حوار القوات الصديقة

 


 

 

 

حدقت مليا فى الشاشة البلورية فى أمسية الخميس العشرين من أغسطس الجارى محاولا تبين وجوه  وقسمات الذين كونوا ذلك التجمع من السودانيين والسودانيات لحضور ما سمى باجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطنى السودانى . عرفت منهم من هم فى درجة الآباء  و الاخوان والزملاء  بحساب الاعمار . تمعنت فى الوجوه الأنيسة التى جلست فى سكينة تستمع الى المنصة وبعض خطبها ومداخلاتها المبرمجة   . رغم البهرجة  ، لا جديد من فوق المنصة اومن تحتها . تحديقات الجالسين المبهمة لا تقول اكثر من أنهم  دعوا الى مناسبة اجتماعية  فلبوا الدعوة مثل كل المرات  التى لا تحصى.هذه المرة يريد الألفة الكبير أن  تعيدهذه المجموعة المنتقاة ( اللحمة الوطنية ) لشعب السودان! عندما سمعت هذا من أحد المتحدثين الحالمين بالمستحيل طفرت من فمى العبارة التى كنا نرددها ونحن صبية – ابو الزفت – عندما يطلق احدنا  ادعاءات اكبر من حجمه وهو قول   قريب من قول بعضهم ياشيخ خلى عنك ! غلبنى أن افهم أن يتعشم النظام فى هذه الفئة ملاذا يحتمى فيه من غلواء همومهومهاويه، البادية منها والخفية . وهو عشم فشنك فى مجموعة فشنك . استمعت بوجدان مبعثر الى خطب  ومداخلات من المنصة  وما حولها فى حالة نادرة لا تنتابنى ابدا. فشخصى انسان لا يعد ايام الشهر الذى ليس له فيه نفقة. لغة الخطاب الرئاسى وقد خلت هذه المرة من العنتريات  والعفص تحت الجزم  والاحذية والضرب تحت الحزام  و من ( بل) الاوهام وشراب مويتها ومن لحس الكيعان  لم  يجذبنى الى الحظيرة. لكنى تعجبت ماذا دهى صاخب المنصة اليوم  وهو يطلق كل تلك التنويمات المغناطيسية  و قد كان بالامس يرفع رأسه الى جوفالسماء  محدقا فى قرص الشمس ،و فى جوف الشهب يبلغ الدنيا من حوله بأنه لا يحاورإلا الذين يرفعون السلاح .و يقولها فى الضحى الاعلى أنه  أخذ الامر غلابا ولا حاجة له بمن ليس فى مقدوره أن يحمل  سلاحه فى الضحى الاعلى كذلك ويتقدم الى ملاقاته فى ساحة الوغى . ربما كفته اعراض الشيخوخة ومداميك الفشل الابطح السرمدى . ثم  هذه  الدنياتشيح بوجهها . هل ضرب  االرجل اخماسه فى اسداسه كما يقول المثل المطروق ثم اهتدى الى تكتيك جديد يغير طريق السير بعد أن  انتهت كل الطرق القديمة فى ( بيت ألمى)  على لغة اهلنا البقارة أم  هل جاءت (الفكرة ) بعد أن راحت السكرة .

ونعود الى أول السطر : حوار وطنى يبدأ من مقابر الضحايا المجهولين   الذين شق الرصاص بطونهم  فى سبتمبر وغيره ، نعم. حوار يحدد حجم الفواتير واجبة السداد  وطريقة الدفع  قبل الجلوس على الموائد البهيجة فى حوار طرشان لا يستثنى احدا من الجاهزين دائما ولا ينجز شيئا  اكثر من اكمال نواقص المحاصصات القديمة. الذين جلسوا فى القاعة الفخيمة فى امسية الخميس  لن يحلوا للنظام مشكلة ولن يحققوا لنا مطلبا . فهم بعض جماعات  او قوات صديقة للنظام الذكى جدا فى لملمة وتجهيز الطوابير الخامسة. 

alihamadibrahim@gmail.com

 

آراء