اقامة الدولة والحكم في الشرع من لدن نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم (3) واقع مؤلم يدمي القلب ويدمع العين ضعيف يظلم وقوي يبطش وأمر وكل الى غير اهله اصبحنا نحتكم الى اهوائنا لا الى ديننا فتركنا سنة نبينا وهو الصادق وقد جاء بقرآن فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا وجاء باحاديث موحاة من ربه العليم القدير فبلا شك ان كل ما اوحي اليه حق فمن باب اولى كان علينا الاحتكام الى سنته لا الى ما يمليه عليه الغير وخآصة في ما نواجهه من فتن وقضايا مختلفة.
كان علينا ان ندرس ونتعلم سنته ونعرف ماذا قال اولا بعدها يكون الحكم كان علينا ان نوطن انفسنا ولا نتبع غيرنا حذوة النعل بالنعل حتى اذا دخلوا جحر ضب دخلناها نحن امة خلقت لتكون قائدة لا منقادة.
عذرا ولكننا خذلنا الاسلام وضيعناه بسبب ابتعادنا عنه، تجاهلناه وابعدناه عن الطريق ونسلي انفسنا بالانتساب اليه ونحن المعنيين بأمة اقرأ والتي شعارها العلم والتعلم اصبحنا الامة التي لا تقرأ ولا تطلع بل ولا تفكر ولا لافعالها تؤصل.
واقوى دليل على ذلك ما جاء عن اقامة الدولة في ما ذكرناه في المقال الاول والثاني فيما سبق عن اقامة الدولة وما يتعلق بها من الاحكام فمن المعروف انه لم يرد نص صريح بلفظ "اقامة الدولة"ولكنها اجتهاد مصاحب لاتمام عمل من اجل صلاح الانسانية وتقويمها ببساطة وجدت الدولة لتهيئ للدعوة لتسري وتنتشر وتكون النتيجة اتساع دائرة الاسلام.
فوجدت الدولة الاسلامية لا للدول تعادي ولكن لسماحة الاسلام تنادي وكل ما يفعله اليوم المتهافتون لاقامتها غير مدروس ولا مصحوب بالحكمة مما يجعلنا نجزم تماما بأن هؤلاء اي دعاة الدولة اما مدسوسين على الاسلام او من اعداء الاسلام مبثوثين او بالاسلام جاهلين.
وقد اطلعت على احاديث كثيرة بهذا الشأن فوجدت عدة منها مع شدة ضعفه يوافق واقع اليوم مما يجعله قويا بموافقته للواقع فالمعروف ان الحديث ضعفه في اغلب الاحايين يكون في احد رواته لا في معنى الحديث وهذا الذي جعلني ازن احدها بواقعنا اليوم فوجدت ووجد العلماء المجتهدون اغلبهم كما اطلعت على شبكة الانترنت انه يتوافق تماما في هذا الوقت مع دعاة الدولة وتنطبق الصفات الواردة فيه عليهم.
نص الحديث:(اذا رأيتم الرايات السود فألزموا الارض ولا تحركوا ايديكم ولا ارجلكم ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم قلوبهم كزبر الحديد هم اصحاب الدولة لا يفون بعهد ولا ميثاق يدعون الى الحق وليسوا بأهله اسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء)بالله انظروا وتفكروا جيدا في مفردات هذا الحديث ثم زنوه بميزان العقل وفصلوه كجلباب للواقع على من يدعون اقامة الدولة.
اولا:قلوبهم قاسية وقد اذلوا كل مسلم وكتابي في كل بلاد دخلوها ذبحوا من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لا يشهد كما تذبح البهائم وهم يوعدون ولا يوفون ثانيا:شعورهم مرخاة كشعور النساء راياتهم سود كما ذكر في الحديث وقد ذكر بالنص انهم اصحاب الدولة ثالثا:اسماؤهم الكنى انظروا الى من يدعون انه الخليفة ويسمونه ابوبكر والمعلوم ان اسم ابوبكر هذا هو كنية للصحابي الجليل عبدالله بن ابي قحافة اول من بكر وسعى للاسلام ونسبتهم الى القرى البغدادي اي الى بغداد وحسبنا الله ولا حول لنا ولا قوة في ذلك عسى الله ان يأتي بالفتح او أمر من عنده.
والمؤسف والمؤلم اكثر انهم يدعون للجهاد في حين انهم يجاهدون من يعتنق الاسلام ومن يشهد بشهادة الاسلام ويؤمن بالله الواحد الاحد ولا يجاهدون اعداءهم، ونقول لهم يا هؤلاء الجهاد اصبح جهاد للدعوة وايصالها بالموعظة والحكمة،انتهى زمن السيوف وجاء زمن العلم والجدل والمناظرة والمجادلة بالتي هي احسن.
فالاسلام هين لين لا يحتاج الى عنف ينشره ولا يخشى سورا او حائط يحصره ولا يحتاج الى جهاد ينصره فهو المنتصر بالحجة والبرهان ولا حاجة لنا لجهاد به نفرضه الا جهاد النفس الذي يؤهل صاحبه ليكون داعيا لله بما اراده الله او جهاد يدفع عن المسلمين عدوا ظالم اوخارجا غاشم.
فعندما تقتل نفس تكون خاسرا بافتقادك هدف دعوي كان عليك ان تنصب له الفخ لا لتفجره ولا لتذبحه ولكن لتدخله دائرة الاسلام دائرة الامن والطمأنينة والسلام والتصالح مع النفس والوئام.
كان عليك ان تذهب اليهم في مكانهم لتعرفهم بالاسلام وسماحته بدل ان تفجرهم واخيرا اقول بأن كل ما يحدث هو تصفية وتمايز صفوف ونحن على ثقة بذلك لأن ديننا يقول:(ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)،(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).