ان الشرك لظلمٌ عظيم !!!ا

 


 

 

الحق البحت هو الله ، الخالق لسماء تنحسر عنها الأبصار ، وتتقاصر عنها العقول بالنظر إليها كرتين ، والتفكر مرتين إذ لا تجد فيها عِوجا ولا أمْتَ ، فتوقنُ مجبولة بالقناعة ، ومجبورة بالنقص ، أو مشفوعة بالتنزيل أن الله واحد في خلقه لمبتدأ الأشياء ، ما علمنا منها ، وما لم نعلم ، وواحد في تخليقه المستمر وإيجاده المستمر ووجوده المستمر وعلمه المستمر وإرادته الدائمة ، ورحمانيته المتكررة الوفيرة  ورحمته العظيمة الكثيرة ، وملكه الكبير الذى نرى بما عُلم وما خفى وما دّقّ وأخفى ، ووحدانيته الفريدة المُتَفردة ، زاغت عنها البصيرة أو وعت رأتها لأبصار أو ضلت ، أو دَلَّ عليها الرسل والرسالات وأشارت اليها عبارات التنزيل وفرضتها وقائع الحال وإستمرارية النُظُم والنِظام الكُلي بلا عِوج ولا أمتْ ولا تخبط ولا إنقاص ولا تغيير ، أوتقتير،  ودل عليها مسير الطبيعة ، وإحتكامها ، وضبطها ، ودلّت عليها العظمة الوافيّة الكافيّة المتحدّية للعقول حتى نهايات التفكير والتبصُرِ ، وتقاصرت عنها فلسفات المتفلسفين في تفسير كنه الوجود والطبيعة والكيمياء والجغرافيا ، وتلاحم وتكامل أنظمتها ، ودقة آدائها وتسخيرها ، وإنحنت من جلالها عقول العلماء في أركان الفضاء والأجواء العُلا ، وأغوار الثغور والحياة تحت القشور والقعور ، ومكامن النفس  ، وصفات البشر وأحاسيسهم الدقيقة النابضة بالحب والحياة والطمع والشبق والخوف والرجاء ،  وواحديته ، دلت عليها حواية علمه ومقدرته  وتعاليه عن علم العلماء ، فهو المتعال فوقهم ، وتواضع عنها البشر بعلمهم ، فهو العليم فوقهم ، وقلّ عنه تقدير المقدرين فهو المُقِّدرُ للأشياء القادر عليها ، والبارع المقتدر ، يَقْدِرُ قَدرْ النفوس و الطبائع والإستطاعات ، وتضاءلت عنه صناعة الصانعين ، فهو الصانع قبلهم وفوقهم ، يخلق ما يريد ويفعل ما يريد ، وتعطلت عن مُراده الأسفار ، و الفلك وسلطان النافذين لملكه وعُلاه ،  الأكوان  بين يديه ، والقلوب بين أصبعيه يقلبها أنى شاء ، اليه المنتهى والمصير وله التعبد طوعا وكرها ، فهو الخالق للعالمين ، والواجد للأولين والآخرين ، والنافخ في الروح والطين ، ولو شاء لأنشأنا خلقا آخرين ، أو هدانا أجمعين،  أو أنشأكم فيما لا تعلمون ، من طين لازب ونُطفٍ ضعيفة ، نوعيها ولا نعيها ، لنفسٍ سوأها تسوية ، وخلقها في أحسن تقويم ، وقال لها كوني فكانت لم نك حاضري أمره ولا فعله حين أوجد وحين قدرنا وحين خلق ، لكنه خلق فسوي ، وعدّلَ وقوّى ، وقدّر ففعل ، أمّارٌ بلا شريك ولا إستشارة ، وتَدُل عليها قُدسيته وتفرده في عمارة الكون وإدارة البون ، وتَدُلُ عليها قناعة النفوس التي آمنت وأسلمت وإستسلمت للتنزيل ، في لجأها عند الحاجة ، وخضعت له الأبصار شاخصة عند الإتكال والعوز ، موحدة في التوكل ومطبوعة على التذلل ، وشاخصة إلى واحد حين إنعدام الآخرين ،  وهلاك المالكين ، وإنتهاء الفاعلين إلا إيّاه ، وأعترفت له النفوس التي شكّت وأبِقَتْ وكفرت ، وتفرعنت ، لجأً عند نهايات الطريق وبلوغ القلوب الحناجر ، وتقاصرت عن إدراك كنهه العقول فهو واسع الوجود ومبتدأ البدايات بلا بداية ، ومنتهى النهايات بلا إنتهاء ، والظاهر فوق الظاهرين الطائعين والكارهين ، علوا كبيرا بلا حدود تُعقَل ولا تُجْمل ، وقدرات لا تعد ولا تحصى . 

ووحدانيته يدُل عليها متانة خلقه وعظيم مخلوقاته وإتساق حركاتها وسكناتها وجمالها العظيم الذي تنتهى دونه قدُرات المجملين والمتجملين  ، وتناسقها المضبوط الطائع بلا إرادة ، والمنضبط الحِراك تحت ظله بمشيئة فوق المشيئات ، واراداة فوق الإرادات ، ودٌلت عليها تسخير الدقائق ، وتجميل الرقائق ، ودلّت عليها قُدُرات خلقه ، تحت قدرته ، لا نشيءُ الا ما يشاء ، خيارا وجبرا ، في نظام دقيق وجودة متناهية ، يَقِلُ عنها الإدراك ، وتتقاصر عنها البحوث والعلوم وتتضاءل عنها النفوس في السماوات والأرض مسلمة بالتسبيح ، والمقال وساجدة بالحال والظلال ، في الغدو والآصال ،  طوعا أو كرها ، وإليه المصائر والمآل.

وواحدتيه يدل عليها لُطفُ اللطائف التي خلق ودِّقة المخلوقات التي أوجد من هيولى العدم  فتحدى بها الخلق جمالا وخلقا وإبداعا، وتَدُل عليها عظمة الكون ومسارح الارض ،  وقوة الحديد يلين ، والجبال ترسى وتستكين ، والمياه تجري نميرا ، والعشب مختلف غذيرا ، ويدل عليها تسخير النار واحراقها ،  وبرد الثلوج واهراقها  ورقة الماء ورقرقته ،  وإختلافه هذا عذب فرات ، وهذا ملح أجاج ، ويدل عليها البساط والفجاج والسماء بلا اعوجاج ، والنسائم والعجاج.  وتدُل عليها سجايا النفس وطواياها وخفقات القلوب ونواياها ، وجداول العروق مروية ، تجرى بلا سهل وتسقي بلا كلل ، وتدُّل عليها محبة الطيور ورقٌة الأفيال وشآبيب الجبال ، والتحكم في الآجال ، وحرث الزرع والعيال ، ودفع الاجيال ، وتدّل عليها نعمه التي نعي ونعرف والتي لا نعُد ولا نحصي ، والتي نرى ولا نرى ، ومصائر الورى ، وبسط الثرى ، ويدل عليها خلق السماء ورفعها بلا عمد ، وتمهيد الأرض ، وإختلاف الليل والنهار ، وتسخير الرياح اللواقح ، والبحار العذابِ والموالح ، ودل حب الفراش للزهور وعِشق الطيور للطيور ، وتجانس النفوس إذا تآلفت  ونفورها اذا تخالفت، وتدل عليها الدواب المبثوثة ، والصفات الموروثة ، وتدُل عليها الأرواح تعلق بالسماء ، والشمس تنبض بالضياء والقلوب تأمل بالرجاء والالسن رطبة بالدعاء ، والبروج في السماء ، والرزق والعطاء .

 فكيف يرزق فنكفر ، ويدنو فننفر، ويعطي فلا نشكر ، ويهدي فنهجُر؟ 

لا تشرك فإنّ الشِرك لظلمٌ لنفسك عظيم !!
rafeibashir@gmail.com

 

 

آراء