كثيرون لا يعرفون الفرق بين الحوار والنقاش. النقاش هو ما يكون عادة بين مشجعي الهلال ومشجعي المريخ. رأي كل طرف يختلف 180 درجة عن رأي الطرف الآخر بمعنى أن كل هلالي مقرر سلفاً أن فريقه أفضل وأحسن من فريق المريخ. وفي الجانب الآخر كل مريخي يؤكد ويصر أن فريقه أفضل وألعب من فريق الهلال. ولهذا تجد الجدال بيزنطي ويسير في إتجاهين ومتوازيين أي لا يلتقيان أبداً. فمعطيات كل طرف تختلف عن معطيات الطرف الآخر وكذلك مخرجاته أو نتائجه. نسمع عن الحوار بين الحكومة والمعارضة بمختلف توجهاتها .. سواء كانت المعارضة التي تحمل السلاح أو المعارضة السلمية أو المعارضة المدجّنة من قائمة ال120 حزباً المسجلة ومتوالية ومندغمة مع الحكومة. سؤالنا هو كيف يكون هنالك حوار مع الحكومة وهي تقبض على كل كروت اللعبة كما كان يقول السادات عن أميركا. لو افترضنا أن شخصان يودان لعب الورق أي الكوتشينة .. يجب أن يستلم كل منهما عدداً من الأوراق مساوياً لما يستلمه الطرف الآخر. فهل الأوراق التي في يد الحكومة تتساوى مع الأوراق التي في يد المعارضة مجتمعة؟ أشك في ذلك. هل هنالك معطيات متفق عليها بين الحكومة والمعارضة أكرر بأنواعها المختلفة؟ لا أظن. ما يسمى بلجنة 7+7 للحكومة 50% من عضويتها ول120 حزباً نصف العضوية المتبقي.. ورئيس اللجنة من الحكومة بمعنى أن أي قرار يحتاج للتصويت سيفوز بلا شك لأن للرئيس صوتان. الأحزاب ال120 هذه فشلت أن تثبت أن لها قواعد جماهيرية وهي هنا بلا استثناء كل أحزاب الأمة الفكة وكذلك الحزب الاتحادي الفكة.. فعدم مشاركة حزب الأمة القومي وهو الحزب الأكبر حسب آخر نتيجة إنتخابات ديمقراطية تجعل العملية كلها طبخة هلامية ليست كاملة الإعداد. هنالك منظمات أو تنظيمات شبابية يدعي أفرادها أن لها وزن في الساحة السياسية ولم تعطها الحكومة الفرصة لنرى ما في جعبتها وهنالك أحزاب ذات صوت عال غض عن النظر عن ضعف عضويتها خاصة خارج المدن الكبرى وكلها تعتبر خارج فورمة الحكومة و7+7 فمن يحاور من؟ ومن هو صاحب الحق ليقرر نيابة عن الشعب ما يجب أن تكون عليه الحالة السياسية والحكم في السودان؟ الحكاية معقدة أكثر مما يتصوّر الكثيرون. (العوج راي والعديل راي).