نجح ناشطون معارضون للحكومة فى إلغاء منتدى عن الأديب الراحل الطيب صالح كان من المقرر ان تستضيفه مكتبة الكونجرس فى العاصمة الامريكية واشنجطون فى الرابع من شهر اغسطس ٢٠١٤م .المناسبة كانت مهمة وحشدت مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين فى أدب الكاتب الشهير.(مكتبةالكونغرس، هي المكتبة الأكبر، والأكثر تكلفة، وأماناً في العالم. هكذا نقشت هذه العبارة علي قبة مبنى توماس جيفرسون، وهي البناية الرئيسية لمكتبة الكونغرس، التي تعتبر من المعالم البارزة في عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، واشنجطون ، حيث تبلغ مساحتها 39 هكتاراً، وطول رفوفها 856 كيلو متراً، تضم المكتبة 130 مليون مادة مختلفة، منها 29 مليون كتاب، ومواد مطبوعة بـ 460 لغة، وأكثر من 58 مليون وثيقة. تُعَد المكتبة أكبر مرجع في العالم للمواد القانونية، والخرائط، والأفلام، وحتى المعزوفات الموسيقية.أسست المكتبة في عام 1800 م. لتخدم أعضاء الكونغرس الأمريكي. بدأت المكتبة آنذاك بخمسة آلاف دولار. يعود الفضل في إنشاء المكتبة للرئيس الثالث للولايات المتحدة، توماس جيفرسون، والذي كان متعدد المواهب، فكان كاتباً، دبلوماسياً، قانونياً، ومهندسا. وكان لهذه المواهب المتعددة السبب الرئيسي في أختياره نائباً للرئيس الثاني لأمريكا، جون أدمز.تعتبر المكتبة أكبر مكتبة في العالم والمرجع الأول في العالم للكثير من المراجع، تضم أكثر من مائة وثلاثين مليون مادة من كتب ووثائق وما شابه، منها 29 مليون كتاب على شكل كاتالوج ومواد مطبوعة بأربعمائة وستين لغة. في المكتبة أكثر من 58 مليون وثيقة وتعتبر أكبر مرجع للمواد الحقوقية والخرائط والأفلام والمعزوفات الموسيقية).انظر للمزيد موسوعة ويكيبيديا .
عرفت بأمر المنتدى خلال تصفحى لمنبر سودانيزاونلاين اذ دعا عدد من أعضاء المنبر الى ابتدار حملة لإلغاء او تأجيل المنتدى بحجة مشاركة السفارة السودانية وأسماء من موظفى الحكومة فيه وهى حجة ناهضة وأضافوا اليها مسالة نظرة اسلامىيى السودان الى الأدب والفن باعتبار ان احتفاءهم بالطيب صالح ياتى من باب الاستغلال السياسى فحسب.
وقمت بزيارة موقع مكتبة الكونجرس على الشبكة العنكبوتية للاطلاع على برنامج المنتدى الحافل وعلى الفور أدركت انه لن يقام اذ انه حسب تفاصيل فعالياته فانه : ينتظم بدعم سخى من محمد المرضى التجانى من شركة سكر كنانة، عبد الرحن ضرار من شركة السودان للاتصالات و حسن ساتى من شركة النيل الأبيض للسكر. ومن الملاحظ ان الثلاثة يمثلون جهات حكومية بدرجة ما وهو ما يتعارض مع قوانين المقاطعة الاقتصادية الامريكية للسودان.
ولم تكن مجموعة المعارضين فى حاجة لمجهود جبار لإقناع مسؤولى المكتبة بالغاء المناسبة لهذا السبب بالذات .وقمت بالاتصال بفوزى تادرس المشرف على التنظيم من مكتبة الكونجرس مستفسرا لكنه بدا متحفظا فى إجاباته .
ويشعر المرء بالحزن ان لا نفرق بين الوطن والحكومة ويزداد الغم ان تدار شؤون الوطن بعقلية الاتحادات الطلابية فلا يدرك من تورطوا بتنظيم المنتدى من الحكومة السودانية فى قلب العاصمة الامريكية انه كان يتوجب عليهم منذ البداية الانتباه الى معالجة السؤال المتعلق بقوانين وإجراءات المقاطعة الاقتصادية الامريكية قبل رعاية او المشاركة فى اى مناسبة تكون الحكومة او حتى القطاع الخاص بالولايات المتحدة طرفا فيها داخل او خارج الاراضي الامريكية . وهى مسالة بديهية لكنها مؤشر فاضح لانعدام الكفاءة فى التفكير والتخطيط او الاستهتار او كليهما .
ولا اعرف مقدار الدعم السخى الذى أهدر بسبب الإلغاء وهو بالتأكيد مبلغ ضخم من مال الشعب السودانى كان من الأجدر صرفه فى احد أوجه احتياجات البلاد والعباد لكنها عقلية الاتحاد الطلابى التى يدار بها السودان منذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩م.
حسين التهامى
كويكرتاون ، الولايات المتحدة الامريكية
//////////