كان لابد لى قبل ان اختتم هذه المقالات عن حزب الحركة الوطنية قبل تشييعه وقبل ان اتناول فترة التجمع الوطنى فى الخارج والاخطر فى تاريخ السودان والشريك الاساسى للنظام الحاكم فيما ال اليه حال السودان كان لابد ان اتوقف فى بعض المحطات من دستور الحزب الذى صاغه السيد محمد عثمان الميرغنى والذى امن فيه بكل صراحة ووضوح انه حزب ال البيت وهو الدستور الذى اصدره فى مؤتمر المقطم بالقاهرة واجازته (اللجنة المركزية ) التى عينها بشخصه واضفى عليها مسمى اللجنة المركزية للحزب الاتحادى الديمقراطى يوم الاحد 5مارس 1995 والذى اوردت بعض فقراته فى المقالات السابقة ويحمل غلاف الدستور اسم الدستور المؤقت ( للحزبالاتحادى الديقراطى ) لعام 1995 والذى نص فى داخله انه يحكم الحزب الى ان ينعقد مؤتمره العام خلال ستة اشهر من اسقاط النظام الحاكم وتم اختياراية قرانية من كتاب الله سبحانه تعالى سوف ترون انها تم اختيارها بعناية تامة والتى تقول: ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون) واللبيب بالاشارة يفهم فى صفحة 5قدم الدستور نبذة تاريخية للحزب جاء فيهاما يلى: (تاسيسا على ما سبق فاننا قيادات واعضاء الحزب الاتحادى الديمقراطى ونحن نقدم على اجازة هذا الدستور نعلن اننا سنظل امناء لمبادئ وتراث وانجازات هذا الحزب تلك المبادئ والاهداف التى ارسى قواعدها ابو الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغنى بقيادته الملهمة وتوجيهاته السديدة ورعايته المخلصة والواعية للحركة الوطنية وقاد مسيرتها المظفرة الزعيم اسماعيل الازهرى الذى سار على نفس الطريق الذى رسمه مولانا السيد على الميرغنى وعبر عن هذا بلسان القائد بدوره ومسئولياته عندما قال ( لولا ذلك الاسد الرابض فى حلة خوجلى لما تحقق الاستقلال) فهل تندهشوا اذا كان هو الان ورث الحزب بنفس المفهوم ويريد ان يفرض على الاتحاديين ان يسيروا على الطريق الذى يرسمه ان يرفض النظام ويحاربه بالسلاح خصما على الوطن يتبعوه وان يشاركه ويحقق المكاسب من مشاركته فبيذعنوا اليه كما ادعة ان الازهرى اذعن لوالده وهكذا يريد لابنه الحسن فهل ماجاء فى هذه الفقرة من الدستور من تشويه وتزييف للحزب يحتاج لتوضيح وفى نفس الصفحة يقول الدستور: (كان لامتداد عمر النظام المايوى اثر سلبى واضح على المستوى التنظيمى للحزب الذى تولى قيادة النضال ضد ذلك النظام من داخل وخارج السودان بالاساليب التى كانت تقتضبها تلك المرحلة التاريخية وتفرضها طبيعة الحكم القائم فى ىالبلاد انذاك) وهو بهذا يعنى ان مشاركته وشقيقه لمايو كانت نضالية اقتضها المرحلة مع ان هذه الفترة التى تناولها بهذه الضبابية هى الفترة التى استشهد فيها الزعيم الازهرى والشريف حسين الهندى الذى قاد المعارضة من الخارج بينما كان ال ميرغنى على وفاق مع النظام وشقيقه عضوا فى المكتب السياسى للاتحاد الاشتراكى وبالمناسبة لم يرداى ذكر للشريف فى الدستوروالسبب معروف فلو كان الشريف حيا لماعاد ال الميرغنى للحزب ناهيك عن امتلاكه وفى نفس الصفحة يقول الدستور ( اتاح نظام مايو فى فترة حكمه لبعض القوى الطفيلية والرجعية التى تدعى الانتمناء للاسلام لكى ترسخ جذورها وتنشر سمومها مستقلة العاطفة الدينية لشعبنا) ولا تعليق فيكفى انه اليوم شريكا معها فى النظام وابنه فى القصر الجمهورى وفى صفحة 8 المادة -1- من الدسور تحت عنوان رئيس الحزب وتقول: ( هو رئيس الحزب وهو القيادة التاريخية لاجهزته فى الداخل والخارج حتى انعقاد المؤتمر العام فى الداخل باذن الله) عجبا اذا كان السيد محمدعثمان الميرغنى هو القيادة التاريخية للحزب فماذا يكون الشهيدين الازهرى و الشريف وزملائهم الا يبرر هذا ان يرث ابنه الحزب كما ورثه هو من والده حسب اعتقاده و حتى لايتوهم احد ان الاشارة لرئيس الحزب ربما تعنى الرئيس الذى يتم انتخابه ولكن الحقيقة توضحها المادتين السادسة من الدستور والثامنة من اللائحة ويقول تحت السادسة ما يلى : ( لايمارس عضو الحزب صلاحياته فى اللجنة المركزية او المكتب التنتفيذى الا بعد ان يؤدى العضو القسم بالصيغة المحددة فى اللائحة) و المادة 8 تورد نص القسم ويقول : ( انا --- اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ان اودى واجباتى عضوا ب----- للحزب الاتحادى بقيادة السيد محمد عثمان الميرغنى بكل امانة واخلاص واتعهد بتنفيذ كلما يوكل الى من مهام) مما يعنى هو الرئيس الدائم والمطاع ولايحق لاعضاء الحزب ان ينتخبا الرئيس اما فى صفحة 4 فيقول الدستور: ( وقد عاد الحزب الاتحادى الديمقراطى بما له من تراث عريق فى الصدق الوطنى ليصلح امل الشعب واستطاع ان يحقق خطوات فاعلة فى الخلاص فانجز مبادرة السلام السودانية التى وقعت فى السادس عشر من نوفمبر عام 1988 واجمعت عليها كل القوى السيساسية فى السودان ما عدا حزب الجبهة االقومية الاسلامية الذى غدر بالديمقراطية فى الثلاثين من يونيو 89 وقطع الطريق امام البلاد للوصول الى السلام والاستقرار والنماء) وهى الفقرة التى اتبعها فى نفس الصفحة بفقرة تقول: (ان الحزب الاتحاى الديمقراطى كقائد للحركة الوطنية قد بادر وقاد ولازال فى مقدمة حركة النضال الوطنى لاستعادة الديمقراطية وتخليص البلاد من نظام البشير الترابى الذى اذاق الشعب القتل والقمع والتشريد) وهاهو قد حققها بالمشاركة فى النظام اما فى صفحة 7 وفى المادة الاولى من الدستور يقول فى الفقرة2 مايلى: ( يبدا العمل بهذا الدستور من تاريخ اجازته بواسطة اللجنة المركزية فى الخارج وتوقيع رئيس الحزب عليه ولحين انعقاد المؤتمر العام بالداخل)
وكما ورد فالدستور تمت اجازته فى 5 مارس 95 وبناء عليه فان الميرغنى الان يتصرف فى الحزب كرئيس واجب طاعته بنص القسم خى انعقاد المؤتمر العام (وهو الذى سيحدد من يشارك فيه بنص الدستور وهوة الذى سيعينهم ويؤدون القسم برئاسته هذا لو انه سينعقد فهل تعجبوا اذا قلت ان الحزب خرج ولن يعود وكونوا معى ومع التجمع