طريق التوتُّر المُتواصل …إلى أين ؟ !

 


 

 


ليس هناك من جديد ، ولا مُفاجئة تُذكر ، فى إعلان فوز المواطن عمر حسن أحمد البشير ، فى إنتخابات أبريل 2015 ، سوى أنّ ( أداء) مُفوضيّة الإنتخابات ، وهى " خادم الفكى ، المجبورة على الصلاة " ، لم ينل - حتّى - رضاء المؤتمر الوطنى " سيد الجلد والرأس " فى النتيجة المُعلنة ؟!..وهذا يؤكّد أنّ القبول بالإرتماء فى أحضان الدكتاتوريات وأنظمة الحُكم الشمولى ، لا يُجنى لمن إرتضاه ، سوى المزيد من الإحتقار والإزدراء ، إذ ينظر أصحاب الشأن - دوماً - لمن أفنى العُمر فى خدمتهم ، بعين السخط التى تُبدى المساويا !.وهذا درسٌ بليغً  للنُخب التى استمرأت خدمة أنظمة الحُكم الشمولى ، بوعىً أو بغير وعى ، وتحت تبريرات مُختلفة ، ولكنّهم لا يفقهون !.
مازالت حالة التوتُّر المُتواصل جاثمة على المشهد السياسى ، ومازال الفساد وسرطانه المُستشرى فى كُل جسد الدولة الإنقاذيّة ، هو سيّد الموقف ، وما الحديث عن مُكافحته ،  سوى مُجرّد " كلام والسلام " ، لأنّ محاربة الفساد ، مرهونة بالرغبة السياسيّة ، فى إرساء قيم وتقاليد الحُكم الرشيد و الديمقراطية و الشفافية وإحترام وتعزيز حقوق الإنسان والسلام ، وهذه الحزمة العظيمة من القيم الخيّرة ، لايُمكنها التعايش مع آفات الترهيب والإرهاب ، ولا فى مناخات كتم الحُريّات ، وفى مقدّمتها حُريّة الصحافة والتعبير ، وحُريّات الفكر والعقيدة والتنظيم . ولا يُمكن لكل هذه الحُريّات ، أن تتعزّز فى كنف الدولة الأمنيّة ، التى تلعب دوراً كبيراً فى تعكير المناخ السياسى العام.
 نعود لنعيد طرح  ذات الأسئلة المشروعة الصعبة : ثُمّ ماذا بعد إعلان فوز البشير رئيساً للبلاد لخمسة أعوامٍ قادمة ؟ ماهى السيناريوهات المُتوقّعة ؟ وأىّ الخيارات سيمضى فى إدارة شئون البلاد وأزماتها المستفحلة ؟!. وأىّ الدروب سيختار ؟!..أتلك التى ستعمّق الجراح الغائرة ، أم سيسلك طريقاً يُجنّب البلاد المزيد من التمزُّق والإحتراب ؟..
الطبقة السياسية الحاكمة ( الإنقاذ فى كُل مراحلها ) تسير بالوطن فى طريق التوتُّر المتواصل ، ويحتاج " إنقاذه " لقيادةٍ جديدة ، تمتلك إرادة التغيير ، و تفتح الطريق لوقف الحرب ، وتحقيق العدالة ، والمساواة ، والإنصاف ، وإبراء الجراح ، وهذا ما نفتقده فى النخبة الحاكمة الحاليّة .. والفوز - المُضحك ، المُبكى - للرئيس البشير فى الإنتخابات ( المضروبة ) ، لم - ولن - يصب فى نهر تهيئة البلاد ، لمرحلة الإنتقال ، بل يكاد يُغلق الأبواب والنوافذ المؤديّة للتسوية التاريخيّة المُنتظرة ، وستمضى البلاد بكل أسف ، فى طريق التوتُّر والإرباك والإرتباك المُتواصل .. وكُل هذا وذاك ، يؤكّد أن الوطن ،  وفق هذه المُعطيات ، بلا شكّ ، سائر وغارق - بلا محالة - فى مسارات التدهور والأزمات والإنكفاء على الذات ، وما من مخرجٍ ، من هذا المأزق التاريخى ، سوى السير فى طريق إستنهاض وعى الجماهير ، لإنجاز الثورة الشعبية السلميّة ، وتحقيق الديمقراطية ، فهى مفتاح الحل الوحيد !.
29 أبريل 2015
faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء