مابعد انتخابات 2015(10): لقاء ما قبل الحوار.. وخداع النفس والناس!!. عرض: محمد علي خوجلي

 


 

 



Khogli17@yahoo.com
(1)
ألمانيا في الساحة السياسية السودانية منذ الحرب الأولى
ألمانيا أكبر دول الاتحاد الاوربي، والأكثر تأثيراً على قراراته (ممثل امريكا في الاتحاد) ومنذ 2014 ظلت شريكاً (مساعداً) للاتحاد الافريقي بشأن المسألة السودانية. في الخرطوم وبرلين واديس ابابا وغيرها. ومعلوم ان المناقشات التي انتجت نيفاشا بدأت في ألمانيا 1992 مع الحركة الشعبية والتي اقرت حق تقرير المصير. والمبادرة الالمانية مع قوى نداء السودان (رعاية السلام والتحول الديموقراطي في دولة افريقية) لن تكون بغير توجيه مباشر من امريكا (انظر: خطة ليمان 2013) والمانيا ليست جمعية خيرية هي من الأقطاب الرأسمالية ولها مصالح في افريقيا وفي السودان. ومبادرة برلين (لاستقرار السودان) من صور المنافسة بين الاقطاب والصراع الامريكي-الصيني على موارد السودان.
وألمانيا وضعت قدماً في الساحة السياسية السودانية منذ الحرب العالمية الأولى عندما وقف السلطان (علي دينار) الى جانب تركيا والمانيا. والجواسيس الذين ألقت الحكومات السودانية القبض عليهم في جنوب السودان معظمهم من الالمان، لصالح (الكنيسة) أو (اسرائيل).
وعلاقات ألمانيا بالسودان قديمة: مصانع السكر، والسكة الحديد، والإذاعة والتلفزيون وخزان الرصيرص ومصنع الذخيرة ومحطات كهربائية وجميع مراكز التدريب المهني.. ألمانية واشتهرت بنادقها الجيم ثري (G3) كسلاح للجنجويد، واحياناً سفلتت طرقا (نيالا-كاس-زالنجي).
وفي يناير 2015 زار وزير الزراعة بالقضارف برلين (الاسبوع الاخضر) بدعوة من وزير الزراعة الالماني ومن الاستثمارات المتوقعة: الشراكات الذكية مع المزارعين لزراعة وتصدير الحبوب الغذائية. وفي فبراير 2015 بدأت اجراءات دخول أكثر من سبعين شركة المانية حقل الاستثمار في مجالات التعدين والزراعة.. وأكد وزير المالية السوداني تقديم المانيا حوافز اقتصادية للسودان.. وانه قد تم الاتفاق مع المستشارة الالمانية للشؤون الاقتصادية على وضع آليات لضمان القروض للشركات الالمانية التي ترغب الاستثمار في السودان مع وعد باعفاء المانيا ديونها على السودان.. وغير ذلك
لذلك، اهتم بما ذكره الرئيس البشير (السبت 14 مارس 2015) عن فشل الالمان (باعلان برلين) على النحو التالي:
1- أبدت رغبتها في دعم السودان واستقراره بالوقوف معه لحل مشاكله ونصحتهم الحكومة بجمع المعارضة.
2- ترتيب اجتماع المعارضة في برلين أهدافه:
* اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة * المشاركة في الحوار * عدم تأجيل الانتخابات
(وتفسير قيادات من قوى "نداء السودان" لموافقة الحكومة على سفرهم وعدم اعتقالهم بعد عودتهم ان ذلك حدث بقوة "المجتمع الدولي"..!!)
(2)
حقيقة ورشة برلين
1- انعقدت الورشة (لجزء) من المعارضة الوطنية السودانية وتحديداً (قوى نداء السودان) او قوي اليسار بحسب الالمان  التي قاطعت الحوار الوطني الداخلي. وهدف الألمان من الورشة الخروج برؤية تدعم الحوار (اي الحوار الوطني الشامل في الخرطوم بالقرار456).
2- انعقاد الورشة تم وفقاً لقرار الاتحاد الافريقي 456 (مجلس الامن والسلم) وجمهورية السودان عضو فيه، بطلب من الآلية الأفريقية لحكومة ألمانيا الفيدرالية لمساعدتها في تنشيط الحوار.
3- أصدرت وزارة الخارجية الألمانية 26 فبراير بياناً:
- اعلان برلين يشكل خطوة هامة نحو المصالحة في السودان.
- شملت قرارات المعارضة ارسال وفد لأديس ابابا للمشاركة في اللقاء التحضيري للحوار الوطني (لقاء ما قبل الحوار) للتفاوض مع الحكومة السودانية حول التعاون اللاحق.
4- وزير الخارجية الامريكي للديموقراطية وحقوق الانسان في مؤتمره الصحفي بالسفارة فبراير 2015 وبالنسبة للحوار الوطني أكد على: ان تحضره كل القوى السياسية دون عزل.
5- الموفد الألماني (وزارة الخارجية) والذي زار السودان مع نهاية الورشة مباشرة أثبت الآتي:
(1) دعت الحكومة الألمانية (قوى) معارضة (وليس القوى الوطنية المعارضة) لورشة تفاكرية لدعم وساطة السلام في السودان.
(2) تمت الدعوة بعلم الحكومة السودانية، والموافقة تعتبر خطوة ايجابية من الحكومة نحو الحوار.
(3) ثمن الألمان موقف السودان من محاربة الأرهاب والتطرف في المنطقة وتنسيقه مع جيرانه في هذا الشأن (محل الاهتمام الاول للإدارة الأمريكية).
(4) اتفق الجانبان الألماني والحكومي أن العقوبات المفروضة على السودان تجعل من الصعب على حكومة السودان ارساء دعائم السلام وتطوير الاقتصاد ورفع المعاناة عن كاهل الشعب.
(5) بعض عناصر المعارضة منفتحة على (التسوية التوفيقية) أكثر من غيرها وبعض العناصر أظهرت تزمتاً حيال الحوار.
(6) وأكد مدير ادارة الشؤون السياسية بالخارجية الالمانية دعم بلاده لعملية الحوار الوطني بين كافة القوى السياسية بما يحقق السلام والاستقرار في السودان.
(6) وورشة برلين تمت بتكليف من (وزارة الخارجية الألمانية) لمنظمات (تابعة) لها تحت وساطة الاتحاد الأفريقي. وموجز اعلان برلين الصادر من (بعض) المعارضة السودانية (قوى نداء السودان والمنظمات التابعة لها) كالأتي:
1- الدعم الكامل لقرار الاتحاد الأفريقي في اجتماعه رقم 456 بتاريخ 12 سبتمبر 2014(مجلس الامن و السلم).
2- الاستعداد للمشاركة الفاعلة في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الحوار القومي الدستوري (الوطني الشامل )باديس ابابا اذا تمت الدعوة له من قبل الآلية رفيعة المستوى.
3- الحوار الدستوري (الجامع والشامل) و(التفاوض) افضل سبل حل النزاعات في السودان.
4- على حكومة السودان الوفاء بمتطلبات (بناء الثقة) لخلق بيئة مواتية ضرورية لانجاح الحوار القومي الدستوري ومن ذلك:
- وقف اجراءات الانتخابات وخاصة الرئاسية.
- اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين والمعتقلين والمحكومين بسبب الحرب.
- الوقف الفوري لمحاكمة ومضايقة المعارضين.
- اجراء تحقيق في احداث سبتمبر 2013 وأحداث تابت.
- وقف العمليات العسكرية والعنف على المدنيين والأعمال العسكرية في مواجهة النشاطات السياسية والسلمية.
- حماية المدنيين.
- احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية.
- الغاء كل القوانين المقيدة للحريات.
- الغاء التعديلات الدستورية الاخيرة.
- حكومة قومية انتقالية.
5- الاجتماع التحضيري يضع أولويات النقاش حول:
(1) مخاطبة الاوضاع الانسانية في مناطق الحرب.
(2) وقف الحرب عبر معادلة عملية السلام الموحدة بالمسارين اللذين قدمتهما الآلية الأفريقية.
(3) انشاء منهج ابتدار الحوار القومي الدستوري(وهذه الاولويات حددها القرار 456 لانفاذها قبل الاجتماع التحضيري بالنسبة للنقطتين 1 و 2 ).
6- قوى نداء السودان ستقدم موقفها الموحد من خلال عملية الحوار.
7- الشمول ومشاركة كافة أهل الشأن في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر القومي الدستوري الشامل(راجع خارطة الطريق لالية 7+7 بشان العضوية).
8- اطلاق سراح قادة نداء السودان (الثلاثة) المعتقلين.
9- الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي سيمثلان قوى نداء السودان في الاجتماع التحضيري.
(3)
قبول الالتحاق بآلية الحوار الوطني مجاناً
قوى "نداء السودان" داخل وخارج السودان شاركت في اجتماع برلين لتحقيق ثلاثة أهداف:
1- تجاوز آلية الحوار الوطني (التي شبعت موتاً) والبدء في حوار جديد.
2- الحوار الجديد يكون خارج السودان لضمانة المجتمع الدولي لانفاذ مخرجات الحوار.
3- الحوار يتكون من قوتين:
- قوى نداء السودان
- حكومة السودان بافتراض ان (قوى نداء السودان) هي المعارضة الحقيقية(وهذه الاهداف تتعارض مع رؤية المجتمع الدولي ومع القرار 456 الذي تستند عليه قوي نداء السودان).
أنظر:
افادة حذيفة محمد الأمين، مقرر المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة (5 مارس 2015-صحيفة المجهر السودانية):
"اتفقنا في برلين على تجاوز كل الترتيبات التي تمت للحوار الوطني من قبل الحكومة، والبدء في نقاش جديد وأجندة جديدة، واعتماد ممثلين للقوى السياسية وعلى الحكومة اختيار ممثليها".
أنظر:
صحيفة الأيام السودانية (29 مارس 2015)
تطالب مذكرة تنظيمات المعارضة بالمهجر التي تلقت سودان تريبيون نسخة منها يوم الجمعة 27 مارس، المجتمع الدولي بأن يكون التفاوض وفقاً للمباديء والشروط المنصوص عليها في (اعلان برلين).
ومذكرة المعارضة السودانية في المهجر موجهة الى، الأمين العام للامم المتحدة والاتحاد الافريقي وايقاذ وزعماء الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا للضغط على حكومة الخرطوم لإلغاء الانتخابات والانخراط في مفاوضات جديدة مع (قوى نداء السودان).
أنظر:
عبد العزيز خالد (ندوة ببورتسودان):
أمام النظام خيارين: إما التسوية أو الانتفاضة الشعبية. والتسوية هي آخر خيار أعطيناه للنظام من أجل المجتمع الدولي فقط ممثلاً في دولة ألمانيا.
(علشان خاطر عيون المجتمع الدولي.. يا راجل!!)
إن قوى (نداء السودان) بالفقرتين الأولى والثانية من (اعلان برلين) وقعت في الفخ وهزمت اهدافها بنفسها، دون تدخل و(مجاناً)!!
* فاجندة الحوار الوطني التي حددها القرار 456 (المدعوم بالكامل) هي:
1- مبادرة البشير والقضايا الستة أو السبعة.
2- اعلان باريس.
3- خارطة الطريق لآلية الحوار الوطني (7+7)
4- اتفاق اديس ابابا، اعلان المباديء بين 7+7 ومجموعة اعلان باريس.
* والقرار 456 (المدعوم بالكامل) قرر صراحة ان مكان انعقاد الحوار الوطني في الخرطوم بالنص:
"توفير الضمانات اللازمة للحركات المسلحة للمشاركة بحرية في الحوار الوطني حالما أبرمت اتفاقيات شاملة لوقف اطلاق النار والترتيبات الأمنية".
* وان اللقاء التحضيري بذات القرار 456 ليس بديلاً أو بداية جديدة للحوار الوطني ولا آلية الحوار الوطني هو (لقاء ما قبل الحوار) لقاء بشأن المسائل الاجرائية قبل الالتحاق بالحوار.
وجاء في البند الثاني من (اعلان برلين) الاستعداد للمشاركة الفاعلة في اللقاء التحضيري (ولم ترد أية شروط) الا اذا اعتبرنا جملة –اذا تمت الدعوة له من قبل الآلية رفيعة المستوى- شرطاً!!
إذن: لتحقيق قوى (نداء السودان) اهدافها، فلا توجد الا وسيلتين(بخلاف الانتفاضة) :
الأولى: أن تتراجع عن دعمها لقرار الاتحاد الافريقي 456
الثانية: أن يلغي الاتحاد الأفريقي القرار 456
وفي كل الأحوال تحتاج (قوى نداء السودان) اعادة النظر في منهجها الذي يستهين بالقوى السياسية المعارضة ويستند على المجتمع الدولي. ومعلوم ان نتائج أي حوار أو تفاوض يحددها توازن القوى، والذي يميل الميزان لصالحه هو الذي يفرض شروطه. وحركة الجماهير السودانية ليست هي قوى نداء السودان ومن شروط التغيير مشاركة الأغلبية الساحقة من السكان (!) ومن شروط تحقيق الانتصار بالحوار أن تكون تلك الأغلبية الساحقة خلف ظهر المفاوضين وليس أمام قوى (نداء السودان) غير التواضع واحترام القوى المعارضة الاخرى والملايين الذين لا احزاب لهم.
ومن جهة ثانية "فان علاقات حكومة السودان الاقليمية والدولية تتبدل يومياً ولصالحها (مصر، السعودية، الامارات، يوغندا، جنوب افريقيا، اثيوبيا ، افريقيا الوسطي ،امريكا، المانيا.. الخ) وأوضح النمازج أمامنا (نموزج المحكمة الجنائية الدولية).
انظر:
- حفظ المدعية العامة للمحكمة الجنائية التحقيق في جرائم حرب دارفور.
- قرار القادة الافارقة بالغاء احالة مجلس الامن الدولي لقضية دارفور للمحكمة الجنائية.
- اعداد الامم المتحدة لخارطة طريق خروج اليوناميد من السودان تدريجياً ونقل كثير من مهامها لحكومة السودان.
فالمجتمع الدولي و الاقليمي يسعي لتحقيق مصالحه لذلك يمكن ان يكون ضد الحكومة اليوم و معها غدا او العكس كما ان مطالبة مجلس الامن بالغاء القبض علي البشير و المسئولين الاخرين هو خارج السياق  فالمحكمة الجنائية الدولية محكمة سياسية ومن مصلحة امريكا(مجلس الامن) التهديد بها او الغاء المثول امامها!!


(4)
لقاء ما قبل الحوار أو خداع النفس والناس
حددت الآلية الافريقية الاحد 29/3 ثم الاثنين 30/3 في ورقة الدعوة بشأن (اجراء مشاورات حول المسائل الاجرائية المتعلقة بالحوار الوطني) وان هذه المشاورات ستعتمد على التفويض الوارد في قرار مجلس السلم والامن الافريقي رقم 456
وأن اللقاء يرمي الى جمع كل ممثلي السودان المعنيين للعمل معاً ومناقشة المسائل الاجرائية اللازمة من أجل حوار وطني حقيقي وان المناقشات ستتم بناءاً على الوثائق المرجعية التي حددها القرار..
هذا من ما جاء في دعوة الآلية الافريقية للقاء ما قبل الحوار في اديس ابابا 29/30 مارس 2015
وخطاب الدعوة يؤكد على:
1- اللقاء التحضيري بالقرار 456
2- الوثائق المرجعية حددها القرار وليس من بينها (اعلان برلين).
3- اللقاء لمناقشة المسائل الاجرائية.
4- توجيه الدعوة لقوى اخرى بخلاف (قوى نداء السودان) وتجاوز قوى سياسية أخرى.
وقبل وصول دعوة الاتحاد الافريقي وفي سبيل (النضال) لتحقيق قوى "نداء السودان" اهدافها لم تتردد في الترويج لما يخالف الحقيقة ومن ذلك:
- ان المؤتمر التحضيري باديس ابابا -لقاء ما قبل الحوار- أقره لأول مرة اعلان برلين (على الرغم من أنه تم التنويه في برلين الى ان الاتفاق حول اللقاء التحضيري للحوار هو فكرة قديمة طرحت من قبل الآلية رفيعة المستوى. والحقيقة ان اللقاء نص عليه القرار 456 المعلوم لكافة السياسيين والمهتمين).
- أو: ان اهم انجازات اعلان برلين ان لم يكن انجازه الوحيد هو (المؤتمر التحضيري) واقرب الافادات للحقيقة اوردها (أحمد تقد لسان –كبير المفاوضين في الجبهة الثورية- 23 مارس 2015- طلال اسماعيل-صحيفة المجهر) بالقول:
اللقاء التحضيري القادم يركز في الاساس على كيفية تحريك عملية الحوار، والاتفاق على الاجراءات التي تمكن الأطراف من الدخول في حوار جاد. والتفاوض لحل اشكالات مناطق النزاع يأتي ضمن قضايا مطلوبات الحوار.
ولم تكن قيادات نداء السودان وحدها في الميدان..
أنظر:
مصطفى عثمان اسماعيل (سعاد الخضر-10 مارس 2015- صحيفة الجريدة):
1- أكد موقف حزب المؤتمر الوطني الثابت من الحوار الوطني والذي يشمل الجميع دون استثناء.
2- خارطة الطريق التي اقرتها الجمعية العمومية للحوار الوطني هي الاساس لاي لقاءات (فات على الدكتور انها من اجندة الحوار بالقرار 456)
3- هناك احزاب معارضة وحركات مسلحة وقعت على اعلان برلين ووافقت على الحوار مع الحكومة. (هذه اسرار  حكومية لا ندركها!!)
4- لم يحدد موعد لبدء المؤتمر التحضيري.. وننتظر الجانب الألماني (الدكتور في وادي سحيق فاللقاء ايضاً نص عليه القرار 456).
ليس ذلك فحسب، بل انه قبيل القرار 456 كان هناك اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية شمال (30 ابريل 2014) نص على:
"ان ينعقد كخطوة اخيرة اجتماع في اديس ابابا تحت رعاية الآلية الأفريقية لمجموعة ممثلة من أصحاب المصلحة السودانية للتشاور حول القضايا الاجرائية للحوار الوطني..)
وهذا يعني ان كل قوى نداء السودان بخلاف الحركة الشعبية شمال (كومبارس).
وتأثر الناس كل الناس، بغبار وأتربة قيادات الاحزاب السياسية المهولة بشأن (لقاء ما قبل الحوار) والشروط وما ادرارك ما الشروط. والدجل السياسي العجيب وكأنهم يتجهون نحو جولة حوارية.. وكنا ندرك اننا لن نستطيع جمع الدخان في الهواء حتى حضر هايلي منكريوس وأكد ان جميع الأحزاب السياسية السودانية وافقت على المشاركة في لقاء ما قبل الحوار (بدون شروط مسبقة) ورفع تقريره الى الوساطة الافريقية التي حددت 29-30/3/2015 تاريخاً للقاء التحضيري في اديس ابابا (الذي لم ينعقد).
كان واضحاً لكل ذي بصيرة ان المؤتمر الوطني يعمل باستراتيجية جديدة (2010) وانه لن يخوض المعارك وحده، ولا معاركه ونجح في شراكة الحزب الاتحادي الاصل. وعندما صدرت وثيقة (نداء السودان) وقع مجلس احزاب حكومة الوحدة الوطنية والحركات الدارفورية الموقعة مع الحكومة على اتفاقيات سلام وثيقة مضادة 7 ديسمبر 2014 اطلقوا عليها (نداء الوطن).
مثلما كان واضحاً منذ توقيع ممثلي (7+7) مع الجبهة الثورية واحزاب اعلان باريس (5 سبتمبر 2014) على اعلان مباديء التسوية الشاملة ان استراتيجية المؤتمر الوطني تتقدم فعند لقاء أمبيكي مع البشير عقب الاتفاقية حاول امبيكي دفع الرئيس لاتخاذ مواقف عملية للتسريع بعملية الحوار وكان رد الرئيس ان الاتفاق سيحال الى الجمعية العمومية للاحزاب بمقتضى تقرير موفدي (7+7) باعتبار انها صاحبة القرار بشأن الاتفاق. وان آلية الحوار هي التي ستتولى أمر الحوار ولن يكون حزب المؤتمر الوطني (وحده) وهذا ما حدث في نهاية مارس 2015 حيث احتجتت الآلية على عدم تمثيلها في اللقاء التحضيري. واستناداً على ذلك التجاوز رفض المؤتمر الوطني المشاركة في لقاء ما قبل الحوار لغياب المعارضة (والذي اقترح عدم دعوة الآلية هو الذي نصب الفخ) .
ولقاء ما قبل الحوار الوطني أو اللقاء التحضيري مهمته لقاء الأطراف السودانية في مقر الاتحاد الافريقي بأديس ابابا تحت اشراف الآلية الافريقية للتأكد من أن خطوات بناء الثقة المتفق عليها قد تم انفاذها (أي ان اللقاء هو آخر حلقات سلسلة ما قبل الحوار).
وخطوات بناء الثقة هي:
- اطلاق سراح كل المعتقلين والمحكومين السياسيين.
- توفير الحريات العامة وحرية التعبير والنشر وان يكون القضاء هو المؤسسة الوحيدة التي تفصل في قضية حرية التعبير والنشر.
- انفاذ الوقف الشامل لاطلاق النار وابرام اتفاقيات الترتيبات الامنية (وقف الحرب قبل الحوار)
- تسهيل وصول المساعدات الانسانية للمتأثرين في مناطق النزاعات.
- توفير الضمانات الكافية للحركات المسلحة لتشارك بحرية في الحوار الوطني.
كما نص القرار:
ادارة مفاوضات دارفور لغير الموقعين على وثيقة الدوحة من حركات دارفور (15/10/2014) بطريقة متزامنة مع مفاوضات وقف العدائيات في المنطقتين (12/10/2014).
وبعد كل هذه السلسلة تأتي الحلقة الاخيرة (لقاء ما قبل الحوار) ودعوة الآلية الافريقية تعني انها تبدأ (بالخطوة الاخيرة)..
هذه هي الحقيقة.. فما موقف القوى السياسية؟
هل ستواصل قوي نداء السودان اعلاء خطابها الاعلامي الذي يدعو للانتفاضة و سعيها في نفس الوقت لاقناع المجتمع الدولي لمزيد من الضغط علي الحكومة من اجل التسوية السياسية الشاملة؟
ام ستتجه نحو حركة الجماهير السودانية لاقناعها بالتسوية و شد ازرها؟
وما مدي صلاحية الالية الافريقية لحل المشكلة السودانية فالالية الافريقية فشلت في انفاذ القرار 456 ولم تحترم حقوق شعب السودان(بالمعايير الدولية للتفاوض) من حيث:
1-    معرفة اسماء ممثلي السودان و صفاتهم
2-    ايجاد الالية المعروفة و المحددة التي تتابع تفاصيل ما يجري داخل الغرف المغلقة و اطلاع شعب السودان اولا باول علي ما يحدث ...الي اخر
ام ان حكومة السودان لم تعد في حاجة الي الحوار؟               (سنعالج ذلك في مقال مستقل)..ونواصل الحلقة قبل الاخيرة



 

آراء