الاعصار الصيفي العالمي المرتقب

 


 

 




كنا نعتقد ان ما حدث من ثورات في العالم العربي وتغيير للحكومات تعقبه انظمة ديمقراطية تحترم الانسان وآدميته والذي كان محروما من ذلك طيلة القرن المنصرم الانسان الذي كان يرزح تحت حكومات جائرة حبست عنه الهواء واذاقته لباس الجوع والخوف والقهر كما كنا نظن كذلك ان الغرب يكون بعد تلك الثورات قد وعى الدرس وغير تعامله وفهمه عن الشعوب التي لم تكن هي الشعوب نفسها قبل ستين عاما او تزيد لكنها شبت على الطوق وكسرت القيد لتنطلق الى حياة جديدة كريمة يسود فيها العدل والكرامة واحقاق الحق وانها لن ترضى بغيرالحرية بديلا رافضة حكم التسلط والحزب الواحد والتوريث والتبعية الصفة الملازمة للحكام العرب لكن شيء من ذلك لم يحدث بل بدأ الغرب يحيك المؤامرات مع عملائه بالداخل لافشال تلك الثورات والتي من المؤكد ان نجاحها يتصادم مع مصالح الغرب الذي يريد انظمة تعمل رهن اشارته ووفق تعليماته وان الديمقراطية لا تفعل ذلك وانهم يعتقدون ان الديمقراطية لهم وحدهم وما سواهم ما خلقوا الا لتحقيق تلك المصالح القائمة على الشوفونية والاستغلال والانانية وحب الذات ومن تلك المؤامرات انهم سموا الثورات العربية بالربيع العربي وهذه التسمية فيها شيء من المكر المدسوس لأن الربيع معروف بأنه فصل معتدل ويصاحبه الاسترخاء والراحة وكأنهم بتلك التسمية يقللون من اثر الثورات واضعاف مفعولها وكأن تلك الثورات كالخارج في نزهة وبعدها يرجع الى حيث اتى او لأنهم يهيئون المناخ لما سيأتي من ردود افعال ومؤامرات تطبخ في الخفاء في مطابخ الغرب وقد توالى ما كان متوقعا من مؤامرات فأسقط مرسي في مصر بانقلاب عسكري يقوده السيسي وقد وضح جليا ولاءه للغرب واسرائيل وقد حاولوا ذلك في تونس من قبل ولا زالت المحاولة جارية في ليبيا واليمن ولأن الغباء جند من جنود الله فأن كل ما يقوم به الغرب من ظلم واشعال للفتن والحروب يأتي بنتائج عكسية ويكشف عورة الغرب ويفقده مصداقيته واحترامه لدى الشعوب ولما كان ذلك كذلك فأن الذي يحدث في غزة هو عين ما اقصد فقد كشف سوءة الغرب وانه نظام تسلطي عالمي يفرض نفسه على شعوب العالم  مستعينا بأدواته من حكام ونخب في تلك الدول ومدعوما بالامم المتحدة وقد ثبت انه لم تكن هناك امم ناهيك عن ان تكون متحدة امينها العام ما هو الا موظف لدى الخارجية الاميريكية لكن هناك غرب متحد ضد الشعوب المغلوب على امرها يعاونه على ذلك الحكومات المغيبة والنخب الغائبة ومن ايجابيات الاعتداء على غزة قد ثبت ان الحق لا يهزم والارادة لا تنكسر والعزيمة لا تقهر ومن ايجابياتها كذلك ان تمايزت الصفوف وعرف من هم اهل الحق ومن هم الفرق الضالة وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لاتزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من ناوأهم وهم كالاناء بين الاكلة قالوا اين هم يارسول الله قال:على اكناف بيت المقدس) ان لم يكونوا اهل غزة فمن هم ومن ايجابيات ذلك ان اسقاط نظام مرسي  واعتبار الاخوان وحماس منظمات ارهابية ماهو الا لاكمال فصول المسرحية وتمهيد للقضاء على غزة وملاحقة الاخوان في كل مكان حتى تسود اسرائيل وتبقى الانظمة العميلة ثابتة ليس هناك من يزلزلها ومن نعم الاعتداء على غزة بأن اوضح ان الحكومات والشعوب الاخرى اكثرتجاوبا وتعاطفا مع اهل غزة من العرب والمسلمين وان الاحرار في العالم من شعوب وحكومات لم تحول بينهم الجغرافيا ولا الدين ولا العرق بين الوقوف مع الحق وهذا اظهره موقف اميركا اللاتينية والذي يبشر بامكان توحد العالم وشعوبه ضد الظلم والقهر آجلا او عاجلا والذي نتوقع ان يقود الى ثورات واعاصير عالمية وليس ربيعا لكنه صيف شديد الحر من باب لكل فعل رد فعل مثله ولو بعد حين اعاصير لا تبقى ولا تذر ثورات يقودها الشباب الذي لا يعرف الحدود الجغرافية ولا الحواجز العرقية ولا الطوائف الدينية شباب يطلب التغيير لكل شيء والعدل في كل شيء ولا شيء غير العدل لأن انسان اليوم لم يكن ينقصه شيء من متطلبات الحياة فهو في احسن احواله الحياتية وفي كل المناحي وقد بلغ ذروة الحضارة والتقدم لكنه فقد الكثير بسبب الظلم الذي يقع عليه من اخيه الانسان وهو الهرج والمرج والتقتيل والنزوح والاستغلال السيئ لثروات الشعوب فانسان اليوم ليس بحاجة الى كل الذي يحدث مهما كانت دوافعه واسبابه ومبرراته لكنه في حاجة الى العدل والعدل فقط العدل الذي له مكيال واحد ليس اكثر العدل الذي يجعل كل انسان سيد على نفسه ويسود الآخرين بما يقدمه لهم من فضائل الاعمال ومن بينها العدل.
مصدر الحديث: الطبراني 20/317 -754

ahmedtijany@hotmail.com

 

آراء