Khogali17@ yahoo.com يتزامن عقد عزم تيارات اتحادية وليبرالية الاندماج في حزب واحد مع الذكري 59 للاستقلال، وهي فرصة لعرض وقائع تاريخية موجزه ذات علاقة بالتنافس بين التيارات وصراع الختمية مع الحزب الوطني الاتحادي و رؤيه تيار من الشيوعيين العمل داخل الحركة الاتحادية و غيرها.... و الاحزاب التي نشات في أربعينات القرن الماضي و شاركت في النضال ضد الاستعمار أربعة: حزب الاشقاء(الوطني الاتحادي) ، حزب الأمة ، الحركة السودانية للتحرر الوطني (الجبهة المعادية للاستعمار) و حزب الأحرار الجنوبي. والي جانب الأحزاب الاربعة (الرئيسية ) قام الحزب الجمهوري (محمود محمد طه) و حزب (الوطن) من الأحزاب الاستقلالية الصغيرة (اندمجت عضويته في حزب الامة 1946) كما وجد الحزب الجمهوري الاشتراكي الموالي للسياسة البريطانية (اندثر في 1953) وكان للحركة الاتحادية بخلاف حزب الاشقاء احزاب من تيارات أخري أبرزها: حزب الاتحاديين (حماد توفيق) و حزب الاتحاديين الأحرار (يوجد الأن تيار بالاسم ضمن مكونات المعارضة الرسمية) و حزب وادي النيل (الدرديري أحمد اسماعيل) و خرج تيار من الختمية من حزب الاشقاء 1951 وكتب د.محمد نوري الامين:- (قرر السيد علي الميرغني الحد من خطورة اسماعيل الأزهري علي الطائفة وعلي نفوذها في مناطق الوعي و الاستنارة النسبية في السودان فاوحي للسادة ميرغني حمزة و خلف الله خالد و أحمد جلي الانسلاخ من حزب الاشقاء برئاسة الازهري وأن يؤسسوا في مواجهته (حزب الاستقلال الجمهوري) و الذي تم حله في 1956 و بديله حزب الشعب الديمقراطي الحزب الوحيد للختمية (حتي 1965) و أشرف (أشقاء) في مصر علي تحقيق الوحدة الاندماجية بين سبعة تيارات اتحادية و تكون الحزب الوطني الاتحادي (وجد تاييد من الميرغني!!) الذي فاز في انتخابات 1953 محرزا لعدد 51 مقعدا من جملة المقاعد 97 وحصل منافسه حزب الأمة علي 22 مقعدا . فقام منفردا بتكوين اول حكومة وطنية في 9 يناير 1954 برئاسة الأزهري. وفي 15 ديسمبر 1955 قال الرئيس الازهري داخل البرلمان انه "لم يبق الا اعلان الاستقلال من داخل البرلمان يوم الاثنين 19 ديسمبر انشاء الله" (وهذا موضوع سنعرضه مستقلا لنتعرف علي حقيقة انقاذ الامام عبدالرحمن المهدي لحزب الانصار من وصمة معارضة استقلال السودان.لكن من الوقائع الهامة دعوة حزب الامة لتكوين حكومة قومية) وفي حوالي فبرائر 1956 تكون حزب الشعب الديمقراطي "تيار الختمية في الوطن الاتحادي" من اعضاء في البرلمان المنتخب.وفقد حزب الحركة الوطنية الاغلبية التي مكنته من تكوين حكومته منفردا. وفي يوليو 1956 نظم السيدان علي الميرغني و عبدالرحمن المهدي عملية (سحب الثقة) من حكومة الازهري. وفاز اقتراح سحب الثقة بفارق صوتين . و تكونت الحكومة الائتلافية للانصار و الختمية (حزب الامة والشعب الديمقراطي) برئاسة عبدالله خليل. وقال دكتور ب.ه.هولت عن ذلك: " كان الائتلاف بين الامة و حزب الشعب الديمقراطي اصطناعيا و انتهازيا في طبيعته. فقد تم بقصد ابعاد الازهري و النواب الذين ساروا خلفه في الحكم. ذلك لانه كان لكل من الحزبين راي مخالف او معارض للاخر في كل مساله من المسائل الكبري. فقد كان حزب الامة يتهم شريكه في الحكم،حزب الشعب الديمقراطي، بانه لا يصر علي البقاء في الحكم الا لخدمة المصالح المصرية فحسب.وبالمثل كان حزب الشعب الديمقراطي يتهم حزب الامة بان مقصده من الحكم خدمة الاغراض و المصالح البريطانية" وقال البروفيسور بخاري الجعلي (ان الاستعماريين و بعض المتربصين تامروا علي الحكومة الوطنية الاولي!!) ومن الحقائق الهامة انه سبق قيام انتخابات 1957 تعديل لقانون الانتخابات واعاده تقسيم الدوائر الانتخابية هدفه زيادة اعداد الدوائر التي من المتوقع فوز الحزبين المؤتلفين فيها (مناطق النفوذ المضمون) علي حساب الدوائر الانتخابية المتوقع فوز "الوطني الاتحادي " بها. وبالفعل جاءت نتائج الانتخابات كالاتي: الامة 62 مقعدا، الوطني الاتحادي 45، والشعب الديمقراطي 23 فنكون امام الحقيقة (الفظيعة) أن الانصار و الختمية بهذا المسلك هدفا الي (امتلاك) الحكومة وهو مسلك يناقض الديمقراطية و التداول الديمقراطي للسلطة. واهمية هذه النقطة انها تواصلت في التجربة السودانية منذ تلك العملية وحتي 2015 و الترتيبات التي يقوم بها المؤتمر الوطني (لامتلاك) الحكومة... واندمج الحزبان الوطني الاتحادي و الشعب الديمقراطي في 1965 و انعقد اخر مؤتمر للحزب المندمج (الاتحادي الديمقراطي) في 1968 ولم ينعقد اي مؤتمر اخر وعادت الحركة الاتحادية الي ماقبل العام 1952 تيارات واحزاب و فصائل عجزت عن احصائها و فشلت كل جهود توحيدها. ورغم ذلك نلاحظ اعمال ايجابية نحو الطريق لاستعاده (الحزب الوطني الاتحادي) من جديد منها: - الليالي السياسية المشتركة التي اشرف الشباب علي قيامها - العمل المشترك في تكريم الاستاذ سيد احمد الحسين - المحاولة الجارية لاندماج تيارات اتحادية و ليبرالية - استقرار اللجنة التاسيسية لشباب التيارات والاحزاب الاتحادية في معظمها (أي ان التيارات مندمجة علي مستوي القواعد و متعدده الروؤس بتعدد القيادات) وهذا هو أساس الوحدة والاندماج التي اكدت تجربة الاتحاديين ان مفتاحها هو "توحيد القواعد") والتيار الوحيد الذي يعمل داخل الحزب وباسمه هو (التيار الجماهيري) تحت قيادة الطيب ود المكي علي الرغم من ان قادة التيار يؤكدون علي انه ليس للحزب مؤسسات ولا هياكل تنظيمية وان ما يحيق بحزبهم امر مدبر و مخطط له من اصحاب المصالح الذين يقف من خلفهم المؤتمر الوطني وهذا يملي علي التيار اعاده النظر في منهجه. وتنافس التيارات في دول الديمقراطية الراسخة يستند علي اعلاء تلك الاحزاب لرايات الديمقراطيه الداخلية. لذلك تظل التيارات داخل الحزب المعين ويكون التنافس معلنا ويتم التعبير عنه داخل الحزب باستمرار. وتنفيذ الأقلية (التيار الأضعف عددا) قرارات الأغلبية (التيارات الغالبة) لا يتعارض مع مبدا دفاع الاقلية عن أفكارها و رؤاها داخل الحزب و محاولة اقناع الأخرين بها (لا الاحتفاظ بها للذكري)..وهذا المنهج الديمقراطي يطلقون عليه في الاحزاب المركزية مفرده "التكتل" وتصل عضويته الي الفصل من عضوية الحزب. ونواصل