العدل والحقيقة

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر

    العدل  اسم من أسماء الله الحسني ، والعدل المطلق  لله الواحد الأحد ، و كرم الله سبحانه وتعالي بني آدم واستخلفهم في الأرض فحمل بني آدم الأمانة التي رفضتها سائر المخلوقات لأنه كان ظلوماً جهولاً .
    كان حرياً به  وقد حمل تلك الأمانة أن ينشر العدل بين بني جنسه وخصوصاً عندما يكون علي قمة المسئولية  علا أو تواضع ذلك المنصب ، وهذا من أوجب واجبات أولي الأمر  بحسب مسئوليتهم إفشاء العدل بين مواطنيهم ورد الحقوق لأهلها ولو كانت مساويكاً (ولا يجرمنكم شنئان قوم علي أن لا تعدلوا ، أعدلوا هو أقرب للتقوى) صدق الله العظيم .
    الحقيقة دائماً وأبداً مرة كالحنظل في حلوق من يناصبونها العداء ولن يرضوا بها مهما كانت ، وحتى الأنظمة والحكومات والمؤسسات باختلاف مشاربها ، وبالذات الشمولية التي تعتمد علي القهر والتسلط والدكتاتورية ترفض مبدأ قبولها والعدل بين المواطنين ، وهذا ينطبق علي المؤسسات والتي يكون علي قمتها مسئولاً أتي  عن طريق ولاء أو نفاق أو مصلحة ، عدم افشاء العدل والمساواة يشكك في مصداقية النظام والمؤسسة تجاه المواطنين والمرؤوسين والذين يقع عليهم عبء الدفاع عن الوطن أو تلك المؤسسة التي يخدمونها ، ولكن كيف لهم أن يدافعوا  والظلم والتسلط والقهروالافساد والمحسوبية هو ديدن المسؤولين في القمة وإن تدنت درجتهم الوظيفية لأنهم أهل الولاء فصاروا قفزا بالزانة علي قمة المؤسسة ، ولكن الحكومة والنظام أياً كان يدافع عن بقائه بكل ما أوتي أهله وأهل ولائه والمصلحنجية من قوة وجبروت وطغيان ويهون في سبيل ذلك من أجل البقاء علي كراسي السلطة قتل الشخصية نفسياً واجتماعياً أو إلصاق التهم مثل الطابور الخامس وغيرها من المفاسد إلي درجة تصفيه الخصوم جسدياً فالغاية تبرر الوسيلة وهذا هو ديدن الأنظمة الشمولية التي لا تقبل بالنقد البناء الهادف والرأي والرأى الآخر ولا العدل والانصاف بين مواطنيهم ولا تقبل بان تقال أو تنشر الحقائق او مجرد نقاشها على صفحات الصحف  بحجة الأمن القومى  ولكن السبب الوحيد ان تلك الحقائق تكشف وتعرى زيف وخداع النظام والمؤسسات أمام الشعب المغلوب على أمره وهذه مسئولية الصحافة الحرة والصحفيين الشرفاء وان تقاعسوا عن تلك المسئولية خوفا من النظام وسطوته فعلى الدنيا السلام ولكن نربا بصحافتنا ومن خلفها اقلام جبلت على حب الوطن ورضعت الحرية والوطنية والثبات علي المبدأ وقول الحق مما أدى إلي حرمانها دهراً ، ثم التصديق و السيف مسلط  خارج غمده فوق أعناق الصحافة الحرة النزيهة وكتابها الشرفاء الوطنيون المخلصون الحادبون علي الوطن ووحدة أرضه وترابه ونماء شعبه وازدهاره ولهذا فهى موقوفة ومصادرة ولكن الى حين ينبلج الصبح وتشرق شمس الحرية فعندها ماذا انتم فاعلون ؟  
    متي يمكن لأولي الأمر والقابضين علي السلطان أن يقفوا لحظة لمراجعة النفس وإيقاظ ذلك الضمير الذي ذهب في سبات عميق يصل إلي درجة فقدان الوعي والغيبوبة ليس بسبب المرض ولكن بسبب لذة السلطة والسلطان والتسلط علي الشعب والتشبث بكراسي السلطة ، فإذا مات الضمير تنتنت الروح وتعفن الجسد والذي يسجى في قطعة أرض لا تزيد عن شبر ذلك هو اللحد والذي تزاحم من الأضداد ، وإذا لم تستح فأصنع ما شئت ، ولفق التهم كبيرها وصغيرها علي أعزة القوم ليس بسبب جرم إرتكبوه ولكن مخالفة الرأي والرأي الآخر والوقوف مع الحق ضد مصالح السلطة الحاكمة أو المؤسسة، ذلك الرأي الذي قادهم إلي أن يوصفوا بابشع الأمثلة وهم بريئين من كل تلك التهم براءة الذئب من دم يوسف ، فمخالفتهم الرأي ألصقت بهم التهم الجزاف ، ولكنهم وطنيون مخلصون لا يمكن أن يشكك أحد في مسلكهم وسلوكهم تجاه وطنهم وتجاه شعبهم فهم دائماً وأبداً ناصحون للسلطان ويقولون البغلة في الإبريق ويجاهرون بالحق ولا يخشون إلا الله ، لأن الدين النصيحة وقد قدس الله سرها .
    سينكشف في ذلك اليوم الزيف والخداع من أهل السلطان تجاه شعبهم ووطنهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ولن ينفع المال والحسب والنسب ولن تنفع القبلية والجهوية ، سيأتي الجميع حكاماً ومحكومين ظلمة ومظلومين فرادى ، وكل طائر معلق بعنقه ، وفي ذلك اليوم تشهد الجلود وما خلفها ، نعيم الدنيا زائل ، والاكفان ليس بها جيوب ، وتعودون كما ولدتكم أمهاتكم وعندما ينصرف المشيعون ماذا أنتم قائلون ، وأنتم في لحدكم عندما تسألوا لماذا صادرتم حرية مواطنيكم بقوانين وضعية اختلقتموها لمصلحة فئة محدودة واستمرارية نظام جاء بليل علي ظهر دبابة ، لم تأتوا عن طريق انتخابات حرة نزيهة ، وفرضتم نفسكم بفوهة البندقية ، وأنتم تعلمون أن الحرية هي الأصل والاستثناء هو الطوارئ وقوانينها الوضعية التي تكبل المواطن في حله وترحاله وتقييدهم في إبداء الرأي والرأي الآخر وقطعاً ذلك الرأي يصب في مصلحة الوطن ولا يصب في مصلحة النظام بل يكشف النظام ويعريه ، وأنتم في قرارة نفسكم تعلمون أن ذلك الرأي الآخر هو الصواب وهو الحق وهو الحقيقة وكما قلنا سلفاً هو كالعلقم والحنظل في حلوق من يصادرون حرية الناس (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)
    الرأي له طرقه ووسائله التي يصل بها إلي عقول الشرفاء ، ومهما تم تجميل القفص للعصفور وترصيعه بالذهب والجواهر واللؤلؤ فهو سجن في النهاية ولذلك لن يصدح العصفور في سجنه ، وهكذا الشعب الحر والفكر الناضج والوطنية المخلصة لها طرقها لتوصيل رأيها ، ذلك الرأي الذي ارتبط بقول الحق وبالحرية ، الحرية التي لم ولن تكون منحه أو منة من فرد أو نظام للشعب ولكنها تأتي بعد مخاض ومعاناة للشرفاء ولن ينال تلك الحرية الصامتون القابعون خلف شعبهم وهو يسام الخسف ، بل تأتي من منْ يقف أمام شعبه قائداً له ضد الظلم والجبروت وقد عهدنا ذلك ديدن كل الاخوة الصحفيين وكتاب الأعمدة ، فقد ظلوا علي مدى  |أكثر من قرن من الزمن شعلة مضيئة تحترق من أجل عزة الشعب وكرامته وحرية الوطن وإقامة نظام عادل مع إحقاق الحقوق لكل  المواطنين .
    ردوا الحرية إلي أهلها قبل أن يأتي يوم وتفرض فيه تلك الحرية من خارج الحدود ، فإن القطب الواحد يرفع العصى لمن عصى ، ولكننا نطمع في أن ترد الحرية من أهل السلطة إلي الشعب دون تدخل من أي جهة كانت ، أعطني حريتي أطلق يدي أنا أعطيت ما استبقيت شيئاً ، إذا الشعب يوسما  أراد الحياة ً فلابد للقيد أن ينكسر ، وعندما ينكسر ذلك القيد سينبلج الصبح حاملاً معه مشعل الحرية والحق وفوق ذلك العدل ، ولا يتم تحصين الدولة ونظامها مهما أوتيت من قوة وجبروت إلا بالعدل ، فهلا تم تحصين الدولة بالعدل ‍‍‍، فقد ارتبط العدل في الأزل بأنه اسم من أسماء الله الحسنى .
كسرة : تم  إعادة إفتتاح مستشفي أمبدة النموذجي ولكن المأساة أنه  حتي المعدات غير متوفرة وليس به كوادر كافية  لتشغيله لا أطباء ولا مساعدة   وتم نقل كثير من كوادر مستشفي امدرمان   وبالأمس تم نقل  جميع الأطباء   أساتذة طب الإسلامية العاملين بأمدرمان وغيرها لأمبدة النموذجي  وسبق أن قلنا أن الهجرة هاجس وعدم التخطيط بل عشوائيته  خطب جلل ولكنهم في طغيانهم يعمهونم وغدا سيتم  تدمير مستشفي أمدرمان التعليمي مثل  الخرطوم  لك الله يا وطن اللهم استر فقرنا بعافيتنا قبل ان يكتمل برنامج خصخصة الخدمات الطبية علي ايدي  من لا يعرفون للجميل ردا

sayedgannat7@hotmail.com

 

آراء