قبل خمسة أشهر مضت بالتحديد يوم 9/4/15 نشرت مقالا تحت عنوان [ السوريون الهاربون ومافيا البشر ] فى الصحف الثلاث سودانيز أونلاين وسودانايل والحوش وقلت فيه الآتى : دعنا نحكى اليوم عن السوريين الهاربين ومافيا البشر تجار البحار الذين قد قلبهم من حجر . الوحش الأموى العلوى يفتح النار يذبح ببراميل الحجار يدمر البشر والشجر والحجر يقتل الأطفال والشيوخ والنساء وكل الأبرياء يستخدم السلاح الدموى المحرم الكيماوى ولاحياة لمن تنادى والعالم صامت صمت أهل القبور يتفرج ولا يتحرج كل هذا يتم بمباركة الدولة العظمى والكويت تعيد فتح السفارة والأموال تتدفق من كل أمارة تبقى جارة .
الجميع بما فيهم الثوار ليس لديهم خيار إما الموت بمنشار التعذيب الرهيب المهيب العجيب الغريب أو الإنتحار أو الهروب خارج الديار وأنسى الإنتصار الذى صار عصيا بل منسيا دفن أبديا .
الحاكم حاكم ديكتاتورى فاشستى علوى متمرس شرس متعطش للدماء يلعب بذكاء يفهم لغة أهل الغرب الأقوياء الأشداء كلمة السرالمفتاح محاربة الإرهاب تسنده إيران وحزب الله وسكوت العالم المتفرج الذى ليس فى قلبه رحمه الناس تموت يقتلونهم بدم بارد برودة الطقس فى فصل الشتاء حيث لا غطاء ولا غذاء ولا كساء ولا دواء بل الثلوج وبطش العلوج فلا مفر غير الهروب وقت الغروب يهرب الشباب والأطفال والنساء يدفعون كل ما يملكون ألاف الدولارات لمافيا البشر يهربون عبر البحار والربان قبضوا الكثير من اليورهات والدولارات وإتفقوا على الإشارة فرصة أعياد الميلاد وأفراح كل البلاد هؤلاء الذين جابوا الصخر بالواد هم كفرعون ذى الأوتاد طغوا فى البلاد هكذا قرروا أن يعيثوا الفساد ترك السفينة فى البحر نعم فى عرض البحر ويهرب القرصان والربان بزورق فى أمان ويتركون السوريون يواجهون أصعب إمتحان الماء والسماء لا ثالث لهما إلا الحيتان وأسماك القرش السمان تنتظر حصتها من الأبرياء من الشيوخ والصبيان والنساء هذا ما جاء فى المقال عبارة عن بكاء وصرخة نداء وعزاء وتوقعته كالبدر فى السماء فإذا به كحفنة تراب ذابت فى الماء لا رد ولا تعليق ولا تغريد كأنك أمام تلميذ بليد يومها سألت نفسى ماذا جرى للعالم ؟ فى الليلة الظلماء يفتقد البدر إفتقدت هؤلاء الشعراء أين أحمد شوقى أين شاعر النيل حافظ إبراهيم أين محمد أحمد محجوب ؟ صاحب الفردوس المفقود؟ أين الود الممدود ؟ والحب اللا محدود من وراء الحدود ؟ ما الذى أصاب الناس ؟ هل هى المادة التى سلبت العقول وجرفتها كالسيول سيول مطر هطول .
حتى وقعت الواقعة كالصاعقة الحارقة صورة الموت البحرى المصور إنها الصورة التى هزت العالم أجمع مات الطفل السورى الذى جرفته المياه مستقبلا البحر ساجدا مستسلما للقضاء بعفوية الصغار الأبرياء لقد رجت الدنيا رجا وهزتها هزا حتى اليهودى النتن ياهو علق وبمناسبة نتن ياهو أكيد يا أوباما لو كان طفلا يهوديا لقامت القيامة لعن الله الكراهية العنصربة الغبية ولعن الله الأيدى الخفية التى جعلت الشرق الأوسط يعيش أسوأ فوضوى خلاقة عرفها التأريخ !