نفسه في الويب سايت خاصته قال ما قاله في خطبة تتعلق بهذه التجاوزات السيئة المسيئة.
فنحن إذ تحدثنا في هذا الموضوع تأخرنا عن واجبنا. كان يجب أن يقال هذا الكلام قبل ذلك، ولا شك ان المساءلة في هذا الموضوع كانت تجنياً من جهاز الأمن. جهاز الأمن بموجب المادة 141 في الدستور ممنوع أن يكون له دور أكثر من جمع المعلومات وتحليلها وتقديم النصح، وليس مسموح له أن تكون لديه أشياء وعمليات أو إجراءات من هذا النوع. ولكن واضح من كل ما قال المعلقون المختلفون أن هذه القوى تابعة لجهاز الأمن ونحن حينما نتكلم نريد أن نبريء القوات المسلحة وليس أن ندينها كما يقولون ، بل نبرئها من تجاوزات هذه القوى غير النظامية المنفلتة، ونعتقد أن هذه المسألة واجب وطني من سكت عنها شيطانٌ أخرس
-2-
إِخْبَارُ المستضعفين بِأَخْبَارِ البغاة المستبدين
اذا كان موقع ترتيب دولة الانقاذ قد جاء زمانيا في مؤخرة قائمة الغزاة والطغاة والمستبدين والسفاحين من امثال نيرون وكاليجولا والحجاج بن يوسف الثقفي والوليد بن يزيد وابي العباس السفاح
والحاكم بامر الله وقراقوش والمماليك ومحمد الدفتردار وايفان الرهيب وأحمد بن يحي حميدالدين وصدام حسين ونظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا ومنقستو هيلامريام في اثيوبيا ومعمر القذافي في ليبيا واخرين لا يقلون عن الانف ذكرهم تعطشا لاراقة الدماء واستباحة النساء والمشي على رؤوس المستضعفين فقد تأتى للأنقاذ أن تأتي بما لم تستطعه الاوائل من اقتراف الكبائر من الموبقات والجرائم التي لم تخطر على ذهن بشر في بلاد السودان ولا يزال مشهد سعيها في المزيد من "مجاهداتها" في هذا المضمار جاريا وشاخصا.
-3-
أين يضع السيد الصادق نفسه
اين يقف السيد الصادق المهدي من تحديات السودان السياسية الكبرى التي تدهس الفرد في حياته اليومية كالفقر المدقع -توفير الماء - الصرف الصحي -الكهرباء -الاسكان -المواصلات -استقرار الابالة والبقارة -الصحة والتعليم استعادة الغطاء النباتي والشجري للتربة- السلام والعدالة القضائية والاجتماعية؟ كيف يمكن لحروب السودان أن تضع اوزارها ؟ واين يضع نفسه من المعارضة المدنية والمسلحة وعلى وجة الدقة من أحزاب الوفاق الوطني وقوات الفجر الجديد ؟وما هي المسافة التي تفصله من دولة الاخوان المسلمين التي اطاحت به قبل ربع قرن من الزمان ومع ذلك قدمت له ارفع اوسمتها لتنبئ بمكربرعت فيه أنه قد خدمها باخلاص وقد اعترفت له وليس لاحد غيره بعدوانها على بعض املاكه فقدمت له التعويضات المالية ؟ هل يعزز السيد كيان الانقاذ بالفعل والقول معا لتعيش وتبقى ؟-هل يعارضها جهرا وسرا لتذهب اليوم وليس غدا ام يقف منها في منزلة بين المنزلتين -يساندها هونا ما بالفعل وينازلها طورا ما بالقول أو بالعكس ؟ وهل تمتد بينهما شعرة معاوية بن ابي سفيان يشدها اذا تراخت ويرخيها اذا تأزمت وفقا لمطالب العلاقة والوقت ؟.
الا يبدو طرح مثل هذه الاسئلة التي تدور على نطاق واسع في رؤوس والسنة واقلام المواطنين السودانيين ولا يتخلف حتى القياديين من اعضاء حزبه وطائفته عن تردادها بحسبه رئيس لأكبر تجمع ديني وسياسي له تاريخ في الاستقطاب غير مجهول المكان في الحياة السودانية الحديثة وقد تولى رئاسة الوزراء اكثر من مرة وكانت الاولى قبل نصف قرن, الا تبدو هذه الاسئلة مثيره للخلط والاضطراب ؟
كتب د.عبد الوهاب الافندي في سودانايل 29-05-14 "هناك الكثير ما يثير الحيرة قبل الاستهجان في تقلبات السياسة السودانية. كيف مثلاً يفسر لماذا يقدم النظام السوداني على اعتقال زعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي رغم أن الرجل متهم من قبل المعارضة (وبعض قيادات حزبه) بالتواطؤ مع النظام، حيث يعمل ابنه مساعداً لرئيس الجمهورية؟ المهدي متهم بالهرولة باتجاه النظام، بل والدخول معه فيما يشبه التحالف، دون أن أي تنازلات ملموسة منه. بل إن كثيراً من المعارضين يرى في اعتقال الرجل مسرحية مفتعلة، ودليلاً آخر على التواطؤ"
يبدو ان السيد الصادق نفسه لا يسقط من تقديراته أنه كسليل لاسرة نافذة ورئيس حزب كبير وامام طائفة دينية لها تاريخ ومثقف تلقى درس السياسة والفلسفة في جامعة أكسفورد وعضو في نادي مدريد شخص مختلف عليه مستفز للتامل والجدل لا يلتقي مع حسن الترابي وعبدالخالق محجوب وجون قرنق ومحمود محمد طة الا في حلقة واحدة وهي أنهم من أدم وادم من تراب.
-4-
أنما الاعمال بالنيات
قد بدا للسيد الصادق المهدي قبل اعتقاله الاخير أن ليس مجد اقتلاع نظام الانقاذ بالقوة أو عبر جهاد مدني كما قد قلب الرأي سابقا وانما لابد من استصحاب هذا النظام مؤقتا كي يتسنى تجديده لاحقا وقد فارقه في هذا الراي العدد الغالب من قيادات واعضاء حزبه الذين يتمثلون في فكرهم اليومي في مجابهة دولة الانقاذ السائر من التجارب والحكم التقليدية الماثورة "بان السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه" ,و"من جرب المجرب حاقت به الندامة" ,"وانك لا تجني من الشوك العنب", و"لا يصلح العطار ما افسد الدهر الغشوم"وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار الى دليل"
وقبل ذلك لم ترض احزاب الوفاق الوطني التي كان حزب الامة يوما واسطة عقدها ثم تخلى عنها عن مواقف السيد وتصوراته التي تسعى الى حوار مع نظام كثير المراوغة خبير في الالتفاف وفنون المداورة يقاتل على كل الجبهات وكانه يموت غدا ويستهين بالتحديات والاخطار التي تحاصر السودانين والسودان من كل جانب وكأنه يعيش ابدا ولم تقبل أحزاب الوفاق الوطني ايضا من السيد الصادق المهدي ان يغدو كمن يسعى الى الهيجاء بغير سلاح فيدخل في معترك حوار مفتوح يموضع فيه دولة الانقاذ في منصة أن تكون فيها القطب في الحل الشامل الأمر الذي يمنحها حق ان تشارك ايضا في صناعة المستقبل وفق مشيئتها رغم اعترافه مرارا وتكرارا بدورها في دمار الحاضر دون أن يضع في اعتباره الاسس والمقومات اللازمة من الاوليات والضروريات لنجاح مثل ذيالك الحوار مع الانقاذ الالعبان.
**
نواصل
د-عبدالسلام نورالدين
abdelsalamhamad@yahoo.co.uk
////////////