….. فإذا جاء وعدُ الآخرة

 


 

 

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً)

هل نشهد الآن تحقيق وعد الله في نهاية إسرائيل؟   الصهيونية هي حركة شيطنة بعض اليهود المتشددين  للعالم ، ليثور على إرادة الله في جمع الشتات اليهودي وقيام دولة اليهود من جديد ، بعد أن حذّرهم الله من ذلك وشتتهم بظلمهم في كل بقاع الأرض ، في اوروبا وفي امريكا وفي الأرجنتين وفي استراليا وفي جنوب افريقيا وقبل ذلك في المدينة وفي السودان وأثيوبيا وفي كل مكان .

والشتات اليهودي the Jewish diaspora هو شيء مشهود حقيقي ليس تكهنا أو ضربا من الخيال ، وهو أمر إلهي وإرادة إلهية ضد تجمعهم في بقعة واحدة ، بعد أن طغوا وبقوا وعصوا وقتّلوا رسل الله وأنبيائه ، فشتتهم في الأرض لما يمكن أن يقدموا من سوء ضد إعمار الله للأرض تعبداً وقصداً.

وحتى لا نظلم كل اليهود ، فمنهم كثير من اليهود المعتدلين المتدينين الذين يقاتلون الصهيونية في صفوف المسلمين ، إعلاميا ، بمالهم وفكرهم ودينهم ، وقناعتهم ضد الصهيونية ، يؤمنون ، بما جاء في التوراة والقرآن ضد تجميع الشتات ،بل يدعون بأشد من المسلمين لعدم قيام دولة إسرائيل ثانية ، ولكنَّ الصهاينة يسبحون عكس تيار الإرادة الإلهية بجنونهم اللأنساني لقيام دولة لليهود تسمى إسرائيل ،  بعدما أراده الله أمرا قائما ليوم الدين ، وهو ضد التوراة وضد القرآن  وضد إرادة  الله ،  ويقفون بكل قوة ضد الصهيونية ،  رأينا هؤلاء اليهود يصطفون مع المسلمين في كل مكان في العالم عبر منظمتهم "يهود ضد الصهيونية"  .

أنا شخصيا أعتقد أن هذا صحيح ، وحق وصحيح أيضاً ، وأن كل التحولات في العالم الآن تدل على أن الله يمايز في صفوف الحق عن الباطل ، بما نراه من افتعال حروب في نطاق رسمته الصهيونية ، منذ وضعها النظام العالمي الجديد قبل عشرات السنين ، وتطبق فيه الآن وفق نصوص ذلك النظام ، بصورة ممرحلة دقيقية جدا ، وأؤمن بأن هذا هو زمان (وعد الآخرة  )  ،  ففي الإفسادة الأولى ، عصوا الله ، وقتّلوا أنبياءه ، فشتتهم الله في الأرض ، حتى وصلت قبائلهم إلى المدينة المنورة ،  ينتظرون نبي آخر الزمان ، فلما اضاء لهم ، عصوه ، فجاس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ديارهم في المدينة، وفي بني قريظة وبني قَيْنُقاع، وبني النضير، وأجلاهم إلى أَذْرُعَات بالشام ، وحتى دخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس : { وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } [الإسراء: 4-5]

إلى أن ردّ الله لبني إسرائيل الكرّة علينا كما حدث منذ الأربعينات من هذا القرن ، واحتلوا فلسطين والى الآن ، وأمدّهم الله بالأموال والبنين وجعلهم أكثر نفيرا ،  نفير أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكثير من دول إوربا ،  إذ انهم في سيعهم لتشوين ذلك النفير ، فهم الذين أنشأوا هذه الدول ، ثم كونوا لها النظام المالي العالمي وأحتكروا وأسسوا دولاب الإعلام ووجهوه ، ونراهم الآن خلف كل جريمة وكل المصائب  المالية في العالم ، وخلف كل الهرج  الإعلامي ، والعسكري والبطش والتقتيل وزعزعت العالم وإختلاق الحرب علينا وعلى الله ، وهم يعملون وفق أوهام تلمودية موضوعة ، ويحسبون كل صيحة عليهم ، وهذا هو وعد الآخرة بإذن الله ( الإفسادة الآخرة ، التي ستسوء وجوههم :

ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً (8) الإسراء 

أبشروا أيها المؤمنون في كل الديانات ، فنحن في وعد الآخرة ، والآن تتمايز صفوف الخبيث من الطيب ، وهذه ايضا إرادة الله ، ولينصرّن الله من ينصره ، فلننصر الله :-

{ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}

الرفيع بشير الشفيع ٢٠١٥/٨/٤

middleastmarketing@gmail.com

 

آراء