kelsafi@hotmail.com
نكرر ما قلناه سابقاً لنذكركم فإن الذكرى تنفع المؤمن، إن كان هنالك مؤمنون حقا. عندما اختطفت أميرة وغُدِر بها واغتيلت غدراّ وغيلة لم يرض الناس تلك الجريمة الدخيلة على المجتمع السوداني آنذاك. تمّ القبض على الجناة وشاءت الأقدار والإرادة أن يموت المتهم الرئيس في زنزانته بالسجن العمومي. لا نعلم ولا يعلم غير الله إن كان المتهم قد قُتل أو أخذ حياته بيده. لكن ماذا فعل حسين خوجلي وزمرته في صحافة الجبهة الإسلامية الصفراء؟
لقد أقام حسين وتابعية من مرتزقة الصحافة الصفراء بخلق شربات من فسيخ مقتل أميرة. وهاجوا وماجوا وهم يأجوج ومأجوج العصر مستنفرين كل كلمات الذم والقدح في حق الحكومة الديمقراطية؛ متباكين على الأمن الذي انفرط عقده وقد سالت الدماء أنهارا على حد تعابيرهم الفجة الممجوجة.. سالت في شوارع خرطوم غردون الآمنة وصار الرجل لا يأمن أن يخرج من بيته ويعود إليه سالماً وهو مطئمن أن يجد عائلته بخير ولم يذبح أطفاله وزوجته... كتب حسين بن خوجلي وربائبه من صبية الجبهة اللاإسلامية واللا قومية متباكين على الأمن.
حادثة مقتل أميرة كانت هي الحادثة الأولى والأخيرة لمقتل شخص في شوارع الخرطوم. هي ما تسمى بتوب صالحة بت الحطابي. ولكن المأجورون من كلاب الصيد في الماء العكر عكروا بها مزاج الشعب والحكومة وسعوا إلى حتف الديمقراطية التي ساعدهم فيه القائمون على الأمر حينذاك ولو أخذوا برأينا لما خرجت ثورة المصاحف المزعومة التي هي صورة طبق الاصل من فكرة عمرو بن العاص لمعاوية بن ابي سفيان. فقد كانت كلمة حق اريد بها باطل في الحالتين. باطل معاوية ليزيح سيدنا علي وباطل حسين خوجلي ومدفوعي الأجر من خلفه ليقتلوا الديمقراطية التي لا يعرفون العيش تحت ظلها.
حكمت الديمقراطية المفترى عليها ثلاث أعوام .. وحكمت الإنقاذ ربع قرن من الزمان أي ما يعادل 8 أضعاف فترة الحكم الديمقراطي فأين أوصلتنا الإنقاذ؟ وبما أننا نتحدث عن الأمن فسنترك بقية المواضيع والقضايا إلى حين آخر. صار القتل في متناول الجميع.. فمن قتل قليل من مئات الآلاف في الجنوب سابقاً إلى مقتل قليل من مئات الألوف في دار فور.. وقليل من عشرات الآلاف قتلتهم البراميل المتفجرة في جبال النوبة!
كم هم المقتولون في شوارع المدن الكبيرة والكبيرة جداً مثل نيالا والفاشر وبورتسودان ومدني والعاصمة القومية؟ حتى لا نخلط الكيمان فقد نحصي الذين ماتوا سمبلة ولن نضيف لهم الشهداء الذين توفوا في المظاهرات ولكن نعد معهم الطلاب الذين قتلوا داخل جامعاتهم وهم في طريقهم من وإلى حجرات الدراسة وغرف المعامل؟ وماذا نقول عن القتلي الذين قتلوا بواسطة من يقول عنهم الإنجليز Licensed to kill ونعني بهم حميدتي وشركاه ... قاتلي محمد طه محمد أحمد – الأصليين- وليس المغرر بهم الذين شالوا الشيلة وهم لم يقتلوا ذبابة.. أين نحن من قاتلي المصلين في المساجد والتي لم تحدث في زمن الحجاج بن يوسف ولا زياد بن ابيه أظلم من حكم في العرب والمسلمين من زمن كسرى أنو شروان.. أين نحن من الذين فشلوا في قتل الاستاذ عثمان ميرغني حفظه الله .. بل أين نحن من مقتل السيد مدير شركة الاقطا السابق... وهنالك 28 ضابطاً من القوات المسلحة قتلوا في رمضان من ذات عام أغبر غاب فيه تمساح السودان العشاري وقدل ورل الجبهة الخوجلي... وهل سمعت يا إبن الخوجلي بالتاية ورفيقاتها وعن علي فضل وعن شهداء كجبار ولا أظنك تنسى قتلى بورتسودان؟
إن كان في فيك ماء فقل لنا .. فلن نلومك ولكن نطلب منك أن تفتح لنا قناتك أُم درمان لمدة أُسبوع واحد لنحكي عن مخازي حكومتك التي اوصلتك لمقام ما كنت تحلم به لو كانت أمور البلاد تسير سيراً طبيعياً.. فمثلك كان يجب أن يكون صحفياً يلهث وراء الأخبار ليجمع مالاً حلالاً يطعم منه أسرته الصغيرة والممتدة ببركة المال الحلال! فهل انت فاعل؟ نعلم أنك لن تتمكن من نطق حرف واحد في موضوع الأمن، وما تحاوله من حديث مثل ذر الرماد في العيون لا يعميها ولكن يجعلها لا ترى لفترة وجيزة. فأبقى راجل قدر كلمتك وتكلم عن إنهيار الأمن في عهد الإنقاذ من يومها الأول وحتى مقتل السيد هاشم سيد أحمد عبيد مدير شركة الاقطان السابق.
(العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
عيد سعيد. من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها
http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan