في ظل عنجهية مطلقة وسلطة أكثر من مطلقة يقوم ناقصي العقول باجترار كلمات يصعب عليهم تفسيرها تفسيراً دقيقاً. تحدث الفاتح عز الدين عن إساءة الوطن والقانون الذي سيسنون لمعاقبة المسيئين للوطن. ونسي بأن الإنسان بعد أن يموت لا يعرف ما يدور حوله سواء دفن في وطنه أم رمي في البحر. والمعلوم لغيره هو أن مكة المكرمة تقبل دفن أي مسلم على أرضها الطاهرة.
نأتي لمسألة تعريف إساءة الوطن وهل كل عمل معارض للحكومة هو إساءة للوطن؟ الفرق كبير وواضح لراعي الضان في أم طرقاً عراض بين الوطن والحكومة. فمنذ استقلال البلاد ظل السودان هو السودان حتى بعد انفصال الجنوب. ولكن تغيرت الحكومات لأكثر من ست حكومات وبقي السودان هو الوطن.
هنالك فرق بين من يعارض الوطن وهو غير موجود بين ظهراني السودانيين وهنالك من له الحق في معارضة الحكومة وهو حق لا يمكن نزعه بواسطة قانون أو لائحة لأن الوطن ملك للجميع. أذكر أن سيدة معارضة لكل الحكومات كانت تتحدث مع مندوب إذاعة البي بي سي الإنجليزية بأن قالت: Sudan is a bloody country. عندها نبهها المذيع قائلاً: هل تقصدين دولة السودان أم حكومة السودان؟
المصابون بعقدة نقص مركبة يحاولون تلافيها والقفز فوقها بإحباطات مجهولة الهوى والهوية وإلا قل لي كيف تمنع مواطن من الدفن في وطنه لانه قال أن الحكومة سيئة وظالمة وهذه وجهة نظر قد تصيب وقد تخطئ. مثل ما العوج راي والعديل راي.
لم تحظ حكومة العمال أو المحافظين في بريطانيا ولا حكومة الجمهوريين ولا الديمقراطيين في أميركا بالتأييد المطلق من كل فئات الشعب فكيف تطلب حكومة السودان التأييد المطلق من كل شعب السودان كحق إلآهي لها على كل الناس؟ هذه شحطة من لا يعرف ما معني الديمقراطية أو يريد أن يطوِّع الديمقراطية على هواه. (العوج راي والعديل راي).
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan